السبت - 20 ابريل 2024

الدور الرسالي بمعية الرسول..

منذ سنتين
السبت - 20 ابريل 2024


كوثر العزاوي ||

الحديث عن تلك السيدة العظيمة “خديجة القرشية”حديث يرقى بها ومعها إلى مصاف صدّيقات الجنان، لما تميزت به من مزايا وسمات ملكوتية، هذه الشخصية التي حظيت بمكانة اجتماعية مرموقة في الجاهلية وقد زادها الله شرفا ورفعة عندما اقترنت بسيد الخلق، وكانت أول القوم إسلاما، ولم يسبقها احد سوى أمير المؤمنين”عليهم السلام”
كما كان لها من السمات والمواقف المتميزة ماجعلها تتناسب مع عظمة شخصية النبي وتنسجم مع اهدافه وكمالاته، فهي تصلح لذلك الدور الرسالي الذي ينتظرها، الحافل بالجهاد والصبر والتضحية،
فالسيدة الثرية التي كانت تملك ثروة طائلة، وتدير تجارة عظيمة، لم تغرها زبارج الدنيا وزينتها، ولم تبحث عن اللذة لأجل اللذة، ولا عن المال والشهرة، ولم تتملكها دنيا الراحة والدعة، لانها كانت تبحث عمن يخدم هدفها الأسمى في الحياة، لأجل الهدف المرتبط بالسماء الذي ادخرته يد الغيب لتجسد الدور المهم والخطير الملقى على عاتقها جنبا إلى جنب مع رسول الإنسانية لأجل تحقيق الرسالة الإلهية في بناء مجتمع توحيديّ، وإنارة الطريق بمشعل الهداية في زمن خيم ظلام الجهل على المجتمع،وبمعية صاحب خاتم الرسالات تحمّلت أعباء الحياة راضية بالفقر والاذى وسخرية نساء قريش، وانتقادهن اللاذع لها، مايدل على أن هدفها أسمى وأعلى من كونها زوجة فقط،بدليل رفضها لكثير من وجهاء قريش ممن تقدموا لخطبتها بل وأكثر من ذلك أنها هي من عرضت نفسها عليه، فكثير من المواقف الرائدة التي تصلح لكي يقتدي بها النساء عبر الأجيال، وبسبب بصيرتها ووعيها، كان رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” يخبرها بما يحدث معه، فقد ورد أنّ أوّل تواصل لجبرئيل برسول الله “صلى الله عليه وآله” أخبرها به، فكانت المصدِّقة له في ذلك، فضلا عن انها كانت قبل البعثة تهتم وتتفاعل إيجابًا مع اهتمامات رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم”، فكان حينما يصعد إلى جبل حراء تواكبه بالطعام والشراب، معينة له في ما يقوم به، وقد زاد اهتمامها أكثر بالنبي بعد البعثة الشريفة مواكبة له في ذلك، كما أنها حظيت هي أيضا بحبه ورعايته، فكان يواسيها ويردّ الاقاويل عنها، وكان لها كما كانت هي له، السكن والمعين والناصر والوزير والعضد، وقد حزن لوفاتها حزنا شديدا شهد له التاريخ بذلك، لدرجة انه كفّنها بردائه المبارك ونزل إلى حفرتها قبل الدفن، إذ لم يعهد مثلها إلا القليل من صانعي التاريخ حتى عُدّ نصرها للرسول والرسالة أحد الدعائم التي قام عليها الإسلام بدليل قول النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله” {ما قام ولا إستقام ديني إلا بشيئين:مال خديجة وسيف عليّ بن أبي طالب}”عليهما السلام”
السلام على ام المؤمنين خديجة الكبرى.

١٠رمضان١٤٤٣هج
١٢-٤-٢٠٢٢م