الجمعة - 19 ابريل 2024

ليبرالية وديمقراطية تستعمر الشعوب..

منذ سنتين
الجمعة - 19 ابريل 2024

نعيم الهاشمي الخفاجي ||

الليبرالية والديمقراطية شعار فضفاض نبيل في حد ذاته، يشبه تماما باب الجهاد في سبيل الله الذي هو لدى المسلمين والذي أسيء استعماله وتحول الجهاد إلى سبي وقتل والسيطرة على أموال الآخرين بمسوغ ديني،
يقول الإمام علي بن أبي طالب (عليه السّلام) في [نهج البلاغة]:
« أمَّا بَعْدُ، فَإنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوابِ الْجَنَّةِ فَتَحَهُ اللهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ، وَهُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى، وَدِرْعُ اللهِ الْحَصِينَةُ، وَجُنَّتُهُ الْوَثِيقَةُ، فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ، أَلبَسَهُ اللهُ ثَوْبَ الذُّلِّ، وَشَمِلَهُ الْبَلاَءُ، وَدُيِّثَ بِالصِّغَارِ وَالْقَمَائَةِ.
باب الجهاد ليس باب سبي نساء الآخرين وسرقة أموالهم…..الخ، لذلك العربان في اسم الإسلام وفي باب الجهاد المزيف عاثوا في الأرض فسادا وقتلا، واسائوا استخدام نشر الإسلام بقوة السيف وقهر الاخرين، رغم المسلمون فتحوا مصر لكن الامويون وبني العباس كان لايهمهم نشر الإسلام في مصر وإنما كانوا يأخذون الجزية لكسب المال، ومن نشر الإسلام وأصبحت مصر عربية هم الشيعة الاسماعيلية، حيث هاجرت القباىل العربية من العراق إلى مصر ومنهم جزء كبير من قبيلتي خفاجة، حتى أن أمير خفاجة العام الشيخ عامر غني الصكبان تواصل مع ابناء خفاجة في صعيد مصر وذهب لزيارتهم قبل عدة سنوات واستقبله آلاف المصريين من ابناء خفاجة مصر.
المسلمون من خلال الامويون وبني العباس وبني عثمان اسائو استخدام الجهاد ونشر الإسلام مثل ما اسائت أمريكا في نشر الديمقراطية والليبرالية في استعمار واستعباد الأمم الفقيرة والمغلوب على أمرهم من خلال دعم الأنظمة الدكتاتورية المجرمة.
تعرف الليبرالية بأنها مذهب فكري وسياسي ينادي بالحرية المطلقة في الميدان الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.. ويقوم مرتكز الليبرالية على مبدأ الاستقلالية للأفراد والمجتمعات والدول، وبمعنى أدق : التحرر التام من كل أنواع الإكراه الخارجي او الداخلي، سواء كان دولة أم جماعة أم فردا… والانطلاق نحو تكريس الحريات بكل صورها المادية والمعنوية ضمن عقد اجتماعي بين الدولة والمجتمع، تتفق عليه الاغلبية ولا يخرج عنه أحد من أفراد المجتمع. للزيادة: انظر [الموسوعة السياسية: ج5
الليبرالية وهي عبارة عن فلسفة سياسية أو فلسفة رأي سائد، ولقد ظهرت لأول مرة في دول أوروبا الغربية كفرنسا وإنجلترا كرد فعل على الاضطهاد الكنيسي وذلك في عصر التنوير، وتتبنى الليبرالية أفكار حرية الرأي، حرية الأديان، حرية الصحافة، الحقوق المدنية، المجتمعات العلمانية، والتعاون الدولي. وبعد الثورة الفرنسية بدأت الليبرالية بالانتشار في عدد من الدول الأوروبية والأمريكية، بحيث منعوا قيام الحكومات الاستبدادية، حيث كانت تدعو إلى حرية الإنسان، وإعطائه الحق في التعبير عن رأيه، وأن يعيش حياة كريمة.
الليبرالية الغربية رغم انتشارها بالغرب وانتشار أفكار كارل ماركس لكن وصلت القوى النازية للحكم بالغرب أيضا عن طريق الصندوق الانتخابي، وتسببت في اندلاع الحرب العالمية الثانية، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية انتصر الشيوعيين السوفيت ومعهم أصحاب الليبرالية البرجوازية، دول أوروبا الغربية دعمت تيار يدعو إلى تحسين الحكم الليبرالي للوقوف ضد المد الشيوعي، الساحة العربية أرض خصبة لتجارب النظرية الماركسية والنظرية الليبرالية مضاف لها نظرية البداوة والتخلف الوهابية المدعومة من أنظمة الليبرالية العربية.
