الخميس - 28 مارس 2024

الفضول سلوك يمزق اللحمة الاجتماعية

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


محمد الابراهيمي ||

اللحمة بضم اللام وتسكين الحاء وهي مشتقة من الالتحام ( التحم / يلتحم / فهو ملتحم )
وهذا الأمر يتوقف على مطالب كثيرة وواسعة ونافعة ومنتجة وحقيقية تخص الامن المجتمعي وامنه الغذائي بحيث يصل فيه الناس الى الاجتماع بدل الفرقة والى التحابب بدل التباغض
والى الاستقامة بدل الانحراف والى القواسم المشتركة مع الاختلاف بالمعتقد والدين والعبادة
حتى وان كان هناك فوارق طبقية ومستغل تحل هذه المشاكل بالنظام والقانون يسير فيه المجتمع تحت مسافة واحدة , وتحت مسمى واحد , يحصل في الاستقرار والامان للجميع .
مهما كانت الحوادث الطبيعية الصعبة والمصطنعة من الاشرار في ذلك المجتمع حتى وان وصل المجتمع بمجابهة الحروب المستعرة والعراك الدائم…….
نسمع القرأن الكريم في عصر البعثة النبوية الشريفة ليومنا هذا يقول (وجعلناكم شعوبآ وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم)
مادة تعارفوا لا تدل على معرفة الاشخاص او الانصار او السلوكيات ومن معانيها المؤكدة لينفع احدكم الاخر بدليل قول النبي الاعظم (صلى الله عليه واله ) المشهور وحتى اطفال المسلمين يتكلمون به ( خير الناس من نفع الناس )
ومؤكدآ ومفهوما نقول اشر الناس من اضر الناس ويقول ( صلى الله عليه واله ) ( والكلمة الطيبة صدقة ) والقران الكريم يصرح ( ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق )
فهذا الجو التربوي من الله جل وعلى ومن النبي الكريم ( صلى الله عليه واله ) يضيف جمالآ الى الحياة بدل قبحها وسوئها والمتدين اذا اراد كلام الله الواسع سعة قدرته عليه ان يذهب الى التقوى حتى يحصل على كرم ربه الكريم سبحانه وينال رضاه هو حر في اختياره …
وهنا يأتي التسائل / الفضــــــــــــــــــــــولي من هو ؟
بكلام مختصر من تدخل في ما لا يعنيه لاقى مالا يرضيه كما في المثل ومع هذا الذي يراه صاحب هذا السلوك يمزق هذه المعاني الانفة لذكر ويرقص ويطرب على جراحات الاخرين ويتلذذ بعنائهم وفوضتهم والامهم ..
بسبب ردود الافعال التي تحصل من قبل غيره وتتسع المسألة الى ان تصل القضية الى فجوات اجتماعية بين الناس يكون مردودها سلبيى على المصالح الخاصه والعامة قد تصل في بعض الاحيان الى التجمعات الضارة بما يسمونها في عصرنا اليوم بالتضـــــــــــاهر الغير منضبط
وسقف المطالب العالية بحيث تصل في بعض الاحيان في الاستحالة في تطبيقها
ومن المحتمل ان يصل الناس الى الهرج والمرج ويقع الانفلات وتقع المصائب وفي النهاية بعد السيطرة عليها من قبل العقلاء والواعين والمدركين نجد معظم الضحايا والخسائر غالبآ ما تكون من نصيب الابرياء ..
والذي ليس لهم لا ناقة ولا جمل في الذي حصل …
ونجد الحل والردع الصريح من اثار الفضوليين يخرج لنا من مدرسة اهل البيت الاطهار عليهم السلام
حيث قالو ( حب الاوطان من الايمان ) واكدوا في رواياتهم وتربيتهم الى الحفاظ على الامانة من أي شخص رجل او امراة ومن اجمل ما قرأته عن سيد الساجدين والعابدين عليه السلام بما مضمونه (( لو أأتمنني شمرا سيفه الذي قتل ب هابي الحسين لحافظت عليه ))
ويومآ مر امير المؤمنين عليه السلام مع اصحابه وجد رجلآ كبير السن نائمآ بجنب القمامة فسئل عنه قالت له الناس انه نصرانيآ
فقال لهم انتفعتم بشبابه ورميتموه في شيخوخته فقر له راتبآ من بيت المال
وكان ائمة اهل البيت عليهم السلام يقضون حاجات حتى اعدائهم وما تلك العوائل الاموية التي عاشت في ديارهم حتى قالت نساء الامويين لم نرى رعاية في بيوت ابائنا وازواجنا حتى وجدناها في بيوت ال محمد ( صلى الله عليه واله ) …
وكثيرآ من غير المسلمين تأثرو في هذه الاخلاق وهذا السمو …
وهذا جورجرداق يكتب عن امير المؤمنين عليه السلام قائلآ ( هو رائد العدالة الانسانية )
وهذا بولس الذي نظم ملحمته الشعرية بأكثر من خمسة الاف بيت مادحآ وموضحآ مواقف ال محمد ( صلوات الله عليهم اجمعين )
وممجدآ شجعانهم وكرمائهم وعلى رؤوس الاشهاد وهذا معاوية الثاني ابن يزيد تنازل عن الامارة والرئاسة ولعن جده معاويه وابيه ونزل من منبر الخلافة فقالت له امه ( ياليتك كنت حيضة)
ووصل بعده مروان ابن الحكم الى ملك رقاب المسلمين وهو من ائمة وقادة الفضـــــــــــــــــــــــــــــــول بما تعني الكلمة من معنى
ابعدنا الله وسترنا وحفظنا من كل فضول في هذا الدنيا وصلي اللهم على محمد واله المعصومين المظلومين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .