الخميس - 18 ابريل 2024

استنكروا ضرب مقر الموساد الصهيوني في أربيل ولم يستنكروا كل القصف التركي والتجاوزات الكويتية

منذ سنتين
الخميس - 18 ابريل 2024


إياد الإمارة ||

مقر الموساد التابع للكيان الصهيوني الإرهابي الغاصب لأرض فلسطين في أربيل لم يكن يستهدف العراقيين فحسب بل كان يُدير عمليات إرهابية ضد دول أخرى مستخدماً الأراضي العراقية!
ويحق لأي دولة أن تدافع عن نفسها وتحمي شعبها بالطريقة التي تلجم العدوان وتمنعه من إرتكاب حماقات أخرى، وهذا ما فعلته إيران الإسلامية ضد العدوان الصهيوني الذي تم تدبيره عبر الأراضي العراقية من خلال مقر الموساد الصهيوني في أربيل.
الوطنجية استشاطوا غضباً للعراق وسيادته المنتهكة من قبل الصواريخ الإيرانية واستهجنوا واستنكروا ولم يستبعدوا التفكير في قادسية ثالثة تُلحق بالعراق دمارا آخرا ..
لكن هؤلاء الوطنجية الكبار لم يستشيطوا غضباً ولم يستهجنوا ولم يستنكروا ضد الإنتهاكات المتكررة التي تقوم بها تركيا في شمال العراق ولا ضد الإنتهاكات المتكررة التي يقوم بها خفر السواحل الكويتي ضد الصيادين العراقيين الذين لا يتجاوزون المياه الإقليمية العراقية!
الوطنجية ابطال الكيبوردات ونشطاء مجاميع الواتساب وصفحات فيس بوك وتويتر لم تستفزهم كل تلك الإنتهاكات ولم تُثر مشاعرهم الوطنية لأن المعتدي هذه المرة تركي وكويتي ولو كان إيرانيا لرأينا من مواقف الشجاعة (الإفتراضية) ما يسود صفحات مواقع التواصل الإجتماعي ولغنت لهم فضائيات سبونج بوب وسبيستون أغنية (دگي يا الراجمة) و (سيدي شگد أنت رائع سيدي)!
أنا -المواطن- مع سيادة بلدي وحفظ أمنه ولستُ مع أي إنتهاك يتعرض له العراق من قبل أي طرف من الأطراف من إيران الإسلامية أو أي بلد أو كيان آخر ..
ليس من مصلحتنا جميعاً أن تُنتهك سيادة العراق ويُشيد على ارضه مقراً للموساد الصهيوني يستهدف بعدوانه دولاً أخرى، أو أن يعتدي خفر السواحل الكويتي على الصيادين العراقيين داخل المياه الإقليمية العراقية بغير وجه حق، هذا ما آمنتُ به كما آمنت بالعراق (بلدي).
لكني لستُ مع النظرة العوراء التي لا ترى الأشياء كما هي .. النظرة التي ترى في دفاع إيران الإسلامية عن نفسها بعد أن تخلى العراق عن دوره الوطني في حماية أراضيه ترى في ذلك إنتهاكاً للسيادة لكنها لا ترى في التعديات والتجاوزات التركية والكويتية أي إنتهاك أو تعدي وكأن لهما الحق في ذلك!