الجمعة - 29 مارس 2024
منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


محمد الياسري ||

ها نحن قد دخلنا العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك والحل السياسي لايزال غائبا بسبب اصرار التحالف الثلاثي او بالاحرى اصرار التيار الصدري على استبعاد الاطار التنسيقي من الفريق الحكومي المقبل رغم بذله لكل الجهود وتقديم انواع التنازلات للسنة والكرد الا ان الجلستين الماضيتين حكم عليهما بالفشل والمرحلة الحالية هي “المراوحة” ولم يقدم التيار الصدري حلولا حقيقية او بدائل عن الازمة التي وضع فيها البلد بل كان المتسبب الرئيسي فيها وكذلك لم يقدم اي تبادل تجاه مبادرة الاطار .
واليوم بعد عودة المتهمين سابقا بالارهاب مثل رافع العيساوي وعلي حاتم سليمان وقد نشهد عودة طارق الهاشمي عما قريب .. وهنا نسأل هل لازال التيار الصدري مصرا على عناده؟ الم ير عودة جميع المتهمين بالارهاب وخصوصا ممن كان على راس منصات الذل والمهانة في الانبار والمتسببين بدخول داعش الارهابي؟. والسبب واضح استغلال لحالة الانقسام الشيعي التي يمر بها البلد وهذا مؤشر على ان القوى الاخرى تستغل اي ازمة شيعية شيعية لتمرير ماتريد وبالاخير الخاسر الاكبر المذهب والدين والوطن.
ولا يلومن احد الاطار التنسيقي لان الاطار لايريد اقصاء الاخرين بما فيهم التيار الصدري والاطار ايضا رفض الذهاب منفردا عن التيار للتحالف مع قوى المكونات الوطنية الاخرى لانه يعلم ان اي خطوة بدون جميع الاطراف الشيعية لن تمضي وان سارت ستتحول الى عرف سياسي مستقبلا وسيكون الخاسر الاكبر فيها هو المكون الاكبر.
هنا يجب ان نقف ونتسائل لماذا لايزال التيار مصرا على رفض اخوته في المذهب والدين والوطن ويقبل بكل الاطراف الاخرى ويقدم لهم مختلف التنازلات. هذه اسئلة بريئة.
ها نحن نقترب من عيد الفطر وفيه يجب ان يدخل ساسة التيار السرور على قلوب شيعة اهل البيت (عليهم السلام) باعلان الاتفاق الشامل وتحديد الكتلة الاكبر بين الاطار والتيار.
ابقاء الوضع هكذا ليس فيه منفعة لا للتيار ولا للاطار ولا للمذهب ولا للدين ولا للوطن ..
التحالف الثلاثي بدأ يتصدع وعلى وشك الانهيار لان عقد تحالف السيادة انفرط وبقي الاعلان عن انقسامه مسالة وقت لا اكثر .. وهذه النقطة مؤشر ومنبه للتيار من ان تمرير انتخابات رئاسة الجمهورية مستحيل واعادة الانتخابات من المستحيلات لان شركاء التحالف الثلاثي لن يقبلوا بخطوة حل البرلمان.
ولم يبقى امام التيار سوى التحالف مع الاطار وهو اسلم الحلول وانجعها او النزول للشارع وهو كارثة سياسية لان العراق لم يشهد تراجعا في كل الملفات كما شهدها منذ ٢٠١٩ ولليوم واذا تكررت فوضى تشرين فستكون وخيمة على التيار قبل غيره لانها تؤشر الى الضعف والاندفاع وعدم النضج السياسي والقفز على المعادلات والتوازنات التي تحكم البلد .. وبالتالي تكتب خاتمة العملية السياسية سيكون عندها مصير البلد مجهولا تماما.
ـــــــــ