الجمعة - 29 مارس 2024

الأدلجة المبرمجة الدخيلة على فكر التشيع بعد ٢٠٠٣

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


رسول حسن نجم ||

لايخفى على المتتبع للاستكبار العالمي ورأسه المتمثل بالولايات المتحدة واللوبي الصهيوني وأدواته (الخشنة) والناعمة في تفتيت الروابط الأصيلة وزعزعةعقائد الشعوب ومنها الشعب العراقي للسيطرة على مصادر الطاقة ويأتي النفط في مقدمتها ،
وفي سبيل هذه الغاية وغايات اخرى كبيرة معد لها منذ سنين طوال كما هو معلوم عند النُخب في وضع استراتيجياتهم للشعوب المستضعفة والغافلة لما يحوكه اعداءها لها من برامج وتخطيط موضوع مسبقا بدقة عالية وفي نفس الوقت يمتاز بالمرونة لإستيعاب المتغيرات التي قد تحدث. وبعيدا عن الدخول بالتفاصيل الرتيبة والمملة وتعقيداتها التي لاتهم غالبية المتلقين ، لنأخذ مثالين الأول أفغانستان ، عندما كانت الولايات المتحدة ترعى القاعدة فيها أثناء الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي وبتمويل كبير شاركت فيه المملكة الوهابية بحجة ان السوفيت دولة كافرة ملحدة وكذلك احتضان حركة طالبان لاسامة بن لادن وهي الاخرى صنيعة الاستكبار العالمي وقد وضعتها الولايات المتحدة كورقة تحت اليد ولذلك ابعدتها عن هجومها على القاعدة من خلال تصريح احد قادة طالبان مجاهد ذبيح الله وتبريه من بن لادن بعد هجمات ١١ سبتمبر.
ولعبت امريكا لعبة الحرب على الارهاب وتحرير الشعوب والديمقراطية المزعومة ، ومن ثم جاء وقت ورقة طالبان لتفسح لها المجال لحكم افغانستان ثانية لتكون بؤرة لكل الارهاب الحقيقي والمتطرفين وتصبح قنبلة موقوتة لايران في خضم المفاوضات النووية التي تخوضها الجمهورية الاسلامية وعامل ضغط يتسم بالهدوء حاليا.
المثال الثاني هو العراق ، فبعد احتراق ورقة البعث الصدامي والتي احرقتها انتفاضة شعبان ١٩٩١ وكان من الممكن جدا سيطرة الشيعة على دفة الحكم ، فلم يجدوا بدا من المجيء بانفسهم الى العراق لكي لاتصل الشيعة الى السلطة مستعينين بالحضن العربي والخليجي بوجه خاص والذين كانوا ومازالوا مناوئين للشيعة.
ولان اوراقهم المعدة للعراق كثيرة وجاهزة لضرب الشيعة ومرجعيتها ألعليا اخذت تأتي تباعا وبوتيرة متسارعة جعلت من سياسيي الشيعة في دوار مستمر كلما هدأت من جانب ثارت الفتن من جانب آخر ، مما جعل السياسيين والشعب في دوامة مستمرة ،
بالاضافة الى ذلك قلة الخبرة في ادارة البلاد تحت هذه الظروف الصعبة.
فبدأ مسلسل السيارات المفخخة وسينورياهات الحركات المتطرفة كحركة جند السماء واليماني (المزيف) وآخرها الحركة التي ظهرت أخيرا بوجهها القبيح بالدعوة لهدم المراقد المقدسة للانبياء والائمة المعصومين عليهم السلام والاولياء الصالحين رضوان الله عليهم ، وهي الامتداد الطبيعي للوهابية التكفيرية.
مثل هذه الحركات الفكرية (وان كانت ساذجة) تحتاج الى من يلجمها بالفكر فالقوة وحدها لاتجدي نفعا والكثير من مريديها هم من الصنف الثالث الذين صنفهم به امير المؤمنين عليه السلام ، ومن المغرر بهم. ومن الملفت للنظر استبدال العمامة بالبدلة وربطة العنق! لامام الجمعة لفسح المجال أمام المصلين ان يأتوا بالفانيلا والبرمودا!.
ـــــــــــ