الجمعة - 29 مارس 2024

متى يكون السياسي كالمومس السافلة اللعوب؟!

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


حسن المياح ||

السياسي الذي يتقلب تحول هوى إنتماءآ بين الأحزاب، هو كالمومس التي تتقلب بين أحضان الرجال، لكسب المال السحت الحرام ..هذا تشبيه مثال لمسناه منذ عام ٢٠٠٣م، لما يكون السياسي غير ثابت العقيدة والإنتماء، ولا راسخ الولاء لما هو آعتقاده المتحزب الذي إتخذه عن قناعة وعي، وعن رضا إمتثال، فإنه الصعلوك الجاهل — كما هو مفهوم المتصعلك في الجاهلية الذي يشير الى اللصوصية، وكسب الحرام، والإعتداء، والإنتقام — الذي يغير كل ليلة على حي من أحياء المدينة للنهب والسلب، وكل ما يكسبه هو سحت حرام، يأكله في بطنه — وفي كل بطن من يشاركه طعامآ — نارآ ..والإغارة هي رمز التحول والإنقلاب، والحي هو رمز للإنتماء الحزبي الذي يغير ويبدل، والمدينة هي رمز الحزب (والأحزاب) الذي يأوي اليه ويقصده للنهب والسلب .
وهذا خبث السياسة لما تكون إعتقادآ متحايلآ غاشآ، وإنتماءآ مكيافيليآ مصلحيآ، يسوغ كل وسيلة بلا حياء ولا خجل ..وهي كالشجرة الخبيثة التي إجتثت من فوق الأرض، ما لها من قرار، وهذا هو الإنتماء الإنتهازي السطحي الوصولي الهابط المجرم الصبغ المغشوش الهزيل، الذي يزال بأسرع وأسهل وسيلة إماطة، وتلك هي اللوثة التي يجب أن تقلع من الجذر والأساس ..
والسياسي الصادق الواعي ذو الموقف الطيب الثابت على عقيدته، والراسخ رسوخ مسؤولية على مبدءه، تراه كالشجرة الطيبة التي أصلها ثابت، وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ..وأنه يؤتي ثمار جهده الطيب الوطني لأبناء شعبه ووطنه، وأنه البلسم الذي يشفي الجرح، ويطيبه، ويزيل آثاره المريضة، ويستبدلها بثمار ناضجة تسمن، وتغني من جوع، وتعالج حاجة، وتزيح فقرآ، وتقضي على كل مرض، وتلغي كل عوز .. لما له من صدق وفاء بما هو عليه من عقيدة طهر نظيفة طيبة صالحة.
فعقيدة السياسي التي ينتمي اليها هي عنوان شخصيته صلاحآ وطلاحآ، وهي لون وجوده المتصدي للمسؤولية، وهي حقيقة سلوكه لما يتخلق ويعمل، ويتعامل ويمارس، ويهدف ويتغيا ولذلك هو أما رجل صالح رشيد، وأما هو صعلوك مجرم قاتل لص ناهب، يغير على حقوق الشعب العراقي لؤم سفاهة، ويستحوذ على الثروات والمناصب بلطجة، ويظلم دكتاتورآ طاغية فاسدآ مجرمآ جبانآ خائرآ خائفآ مرتعشآ مهزومآ ..وأنه سقط الرجال لما يوزن تقديرآ وإحترامآ.
وما هو تقدير المومس — إذا صح التعبير أن تقارن — بين النسوة المؤمنات الصالحات، اللواتي تطهرن، وأطعن الله سبحانه وتعالى، وهن الطاهرات النجيبات ؟!