الجمعة - 29 مارس 2024

كلمات من وحي ليلة الشهادة السرمدية

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


طالب الأحمد ||

ثمة مسألة أهم – في تقديري- من الحزن والمواساة في ذكرى شهادة أمير المؤمنين عليه السلام..إنها مسألة إستذكار قيم عليّ ونهج عليّ في زمن صعب لا نجاة لنا فيه إلاّ بالسير على نهج عليّ، ولا طمأنينة لنا فيه إلاّ في محراب عليّ.
نعم نحن نحزن هذا العام عند حلول ذكرى شهادة إمام المتقين ؛ إنما ليس على فراق عليّ، فعليّ عليه السلام يسكن قلب كل مؤمن ومسلم، وحبه هو السرمدية بذاتها فليس من حب أكبر من حبنا لعليّ سوى حب الله تعالى ورسوله الأكرم (ص).
نحزن ليس على فراقه عليه السلام وعروجه لمقعد صدقٍ عند مليك مقتدر، فتلك الشهادة كانت غاية غايات عليّ وأحلى وأبهى وأجمل وأغلى ما كان يتمناه روحي فداه..لكننا نحزن على غياب قيم علي ونهج عليّ ..نحزن على إبتعاد من يدّعون التشيع لعليّ من ساسة اليوم عن نهج عليّ ومدرسة عليّ المُلهِمة..نحزن ونبكي بدل الدموع دماً لأننا محرومون ممن يواصل نهج عليّ في الحكم والإدارة والقيادة ..لأننا محرومون في مجتمعنا المعاصر من تلامذة عليّ أمثال عمار بن ياسر ومالك الأشتر وميثم التمار ومحمد بن أبي بكر رضوان الله تعالى عليهم..حقاً نحن نرثي أنفسنا على هذا البلاء، وأي بلاء أعظم من فقد قيم عليّ؟!!. ألا ترون ما نحن فيه من تيه وفوضى بعد أن فقدنا بوصلة “ذو الفقار” وأخذنا نجلد أنفسنا وندمّر تراثنا بإيدينا!.
المتشيعون حقاً لعليّ لا تعني لهم السلطة شيئاً إلاّ أن يقيموا عدلاً ويدحضوا باطلاً..المتشيعون حقاً لعليّ يبقون هم القادة في مجتمعهم وفي أُمتّهم حتى لو كانوا في طوامير السجون والمعتقلات..يبقون قادة أفذاذ حتى عندما يُغيِّبهم مَلك الموت عنا، أما ترانا نلوذ بضريح قائدنا عليّ كل يوم ونستلهم منه العزيمة على مقاومة الظلم ..نلوذ به لنستمد قبساً من نوره يمنع اليأس والإحباط من التسلل إلى نفوسنا.
اليوم في ذكرى شهادة أمير المؤمنين عليه السلام نحن أحوج ما نكون إلى أن نستعين بنهج عليّ لتصحيح الأخطاء المتراكمة..إلى أن نرفع راية عليّ الإصلاحية بدلاً عن راية اليأس والإستسلام لواقع بائس..نحتاج إلى نعي جيداً ماذا يعني التشيع لعليّ..وتلك هي المسألة.
اللهم نسألك في ليالي القدر المباركة أن تسدد خطانا دوما للسير على نهج مُحمّد وعليّ ، وأن تجعل كل همنا هو السعي لنيل رضاك في الدنيا والآخرة، وأن ترزقنا الحياة والموت على حب مُحمّد وعليّ إنك أنت السميع المجيب.
ـــــــــ