بزمن السوفيت روسيا الشيوعية خرقت كل دول العالم من خلال الأحزاب الشيوعية، بعد سقوط الشيوعية وتهيكل السوفيت، الدول الغربية في اسم الليبرالية والديمقراطية خرقت غالبية دول العالم للسيطرة عليها، من خلال الليبرالية الغربية ودعم الديمقراطية. لذلك دعم الديمقراطية بالعالم من قبل أمريكا ومعسكرها كذبة كبرى الغاية استعمار دول العالم من خلال الليبرالية والديمقراطية، والدليل الديمقراطية الغربية تدعم أنظمة بداوة تنشر الإرهاب والتطرف والتخلف مثل السعودية، ولنا بتجربة تسليم الشعب الأفغاني إلى حركة طالبان من قبل دول الناتو، الليبرالية والديمقراطية باتت فكرة آيديولوجية تستخدمها الولايات المتحدة لزعزعة استقرار الدول الأخرى، ونزع الشرعية عن نظم الحكم القائمة فيها، والتدخل في تشكيل دول العالم من خلال دعم الجواسيس والعملاء في اسم منظمات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني.
عالِم السياسة الأميركي جون ميرشايمر قال بعد انتهاء الحرب الباردة، من خلال نشر مقالات عديدة في عنوان «الوهم العظيم: الأحلام الليبرالية والواقع الدولي»
وحذر من محاولة نشر هذا الأسلوب الليبرالي الديمقراطي على شعوب العالم لأنها تؤجج حروب تكون عواقبها وخيمة ومدمرة للجميع.
يقدم ميرشهايمر ومن ناصره تحدياً كبيراً للفكرة الليبرالية الديمقراطية، وفي كتابه الذي وصف فيه الليبرالية بأنها «الوهم العظيم» فإن السياسة الخارجية للهيمنة الليبرالية التي تبنّتها الولايات المتحدة في نهاية الحرب الباردة فشلت فشلاً ذريعاً. أصبحت الولايات المتحدة دولة ذات عسكرة عالية تخوض حروباً تقوّض السلام وتسيء إلى حقوق الإنسان وتهدد القيم الليبرالية حتى بالداخل الأمريكي والغربي، التجربة في العراق وأفغانستان، طيلة عقدين من الزمان جربوا كل مشاريعهم وتقصدوا في إسقاط الطبقات السياسية العراقية واللفغانية من خلال تقيد عملهم وفرض مايريده السياسي الأمريكي على حساب الشعب الافغاني والعراقي، النتيجة سنوات طويلة للتدخل الأمريكي في تشكيل الحكومات بالعراق وافغانستان تم تسليم أفغانستان إلى طالبان وارادوا تسليم العراق للقاعدة والبعث في مؤامرة تسليم الموصل التي افشلها مرجع الشيعة السيد علي السيستاني من خلال فتوى الجهاد الكفائي، التدخلات الأمريكية بالعراق جعلت العراق ساحة لصراعات أمريكا مع خصومها ومن خلال دعم مكونات مذهبية وقومية لشل العملية السياسية وجعل العراق دولة فاشلة ومانشاهده الآن من عجز واضح عن الإدارة السياسية للدولة العراقية،وفي افغانستان عودة «طالبان» مرة أخرى إلى حكم الدولة.
وخلال عقد كامل وقفت واشنطن وراء ما سمي «الربيع العربي» والذي انتهى إلى تدمير دول عربية كانت ولازالت حكوماتها وسعوبها ترفض الانبطاح والتطبيع، تم دعم المجاميع الوهابية من خلال المال السعودي زالخليجي ومعهم المؤسسة الدينية الوهابية التي أحضرت عشرات آلاف الانتحاريين من كل دول العالم من خلال الوهابية التي نشرتها السفارات والمؤسسات الدينية والسعودية والخليجية بكل دول العالم، من خلال الوهابية أصبح الإسلام السياسي العربي اسلام ذبح وقتل وارهاب الغاية انهاك الشعوب العربية وفي الأخير دعم أنظمة مطبعة تنفذ ماتريده أمريكا ومعسكرها.
