الجمعة - 29 مارس 2024

صراع اهل الحق مع اهل الباطل

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


محمد الابراهيمي ||

حينما اطلع على بدء الحركة الخلقية على الارض التي بدأت من قبل ابونا ادم ( عليه السلام ) والى اليوم اجد ان هناك صراعآ بين حقآ وباطلآ والحق كل الحق لمن يتسائل ان هناك نقطة وقف , لماذا قلنا قبل ادم ,
الحق والحق اقول لان قبل ادم هناك خلق كثير خلقه الله عزوجل واودع له اختبارآ عقليآ كما ذكر على لسان الامام الصادق ( عليه السلام ) وكان النجاح باهرآ عند ذاك النبي فاودع الله عزوجل له العقل ليفكر ويعمل ويتأمل فأصبح نبيآ من الانبياء وبدأ في خط الرسالاة والنبواة
التي هي خط الحق الممتد منه ( عليه السلام ) والى الامام القائم المهدي المنتظر ( سلام الله تعالى عليه )
وحينما ننضر الى الحياة بسعتها وازمانها نجد ان هناك صراعا واضحا بين الحق والباطل لا منتهى له بدء بين اخوين وانتهى بين اقوام ولا زال الصراع متعمما على مستوى الدول والحكومات
ونجد ذلك ايها القارء الكريم في القرأن الحكيم
المتتبع لآيات القرآن الكريم لا يعجزه أن يقف على حقيقة مفادها أن الصراع بين الحق والباطل هو سنة أقام الله عليها هذه الحياة، وأن الحياة لا يمكن أن يسودها الخير المطلق، بحيث تخلو من الشر، وبالمقابل لا يمكن أن تعاني من الشر المطلق بحيث لا يكون فيها قائم بالحق
والآيات التي تؤكد هذه الحقيقة كثيرة لا يسعف هذا المــــــــــــــقال بذكرها، لكن نذكر بعضاً منها لإثبات ما نسعى لإثباته. من تلك الآيات التي تقرر هذه الحقيقة قوله تعالى: {كذلك يضرب الله الحق والباطل} (الرعد:17)،
وقوله سبحانه: {ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق} (الإسراء:56)، وقوله عز وجل: {ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم} (محمد:3)،
فهذه الآيات – وغيرها ليس بالقليل – تبين حقيقة مسار التاريخ، وأنه صراع بين الحق والباطل، وتصارع بين الخير والشر. ولا تخفى في هذا المقام دلالة تسمية القرآن بـ {الفرقان} (الفرقان:1)؛
لما فيه من فارق بين الحق والباطل، والهدى والضلال، ولما فيه من تفرقة بين نهج السماء ونهج الأرض، وبين تشريع البشر وتشريع رب البشر.
وهذه السنة التي أقام الله عليها الحياة، تندرج في المحصلة في سنة الابتلاء التي خلق الله العباد لأجلها، {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا} (الملك:2)،
فمن وقف في جانب الحق مدافعاً عنه ومنافحاً، يكون قد عمل عملاً حسناً، وهدي إلى سواء السبيل. ومن وقف في جانب الباطل، ونافح عنه ودافع، يكون قد عمل عملاً سيئاً، وضل سواء السبيل.
وقد أكد أهل العلم هذه الحقيقة، وأقاموا الدليل عليها من القرآن والتاريخ؛ ونحن هنا نجتزئ شيئاً من أقوالهم في هذا الصدد.
يقرر الشيخ محمد عبده أن المصارعة بين الحق والباطل “سنة من سنن الاجتماع البشري . ويقرر سيد قطب هذه الحقيقة أيضاً، حيث يعتبر أن المعركة “لا تفتر بين الحق والباطل، وبين الإسلام والجاهلية، وبين الشريعة والطاغوت، وبين الهدى والضلال. ونحو هذا،
يقرر الشيخ ابن عاشور أن “المصارعة بين الحق والباطل شأن قديم، وهي من النواميس التي جُبِلَ عليها النظام البشري”.
فإذا ثبتت حقيقة الصراع بين الحق والباطل وبناء مسار التاريخ عليها، فجدير بنا أن نثبت حقيقة مرتبة عليها، وهي أن الحق هو المنتصر في النهاية، وأن الباطل وإن حقق انتصارات هنا وهناك، فإنها انتصارات آنية واهية، وليست بانتصارات حقيقية واقعية. يخبرنا القرآن حول هذه الحقيقة في آيات كثيرة، تبين أن النصر دوماً في جانب الطرف الذي يدافع عن الحق، وأن الهزيمة في النهاية واقعة في جانب الطرف المدافع عن الباطل. نجد هذا المعنى في قوله سبحانه: {فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون} (الأعراف:118)،
وقوله عز وجل: {ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون} (الأنفال:8)،
وقوله تعالى: {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} (الإسراء:81)،
وقوله عز من قائل: {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق} (الأنبياء:18)، وقوله سبحانه: {قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد} (سبأ:49)،
قوله تعالى: {ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته} (الشورى:24).,
وحينما نريد ان نتسائل عن الحق هل هو معلوم وضاهر ؟ ام هو باطن وكيف ذاك ؟ ام هو متجسد بشخص ما؟ وبمن يتمثل؟
حينما ننضر الى الماضي قليلآ نجد ان الحق متشخصآ بذاك الذي وقف تلك الوقفة وصرخ تلك الصرخة مصرحآ للدنيا وما فيها انه رافضآ للذلة ومن تجسدت به وقد كانت تلك الصرخة للحق متمثلة بالامام الحسين ( عليه السلام ) حينما ارتكز الركيزة الألهيه نحو الحق وعلم ما يدور حوله من حق وباطل وقرء الاحداث قراءة حقيقية وصحيحة لا وهمية وقد التاريخ تلك الصرخة التي كانت ولا زالت منبعآ للشجاعة والثبات اليقيني والعقائدي
والى اليوم نرى ان الحق متمثلآ بعصائب تركوا الدنيا وراء ضهورهم وطلقوها وتركوا الاموال والسلطان وذهبوا الى ذلك الصراع ليحققوا ما املهم به القرأن الكريم وهم يقاتلون الباطل بشتى الطرق بالسلاح والعقل ……
ولذا فمن ظَنَّ انتصار الباطل على الحق انتصار دائما وفي كل الاوقات فقد أساء الظَنَّ بالله
الوعد الإلهي كان ولا يزال على الدوام هو أنّ الغلبة للحق، والعزّة لأهل الباطل، وقد ينتصر الباطل في بعض الجولات، ولكن النهاية السعيدة لن تكون دائماً إلا لأولئك الذين استناروا واهتدوا بهدي الله تعالى الذي ما خلق السماوات والأرض وما بينهما إلاّ بالحق.
وهذا ما نطقت به آيات الكتاب الكريم والروايات الشريفة:
قال تعالى: ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾
وقال تعالى: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي﴾
وقال تعالى: ﴿كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ﴾
أما المجاهدون في سبيل الله فلا تأخذهم في الله لومة لائم، ولن يتركوا راية الحق، ولن تسقط طالما هم الرافعون لها
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وقائــــــــــدنا محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين ….