الخميس - 28 مارس 2024

هل ستؤثر الازمة الروسية الاوكرانية على تشكيل الحكومة القادمة !؟

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


عمر الناصر *||

الجواب .. نعم .. وسأقوم بأخذ السيناريوهات المتوقعة وأخذ الظروف المحيطة به عند طريق تفتيت اشعة موشور الابعاد السياسية الدولية كي تصل الفكرة بصورة جيدة ، على اعتبار ان الموضوع الجيوسياسي اصبح اليوم سلاح يرتقي الى قوة وفتك الاسلحة النووية ، فمن يطلع على واقع حال روسيا وايران وقطر وبوليفيا والجزائر وليبيا سيجد انهم اليوم يتحكمون بصنبور تصدير الغاز،اذ روسيا تمتلك تقريباً ٤٨.٩ ترليون متر مكعب تجعلها تحتل صدارة الدول المنتجة للغاز ، وتعتمد عليها اوروبا بشكل مباشر بسبب عدم وجود ثروات طبيعية مقارنة مع بقية الدول الاخرى، ما عدا النرويج التي أعلنت إجمالي إنتاج النفط لديها في عام ٢٠٢١ بلغ ٦٤٢ مليون برميل، إلى جانب ١١٣ مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المصاحب للنفط، مما يمثل إنتاجًا يُقدر بنحو ٤ ملايين برميل من المكافئ النفطي يوميًا، ويزود الغاز الروسي أوروبا بقدر ٤٠٪؜ عن طريق خط انابيب غاز” نورد ستريم ١ ” الذي يمر عبر أوكرانيا ومن بعدها الى المانيا.
الحرب الروسية الاوكرانية اثرت بشكل كامل على تصدير الغاز الروسي ، لكن المتضرر الاول هو اوروبا الذي اعتبرته اميركا بأنه سلاح جيوسياسي روسي بإمتياز ، فقامت بخفض نسبة الغاز المصدر الى اوروبا بنسبة ٢٣٪؜ ورفع سعره بنسبة ١٥٪؜ ، مما جعل المانيا المتضرر الاول من ذلك بموقف صعب بالاضافة الى بقية الدول الاوروبية، مما سيضطرهم الى البحث عن مصادر بديلة للطاقة، من ايران وقطر و الجزائر بالدرجة الاولى رغم التكلفة العالية في النقل، مما يعني ذلك هو تعزيز للسلاح الجيوسياسي الذي سينتقل من روسيا الى ايران الحليف والشريك الاستراتيجي ، الذي سيعطيها قوة اضافية خلال فترة انشغالها بمحادثات الملف النووي مع دول ٤+١ الذي شارك على الانتهاء ، وربما يجعل الطلب الاوروبي على الغاز الايراني والقطري في الايام المقبلة اكثر لاجل تعويض النقص الحاصل من الغاز الروسي.
وبذلك قد يواجه العراق مشكلة جديدة في نقص الطاقة الكهربائية خلال الصيف القادم ، على اعتبار ان اغلب محطات انتاج الطاقة الكهربائية تعمل بالغاز الذي يستورد من ايران ، وقد تُستخدم ورقة تصدير الغاز كورقة ضغط سياسية في المنطقة بحجة زيادة الطلب الاوروبي على الغاز الايراني ، ليكون امام السياسيين فرصة واحدة فقط وهو تشغيل محركات تغليب المصلحة الوطنية بأقصى طاقتها الانتاجية ، للاسراع بتشكيل الحكومة على اقل تقدير ان تكون حكومة اضطرارية تنقل العراق من المرحلة المظلمة التي قد تنعكس تداعيات الازمة العالمية ، وخلال مهلة اقصاءها ثلاث اشهر من الان قبل ارتفاع درجة حرارة الصيف ، فيكون السياسيون انذاك باختبار وحيرة وتحدي حقيقي امام الشارع ، في ظل تلكؤ واضح في اقرار الميزانية وانعدام الخدمات ، وربما السيناريو الاخطر قد نكون امام مظاهرات عارمة نتيجة عدم وجود استراتيجية للتحرك الاستباقي التي تتعلق بالامن الغذائي العالمي بسبب تداعيات ارتفاع اسعار القمح على اثر الازمة الروسية الاوكرانية المصدرين الاوائل للقمح في العالم .

انتهى …

خارج النص || الربط الكهربائي العراقي السعودي سيتم انجازه خلال عامين .

*كاتب وباحث سياسي