لذلك ثورات الربيع العربي في الشرق الأوسط كانت تستهدف الدول التي كانت محسوبة على المعسكر السوفياتي والتي لدى انظمتها مواقف في دعم قضية الشعب الفلسطيني، تم قمع الثورات العربية بالسعودية والبحرين والاردن السبب أنها أنظمة موالية إلى أمريكا، تم وصف الأحداث بالربيع العربي، وتم دعم ثورات في المعسكر السوفياتي اسموها في الثورات البرتقالية والبنفسجية، الثورة البنفسجية تخلق مشاكل مع روسيا ومضايقة مواطنيهم من أصل روسي.
بايدن يريد تسويق المشروع الأمريكي للعالم في اسم الديمقراطية في مواجهة الديكتاتورية، في اسم الديمقراطية يحتلون بلدان ويتدخلون في تشكيل حكومات حسب مزاجهم، قضية سجن ابو غريب في اسم الديمقراطية عذبوا واغتصبوا رجال عراقيين بالسجن، وبسبب قضية الاغتصاب تم تجنيد عشرات آلاف الإرهابيين للقدوم للعراق، حتى الدول التي تبني علاقات جيدة مع راعية الديمقراطية لم تخلص من التدخلات ً في شؤونهم الداخلية، يدعمون فيالق من الإعلاميين ومنظمات شكلها حقوقي ومدني لكنهم ينفذون أوامر إسقاط الأنظمة وتسليم الحكم لعناصر ممسوخة تنفذ اوامرهم بحذافيرها، في اسم فيالق والإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني يخلقون أزمات لنزع شرعية النظم الحاكمة حتى الموالية إليهم، أو إسقاط الأنظمة المؤيدة إلى الصين أو روسيا، بل يستهدفون كل دول العالم الأخرى بلا استثناء، حتى القبعات الزرقاء تم دعمها رغم أنها وقعت في دولة حليفة لهم، كل هذه التدخلات جعلت ماتبقى من الدول العظمى إلى التفكير في مراجعة النظام الدولي الذي قام بعد انتهاء الحرب الباردة، وبسبب تلك المراجعة والخوف من التدخلات بشؤونهم واستهداف مناطق نفوذهم أدت إلى وقوع الحرب الأوكرانية، كثير من الدول تصنف حليفة للولايات المتحدة مع واشنطن، ترغب في وجود نظام عالمي جديد ينقذهم من الحلب المبرح والاتجاه نحو الدول المطالبة بمراجعة النظام العالمي للخلاص من سطوة القطب الواحد.
غورباتشوف كتب مقالة قال بها اتفقت مع الأمريكان على حل الاتحاد السوفياتي مقابل عدم توسع الناتو تجاه الشرق وجمهوريات السوفيت، وعدم إسقاط الأنظمة الصديقة لنا بالشرق الاوسط، لكن الذي حدث لم يوفوا بعهدهم، لذلك توسع الناتو تجاه أوروبا الشرقية ونحو جمهوريات السوفييت من منطلق أيديولوجي، وإلا حتى روسيا نفسها عرضت ان تنضم إلى الناتو ووضعوا شروطا للانضمام إلى الناتو عليها تبني الفكر الليبرالي الرأسمالي، في اسم نشر الديمقراطية والليبرالية يتم استعمار دول العالم ونهب ثرواتهم وخاصة شعوب الدول العربية المغلوب على أمرهم.
قبيل اغتياله في عام 1968 قال الناشط الأميركي من أصول أفريقية مارتن لوثر كينغ (الحرب هي فأس سيئة لنحت الغد).
يقول الفيلسوف الإنساني العادل الإمام علي بن أبي طالب ع ‏سيأتي عليكم من بعدي ، زمان ليس فيه شيء اخفى من الحق ، ولا اظهر من الباطل ، ولا اكثر من الكذب.
‏من ثقافة شعوب الڤايكنج القديمة
ان الرجل ممكن ان يصبح اسمه لقب لأولاده إذا اشتهر بين قومه والاشتهار غالباً يكون بفتح مدينة او قتل اكبر عدد من الرجال، فمثلاً إذا اشتهر إريك يكون لقب اولاده واحفاده إيركيسون اي ابن إيريك، لذلك يحاول الابن ان يكون اكثر شهرة من والده ليعطي اللقب للأبناء، ‏هذه الثقافة جعلت من الرجال وخاصة القادة يتلهفون للشهرة فغزو اراضي أوروبا وحكمو بريطانيا ووصلوا بيزنطيا والأندلس ليثبتوا أسمائهم في التاريخ
هذه الثقافة انتقلت لاغلب دول أوروبا
وخاصة من لهم قرابة في الدم مع الڤايكنج، للظاهر نحن نعيش في عقلية الفايكنج في اسم نشر الديمقراطية والليبرالية.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
7/4/2022