الجمعة - 29 مارس 2024
منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


علي حسين الاشرفي||

كما يعرف الجميع، بأن للمجتمع العراقي، عدة ركائز، ومن أهمها، المنظومة الدينية، والعشائرية، والأخلاقية، وهنالك روابط في ما بين هذه المنظومات، فالمنظومة الأخلاقية مثلا، تأخذ متونها، وأساسياتها من المنظومة الدينية، كما وأن المنظومة العشائرية، مسؤولة عن ربط المنظومات مع بعضها، والإشراف على تطبيقها، ومن لم يلتزم، ( تكسر عِصاته )، ويكون حينها من دون عشيرة، وسند ( مگطم ).
المنظومة الدينية، تتمثل بعدة أمور، أهمها الفرائض اليومية الواجبة، وزيارة الأربعين، والقضية المهدوية، والمرجعية، والبنايات التي ترمز للدين، وحتى نقوشها إسلامية، مثل المساجد، والحسينيات، ومراقد المعصومين، والأولياء، والصالحين.
الأشباح وبأدواتهم التافهة، يحاولون خلق فجوة، بين مجتمعنا، ومنظومتنا الدينية، لأن المجتمع إن إبتعد عن الدين، كان بلا أخلاق، وعندما يكون بلا أخلاق، فقد ذهبت الغيرة معها، فتسهل السيطرة عليه، وهذا مراد الأشباح بالضبط.
لذلك تجد الماكنات، تعمل بجهد، وبترتيب زمني، ومحاولات عديدة، لإسقاط مفردات المنظومة الدينية، وبين كل فترة وأخرى، يخرج لنا مطايا الأشباح، بتصريحات صادمة، هذه التصريحات، يراد منها قياس الأثر، لعملهم طيلة السنوات السابقة، فقبل أيام مثلاً خرج لنا المستكرد نايف كردستاني، بتغريدة تجاوز بها، على مقام المرجعية الرشيدة، بقوله أن المرجعية يجب أن تكون عربية، لا هندية، ولا فارسية، ولا صينية، والمشكلة نحن لا نعرف نايف كردستاني هل هو من الأعراب المستعربة،أو الأكراد المتصهينة، وهنا أنا أقصد عندما قلت ( الأعراب، الأكراد )، لأن العربي، والكردي لكل منهم قيمه ومبادئه، وملتزم بها، المهم بأن تغريدة كردستاني، يراد منها قياس أثر عملهم، لسنوات عديدة، وهل نجحوا بخلق فجوة بين المرجعية الدينية، وأتباعها، فكانت ردة فعل الشارع، بحجم يليق بمقام المرجعية، وكان الأحتجاج الشعبي كاشفاً عن فشل هذه المنظمات، في مهمتها الموكلة لها.
بما أن المراقد المقدسة، لها بعد ديني كبير، فمن المؤكد أنها تشكل حجر عثرة، بطريق مشروع الأشباح، فوضعوا الخطط، للخلاص منها، وأعتقدوا بأنهم نجحوا، وأنجزوا مهمتهم، فخرج لنا بعض اتباع التيار الصرخي، بخطب في مناطق متفرقة من العراق، ليشكلوا على بناء القبور والمراقد، مطالبين بتسويتها مع الأرض، فلاقت هذه التصريحات، ردود أفعال وإحتجاجات كبيرة، الأمر الذي أحرج الحكومة، وجعلها تودع جميع خطباء الصرخي، في السجن، وقد أغلق المحتجون جميع مكاتب الصرخي، فهذه خيبة أمل ثانية تضاف إلى خيبات الأشباح.
حتى زيارة الأربعين حاربوها، وأرادوا لها النهاية، فقد خرجت لنا قناة الحرة ( غير الحرة ) بتقرير تتوقع به، إنخفاض أعداد الشباب المشاركين في زيارة الأربعين، حيث عرض هذا التقرير، ما قبل زيارة الاربعين التي صادفت في تشرين 2019م بأيام، وتتسائل القناة، هل سبب التراجع هذا هو بسبب وعي الشباب؟ وإطلاعهم على الثقافات الأخرى، فجائهم الرد بعد أيام، فقد وصلت أعداد المشاركين في الزيارة حينها إلى (27000000) سبع وعشرين مليون زائر، فأين الأنخفاض الذي توقعتموه؟
هكذا ويستمر الأشباح، بعملهم المشبوه، ويستمر أبناء علي ( عليه السلام ) بتمسكهم بدينهم الحنيف، وعقيدتهم الصادقة، مدافعين عن مراقدهم المقدسة، ومراجعهم الرشيدة، إلى أن يأذن الله، ويخرج لنا صاحب الطلة البهية، ويملئ الأرض عدلاً وقسطاً، بعدما ملئت ظلماً وجوراً.