الجمعة - 29 مارس 2024

التاريخ لا يرحم ولعنة الشهيد سليماني

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


حيدر المطوكي||

ستبقى لعنة مقتل ضيف العراق الشهيد الحاج قاسم سليماني، وعارها يلاحق العراق الى ابد الابدين، نريد ان نسلط الضوء، لماذا يتم اغتيال سليماني في العراق.
جميعنا يعلم ان الشهيد الحاج قاسم سليماني، هو العقل المدبر للمقاومة الشيعية في الشرق الاوسط، بل في العالم، ويوصف بانه الشخصية الاقوى في الجمهورية الاسلامية الايرانيية، من بعد سماحة السيد الخامنئي، واعتبرته امريكا بانه مهندس الحرب في سورية، والمسؤول الاول عن تشكيل محور المقاومة في لبنان، والعراق، واليمن، اضافه الى دعمه المتواصل للفصائل الفلسطينية، لانه يعتبر القدس قضيته، فضلاً عن انه يتمتع بشخصية قوية مراوغة اسطورية.
وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، بدأ الشهيد الحاج قاسم سليماني في توجيه فصائل المقاومة، بشن هجمات ضد القوات والقواعد العسكرية الأمريكية في العراق، ما أسفر عن مقتل المئات من أفراد القوات الأميركية وقوات التحالف وجُرح الآلاف منهم.
وينسب للشهيد الحاج قاسم سليمان، ان له الفضل في وضع خطط ستراتيجية محكمة للحكومة العراقية للتصدي للمشروع القذر، تنظيم القاعدة الذي كان من اخراج قوى الشر الامريكي والاسرائيلي، بتمويل خليجي، وافشال هذا المشروع في العراق.
وفي بعض الاحيان، كان يظهر الحاج قاسم سليماني في المنطقة، متنقلاً بين العراق، واليمن، ولبنان، وافغانستان، ليجهظ المخططات والمؤامرات ضد المذهب الشيعي، بشكل خاص، وفي الشرق الاوسط بشكل عام.
وكان الشهيد الحاج قاسم سليماني، يشرف بنفسه على تدريب المقاومة الاسلامية في العراق، ويشرف بنفسه على جميع العمليات العسكرية، ضد الحرب على داعش، ومول القوات العسكرية العراقية، والحشد الشعبي، بالاسلحة والمعدات الازمة للقضاء على المخطط الصهيوامريكي الخليجي ضد العراق.
ان القوة والنفوذ الذي يتمتع بها، الشهيد الجنرال فاسم سليماني، في المنطقة عزز مكانته لدى ابناء المقاومة الشيعية، وخاصة في العراق تحديداً مناطق الوسط والجنوب، وفي مرور الوقت ستزدات هذه القوة ويزداد نفوذه في المنطقة، وخصوصاً العراق. لأن الشهيد سليماني جمع في عمله بين الأبعاد العسكرية الجهادية، والدبلوماسية، والمعنوية، والإنسانية، هو الذي يرتدي سترة القتال وخوذة الحرب ويحضر في الخطوط الأمامية، هو نفسه ذاك الإنسان الذي كان يوصل الدواء والمواد الطبيّة والتجهيزات، إلى أولئك الذين حاصرهم الإرهابيون في العراق.
قاسم سليماني، الاسم الأبرز في الصراع مع الاستكبار العالمي، الرجل الاول الذي قارع أميركا وإسرائيل، وأدواتهما من أنظمة ومجموعات إرهابية، رجل الميدان والسياسة في العراق، من إيران الثورة، بات واضحاً الدور الكبير الذي قام به الشهيد في دعم وتمويل وتدريب وتسليح مختلف الفصائل المقاومة العراقية، لمواجهة الاحتلال الإمريكي، وهذا يؤكّد جديّة الشهيد سليماني، وقوّة القدس وإيران في محاربة، امريكا، واسرائيل، وقتالها ودعم المقاومة الشيعية في العراق.
ان استهداف قائد قوة القدس في حرس الثورة الإيراني الشهيد قاسم سليماني، في العراق، ارادت امريكا من خلاله، انهيار صمود محور المقاومة كاملاً في العراق وتنازل ساسة الشيعة العراقيين واجبارهم على استجداء التفاوض مع امريكا وعملائها، وتشنج العلاقات الدبلوماسية العراقيية الايرانيية.
لكن واضح أن الصمود لايزال سمة محور المقاومة كاملاً، لا بل إنه يتقدم في كثير من الجبهات، فيما تصمد القوة الشيعية ولا تتنازل، بل وتجبر الآخرين على استجداء التفاوض معها، ما يعني أن اغتياله لم يحقق لأميركا الهدف الذي استندت إليه في عملية الاغتيال.