الجمعة - 19 ابريل 2024
منذ سنتين
الجمعة - 19 ابريل 2024


حسن المياح ||

لا علاقة للديمقراطية بالعوابث التي يتمشدق بها السياسيون العراقيون الغير عارفين ما هي حقيقة ووعي الديمقراطية، وما هو أسلوب النظام الديمقراطي الرأسمالي القائم على أساس الحريات الأربع، السياسية والإقتصادية والفكرية والشخصية، في التسلط، وتشكيل الحكومات .
نقصد بالعوابث التي هي إهتمامات صغيرة لا قيمة لها في الديمقراطية، ولا أساس وجود وإحترام وتوقير لها، ولا هي المقياس للتصدي للمسؤولية القيادية لما يتنافس على تشكيل الحكومة، والتي تعتبرها الديمقراطية بمنزلة التصرف الشخصي الذي لا يمت، أو يشعر، أو يشير، أو يضيف، بتأثير على نسبة الوجود السياسي لما يكون التنافس في الإنتخابات، لأن أساس الفوز للمرشح في الإنتخابات في النظام الديمقراطي الرأسمالي وآلية الديمقراطية الحاكمة هو ما يحصده المرشح من كثرة عدد الأصوات التي تنتخبه، وهي التي تجعل منه الفائز في التسابق الإنتخابي، ولا علاقة للعوابث التي يتشبث بها السياسي العراقي لؤمآ وخداعآ، وتزويرآ وغشآ، وكذبآ وغدرآ، لما يتمشدق مطالبة بحقوق المكون، والطائفة، والمحاصصة، والمذهب، والحزبية، والمناطقية، والأقلية، والجنس الأنثوي، التي هي ما يطلق عليها من عوابث وإهتمامات صغيرة لا تذكر ولا تعتبر، في مقياس النظام الديمقراطي الرأسمالي، وآليته الحاكمة الديمقراطية ….، وما الى ذلك من التشبثات الواهية المعدومة الإعتبار بالنسبة لعملية الإنتخابات، والتي لها إلتماس ميل شخصي عند الفرد المواطن .
وأن الديمقراطية التي تستند على أساسيات النظام الرأسمالي تتعامل مع عدد الأصوات التي يحوز عليها المرشح في العملية الإنتخابية، ولا قيمة لتلك العوابث المتشبث بها في حسم الفوز في الإنتخابات ..
لذلك ترى كل الدول في العالم التي تؤمن، أو تتعاطى، النظام الديمقراطي الرأسمالي نظامآ سياسيآ إجتماعيآ، وآليته الفارزة الحاكمة هي الديمقراطية بما لها من مضمون سياسي تنافسي، ومعنى مقياس فرز وتعيين، يعتمد على كثرة وكثافة الأصوات العددية، أن فيها عدد الأحزاب المتنافسة بما تشتمل عليه من إنتماء أفراد سياسيين يخوضون السباق في عملية التنافس الإنتخابي، والذي عددها مهما بلغ، لا يزيد على عدد أصابع اليد الواحدة، من مثل الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وفرنسا، وما تلاها، ويتلوها، ويتعقبها، ويجيء بعدها .
وأما في العراق فأن عدد الأحزاب السياسية التي يتم إستحداثها ولادة إنشطار تولد كالحشرة الطائرة الذباب التي تتكاثر بالإنشطار المضاعف المتعدد، لا المقتصر على ولادة الواحد بصورة طبيعية ومعتادة، وربما إثنين توأم في حالات نادرة، ولا ولادة إنشطار كما هو في حالة الميلاد في الإنسان، فكيف والأحزاب التي يصنعها الإنسان العراقي هي ولادات إنشطار، كالدكاكين للتبضع في الأسواق الكبيرة العامة التي يتشابه عددها، ويتماثل إختصاصها، ويتكرر جنس سلعها المباعة، والشارون المتبضعون هم هم لا إنشطار في وجوداتهم تولد كثرة وزيادة، ولا تنوع وجود إنتماء إيمان صادق لما هو تكوين جديد لحزب، أو تيار، أو تكتل، أو تجمع، أو عصابة، الغاية من الإنشاء والتكوين، هو حلب ثروات سحت حرام من حقوق الشعب العراقي المستضعف المظلوم، تواجدات أحزاب مليشيات صعاليك بالمفهوم الجاهلي للصعلكة .
أيهما أكبر حجم مساحة جغرافية، وعدد سكان بشر، وكل دولة على إنفراد، لو صنعنا مقارنة …. الولايات المتحدة، أو بريطانيا، أو فرنسا، أو ألمانيا، أو أي دولة كبيرة وذات كثافة سكانية كبيرة عالية تقوم على أساس النظام الديمقراطي ….. وحتى ولو على النظام الإشتراكي والشيوعي من مثل روسيا وغيرها …. أن عدد الأحزاب فيها هو مثل، أو مماثل، أو مشابه، أو مواز، أو قريب، أو هو ….. مما هو في العراق من عدد الأحزاب …… ولو قارنت عدديآ وجود أحزاب في كل تلك الدول الكبرى مجتمعة، وضاعفتها توأمآ ضعفآ …. لما وصل عددها، ولا تساوى، بل ولا إقترب مما هو عدد الأحزاب في العراق .
