الجمعة - 19 ابريل 2024
منذ سنتين
الجمعة - 19 ابريل 2024

منهل عبد الأمير المرشدي ||

[email protected]

إصبع على الجرح .

رغم اختلاف الآراء وكثرة الإجتهادات وتزاحم مراكز التحليل وتكاثر المحللين إلا ان ثقافة ويلات الدهر وخبرة الآهات المتراكمة لدى الشعوب المظلومة والمضطهدة اعطت ثقافة ذاتية تتجاوز كل ما تمنحه الشهادات الأكاديمية في ارقى الجامعات العالمية . الفرق كبير واضح بين الحياد والخداع كما هو الفرق بين التحدي والمواجهة وبين الإنهزام والإرتجاف . رغم كل ما أصاب المجتمع العراقي من ويلات العوز والفقر والفوضى إلا الناس في كامل وعيها تستطيع الفرز بين الصالح والطالح وتعرف جيدا من هو الصوت الثابت والنزية والمخلص ومن هو الخائن والمرتزق والناعق في دهاليز الطابور الخامس والمأجور .

الناس في بلادي تدرك جيدا من هم اصحاب العقول النيّرة والكفائات المحترمة والمحرومة من استحقاقها ومن فرصتها في خدمة البلاد والعباد ومن هم اصحاب العقول المتعفنة من المستحمرين الذين تسلموا مناصبهم لخنوعهم لأرباب الفساد . الشعب يعرف ويدرك ويحفظ جيدا في ذاكرته من هم الذين أجادوا بأرواحهم ودمائهم ليحرروا الأرض ويحفظوا العرض والمقدسات والدولة ومن هم المنهزمين والجبناء والذين هتكوا الأعراض وسفكوا الدماء وقتلوا الشباب والأطفال وثكلوا الأمهات وأشاعوا الرعب بين الأهالي وحرقوا الأحضر واليابس واستهانوا بالكرامة وتآمروا مع الأعداء .

الناس تعرف وتدرك من دون الحاجة الى التدقيق والتمحيص والتشخيص من هو المؤمن حقا والصادق حقا والمخلص والشريف والنزيه ومن هو الشيطان في صورة انسان واشباه الرجال المأزومين بالحقد والقذارة والعمالة . نعم فالشعب يعرف الحقيقة رغم كل الضباب والتضبيب والشعب يعرف الحق وأهل الحق رغم كل الظلام والتظليم فلا مجال ان تطول جريمة التمويه والتسويف والظلم وسطوة الظالمين وكمكمة الأفواه اكثر مما طالت وعبثت ودمرت فها هو الكيل يطفح وغضب المظلومين من الفقراء وعوائل الشهداء والمتقاعدين والعاطلين والاف الخريجين والمحرومين من ابسط الحقوق بات يغلي وساعة الإنفجار اقرب من قريبة ولابد ان نسمع صدى صرخة تدوي في ارض العراق وسمائه بوجه المجرمين والعملاء وارباب التطبيع الأذلاء تحت سطوة البره زاني وادوات اسرائيل في المنطقة وعبيد الدولار وأسرى النفس الأمارة بالسوء حيث تحين ساعة الحساب في الدنيا خزيا وعارا قبل جهنم الآخرة وبئس المصير .