الخميس - 28 مارس 2024

ذكرى التأسيس .. بدر التضحيات وثبات النهج ..

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


سعيد البدري||

بعد مرور اربعين عام ونيف على تأسيس بدر وانطلاقة مجاهديه استجابة لفتوى اية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف وتأدية لواجب وطني وانساني يثبت البدريون انهم لازالوا اوفياء لمبادئهم الحقة التي دفاعوا عنها بشرف وبذلوا في سبيلها كل غال ونفيس كونه مؤسسة تمثل تطلعات الامة ويد ضاربة تدافع عن ابنائها فلم يكن بدر تنظيما جهاديا خاصا او ملكية شخصية ولا حتى تنظيما مسلحا وفق رؤية ايدلوجية تحاكي مرحلة مقاومة ديكتاتورية البعث واجرامه ،بل كان بكل ما يمثله مشروع انقاذ يستمد شرعيته من ثقافة وقيم اسلامية اصيلة ببعد وطني انساني ينتصر لكرامة الانسان وحقه في الحياة الكريمة ، اكثر من اربعين عاما مرت على بدر فكان مجاهديه ورجالاته يمثلون العطاء وواقعا معاشا للجود والتضحيات فنزفوا الدماء في ساحات الوغى منذ ايام التأسيس حتى يومنا هذا و ادى كل منهم ما عليه من واجب ولازالوا مستمربن لانهم ممثلين اوفياء خلص لطموحات هذه الامة المبتلاة وقد حصدوا العداوة والبغضاء والتسقيط وهددت ارواحهم وعوائلهم ولاقوا انواعا من الاذى تفوق التصور جراء التزامهم هذا ، رجالات بدر الذين اذاقوا نظام البعث وزبانيته ابان تسلط هذا النظام المجرم مرارة الهزيمة والتف حولهم الالاف من المؤمنين بعدالة قضيتهم التي تمثل قضية الامة فكانوا املا لكل العراقيين بتجاوزهم معادلات الغلبة والتسلط ، فلقد كسر البدريون البواسل نظرية النظام الذي يقرر وفق مزاج طاغيته عن الشعب واسقطوا شعارات البعث الساقط الزائفة بأن كل العراقيين بعثيين وان لم ينتموا كما اسقطوا مبررات الاكتفاء بالفرجة وعدم جدوى مقاومة هذا النظام العتي المتجبر فكانت عملياتهم وصولاتهم التي عمت جغرافيا الوطن وصواريخهم التي ضربت قصور الطاغية المجرم خير رد وابلغ درس من دروس المقاومة التي يدعي بعضهم اليوم السبق لها ، نعم انه التاريخ وحده وما يحكيه ويرويه يقول الكثير ويشرح ببساطة لما لبى البدريون وقيادتهم فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها المرجع الاعلى السيد علي السيستاني دام ظله الوارف و يوضح بجلاء لما كانت الفيتوات ترفع بوجوه البدريين بعد العام 2003 وقبله وتمنعهم من ان يكونوا عماد القوات المسلحة واليد التي تبطش بالمتربصين من اعداء الوطن بصراحة اكبر كان الغرب وحلفائه الطائفيين في المنطقة مدركين تمام الادراك ان وجود بدر العسكري يعني نهاية مخططاتهم القذرة وقد تأكد ذلك بهزيمة فلول عصابات داعش ونسف مخططات عش الدبابير الصهيونية على يدي هولاء الرجال المؤمنين بوطنهم وامتهم نعم انها الحقيقة التي يخشون التصريح بها ويتناقلونها خلسة في اجتماعاتهم ويعبرون عنها بالمخاوف التي تمنعهم من ان ينظروا لبدر نظرة مدافع شرعي عن العراق واهله لذلك تراهم يقولون ما يقولون ويتهمون ويشيعون الاكاذيب حقدا وبغضا وليس اخر ما قيل عن البدريين هو محاولة بعض السفهاء وصفهم بالتبعية وليتهم يدركون ما يقولون ويفهمون ما يرددون ، اربعون عاما واكثر من الكفاح المرير والجهاد البطولي ولن يتوقف بدر بل سيمضي بدفاعه عن مكتسبات الاغلبية وحقوق تلك المدن التي تضم قواعده وتحتضن مجاهديه فهم اهل الدار التي تصنف انها من اشد مناطق العراق حرمانا واكثرها فقرا ولانهم لازالوا يعيشون نفس تلك المشاكل المفتعلة التي تستهدفهم كوجود واغلبية ، وهي الرسالة التي يجب ان يفهمها الجميع في الداخل والخارج فبدر وجود اصلي لا يمكن اختزاله وتحجيمه وابعاده و حاضر بكل الساحات التي تتطلب منه تأدية واجبه الوطني ازاء قضايا الأمة ..