ي والله هذه هي الحقيقة، وهذا هو الواقع المشاهد الملموس المحسوس المدرك لكل عين باصرة، وحتى العين البصيرة العمياء التي بالقرب منها أذن سامعة تبصرها بهذه الحقيقة التي نتحدث عنها .
ولا أدري هل أن زيادة عدد الاحزاب المئوية ( لأن عدد الاحزاب في العراق قد زاد على المائتين بربع مائة، أو ما يقارب نصف المائة ) في العراق قائم على أساس إختلاف الآيدلوجية . فما هي آيدلوجياتها .. وحتى لو كذبآ، وتزويرآ، وتسفيطآ مموهآ؟!
أو على أساس تناقض البرامج وإختلافات تنوعاتها .. فأين هي، ولم لم يفصحوا عنها جهرة وإعلانآ، وحقيقتها البرامج أنها واحدة متشابهة مستنسخة الواحدة على الأخرى؟!
أو ما هو السبب في هذا التعدد، وهل أنه يعود الى إختلاف الأقوام السابقة التي ماتت، وإندثرت من بابل وسومر، ومن عاد وثمود، ومن سرجون وهانيبال، ومن خوفو وخفرع، ولتلك الدول لها مثل العراق إمتداد سلالات ووجودات بشرية قديمة …….. أم أنها مجرد دكاكين نهب، وسلب، وسرقات، وإستحواذ قائم على أساس التصعلك والتبلطج المليشياوي الفارضتين وجوديهما بالقوة والبطش، والتهديد والوعيد، والقتل وفصل الرأس عن الجسد..
لم لا يحترم العراقيون من يسمون أنفسهم بأنهم سياسيون، وهم الخادعون الكذابون، الغادرون الغشاشون، الذين يعرضون الشعير على أنه حنطة، ودقيق، وطحين … وأنهم يتاجرون سحتآ حرامآ بالتشبثات الكاذبة الغاشة التي يتمشدقونها من مكون ومذهب وجغرافية ودين، وهي كلها، وجميعها، جهارآ نهارآ، التي لا قيمة وزن وإعتبار ومقياس لها في النظام الديمقراطي الرأسمالي، وآليته السليلة المنسولة ولادة طبيعية * الديمقراطية * التي على أساسها يحكمون، وبها يؤمنون، وعلى أساسها يتمذهبون ..؟!
فلا تعبثوا ساحرين مشعوذين أبالسة شياطين، ولا تموهوا شعبثة يافطة غش، وشعار كذب، وصبغ تمشدق ألفاظ مزيفة لا عنوان وجود لها في تفكيركم المادي المكيافيلي ساخرين من المكون والمذهب، والطائفة والأقلية المسيحية والأيزيدية، وربما التركمانية، وما شاكل من وجود أقلية مهما تنوع وجودها وإختلف، وما الى ذلك من عوابث تشبثات وإهتمامات صغيرة في نظر الديمقراطية، لما تهيأ الجو للتنافس السياسي والتسابق الإنتخابي ..
عو على أنفسكم وأنتم الهمج الرعاع في الوعي السياسي، والبلد ( من البلادة ) في التفكير الإداري الإنتخابي لما تتسابقون تنافس فوز عدد أصوات في الإنتخابات ….. وأعرفوا حجمكم الصغير المتصاغر ضعفآ وهزالآ، وكأنه يصعب رؤياه ومشاهدته وإبصاره بالعين المجردة، لضئالته وصغره، لما أنتم عليه من وهن تفكير عقيدي ووطني، وما أنتم عليه من هزال وعي سياسي ديمقراطي، بحيث أنكم لا تميزون ذكر مقياس الديمقراطية، من أنثى عوابثكم الهزيلة في نظر الديمقراطية ونظامها السياسي الديمقراطي الرأسمالي …..
همكم الربح الربوي الحرام الذي يتعاطاه المذهب الديمقراطي الرأسمالي، والذي نطلق عليه السحت الحرام في شريعة الإسلام والقرآن، وعدد الأصوات التي تجعل منكم أصنام مواقع مسؤولية حكومية تعبث وتعبد ( بضم التاء )، وتستأثر وتوثن ( بضم التاء )، وتستهر وتظلم، وتنهب وتسرق .. وأنكم تتخذون من كل العوابث والإهتمامات الصغيرة في نظر الديمقراطية السياسية الرأسمالية التي بها تتمشدقون وسيلة كسب صوت — وما هي بنافعتكم، ولكنها عندكم هي وسيلة ضغط شعبي معبأ على أساس الإنتماء —، ووجود سياسي …….. فلتذهب كل هذه التشبثات — المهملة في الديمقراطية، والمعتبرة على مستوى التفكير الشعبي العراقي — للجحيم لما تتسلطوا على الكرسي، وتتمكنون، وتحكمون ..