الخميس - 28 مارس 2024

على مشارف نيسان الغابر..

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


كوثر العزاوي ||

إن ليوم إعدام السيد الشهيد” محمد باقر الصدر”حرارة شابهت حرارة مقتل جده الحسين “عليه السلام” في قلوب المؤمنين آنذاك،حيث لم يعد هناك ما لانتوقعه وكلّ حرمات الشعب العراقي استبيحت ومقدساته تحت سنابك خيل طغيان وَحقد صدام المجرم قد انتهكت يوم تطاول على حرمة رمز القداسة مايمثل عمامة رسول الله “صلى الله عليه وآله”والنيل من حرمة حفيدة سيدة النساء فاطمة”عليها السلام” بتجرئه على مالم يتجرأ به يزيد بن معاوية من تعذيب وقتل السيدة آمنة الصدر وتذويبها في أحواض التيزاب، فأي جريمة سبقت هذه الجريمة في بلد المقدسات!!،لقد كان السيد المرجع الفيلسوف”محمد باقر الصدر”مصدر إلهام روحيّ، وسراجُ نور أضاء الدرب للمجاهدين الرافضين الذلّ والباطل، ماجعل النظام البعثي الجبان يشعر بخطورة هذا الرجل، سيما وأنه قد بدت في الأفق إمارات المعارضة والمناهضة للسلطة البعثية منذ عام ١٩٧٩ يوم دعم الشهيد محمد باقر الصدر الإمام الخميني وحركته التغييرية بهدف إقامة جمهورية إسلامية في إيران، وفعلا قد تم ذلك بإعلان تأييده للإمام الخميني في انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، وقيامه بالتهنئة والدعاء عبر الهاتف، ماأثار سخط وذعر رأس النظام البعثي المجرم، فعمد إلى عزله”قدس سره” عن الناس، وقطع اتصالهم به، بعد ان فرضت الأجهزة القمعية التابعة لدوائر الأمن الإجرامي الاقامة الجبرية على السيد الشهيد،حيث استمر الحصار نحو تسعة أشهر، وبعدها قامت تلك الأجهزة الدموية باعتقاله واخته العلوية الساندة له في حركته ضد الطاغية”الشهيدة بنت الهدى”وفي نيسان عام 1980 تعرضا إلى أبشع أنواع التعذيب والتنكيل حدّ الاستشهاد في تلك الدهاليز الهارونية المظلمة، وبذلك فقدت الأمة الاسلامية هذا العالِم الرباني الكبير والمفكر النحرير والفيلسوف العظيم الذي ترك تراثًا فكريا ثرًا، وبصمة وضّاءة نابضة في ضمير الأمة، كما نقش على جبينها كلمة الرفض الخالدة “لو كان إصبعي بعثيًّا لقطعته”
وماأروع الشواهد التي أبّنت تلك الشخصية المتميزة الرائدة الناهضة في زمن الدكتاتوريةوخنق الحريات،
فالكثير من الاقوال وعبارات الإكبار والإجلال لأساطين العلم والتقوى بحق تلك الشخصية الرائدة في عالَم العلم والتقوى والجهاد! ومن بين عشرات الشخصيات اقتطفُ شذرات لبعض آيات الله العظام:
-المرجع الكبير آية الله العظمى السيد ابو القاسم الخوئي “قدس سره” :
{إنّ النجف الأشرف تفتخر بالسيّد محمد باقر الصدر، فمَن عندكم قباله؟! إنّ الله تعالى أعطى هذا السيّد ما لم يعطهِ أحدًا من طلابي،
إنّ هذا الرجل عجيب فيما يتوصّل إليه و فيما يطرحه من نظريات وأفكار!
وماقاله الإمام الخميني”قدس سره”
-السيد محمد باقر الصدر كان عقلا اسلاميا مفكرا وكان يرجى ان يستفيد منه الاسلام فائدة اكثر، واتمنى ان تكون كُتُب هذا الرجل الكبير مورد مطالعة المسلمين
وان شاء الله يُحشر مع اجداده العظام ويحشر اخته المظلومة مع جدها “صلى الله عليه وآله”
ولآية الله سماحة الامام القائد الخامنئي (دام ظله)
-إنّ الشهيد الصدر كان يُعدّ من الشخصيات الفريدة في التاريخ الإسلامي، وكان يُعتبر ثروة فريدة بالنسبة إلى العالم الإسلامي، و الذي أراق دم الصدر ليس واحدًا وإنما هم أعداء الإسلام جميعًا، كما ان السید الصدر كان من النوادر الذین نبغوا نبوغًا حقیقیًا وكان ذهنه وفكره الوقاد یتحرك أبعد ممایقوم به الآخرون.
آية الله العظمى السيّد محمود الهاشمي” قدس سره”
-مَن كان ليصدّق أنّ عاشوراء ستجدّد بعد مرور أربعة عشر قرناً؟! وأنّ حسينًا آخر من سلالة العظيم سيحضر من جديد في محراب الشهادة، ويصنع ملحمةً أخرى وكربلاء الحسين جديدة!!
……………………………………….
هذا وغيرهم كثير من العلماء والادباء وذوي الأقلام والمفكرين مسلمين ومن غير المسلمين ممن قالوا فيه مايصدق على أن شخصية الشهيد محمد باقر الصدر استثنائية نادرة، كما تؤكد الشواهد، انه لم يكن غائبًا عن الحياة السياسية والاجتماعية وطالما حمل همّ الأمة وخلاصها من البعث الكافر حيث أصدر فتواه الشهيرة بحرمة الانتماء لـحزب البعث، كما أنّه أول من دعى إلى إسقاط ذلك النظام المجرم، فالشهيد السعيد من عرف الدنيا فلم تأسره ببهارجها بل أعرض عنها طائعا غير مكره، فسلامٌ لروحه الطاهرة ولروح اخته رفيقة دربه ولقافلة الشهداء الذين قضوا بطريق ذات الشوكة.

٤رمضان١٤٤٣هج
٦-٤-٢٠٢٢م