إعداد: محمد الجاسم ||
” تَعَلَّموا العربيَّةَ.. وعَلِّمُوها الناسَ ” ـ حديثٌ شريف
ـ أذِنَه..و..أذِنَ لهُ
من الألفاظ المغلوطة المتواترة في التداول ، كلمة (القابلة المأذونة)، وأرادوا بـ(المأذونة) صيغة اسم المفعول من (أذِنَ)، أذِنَ له في الشيءِ، إذْناً : أباحَهُ له، و( أذِنَ به) :سمح به، وبهذا المعنى بعينه، لابد للفعل (أذِنَ ) أن يلحقَهُ حرفُ الجر (اللام) أو ( الباء ).ومنه (اسْتَأْذَنَهُ): طَلَبَ منه الإِذْنَ. قال تعالى:
” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ” ( النور ـ 62).
وقال تعالى:
” يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا” ( طه ـ 109)
ومن هذين الشاهدين اللغويَّيْن القرآنيَّيْن نعرف أن اللام قد لحقت بالفعل ( أذِنَ ) وجوباً، كي يكون اسمُ الفاعل ( آذِنٌ ) واسم المفعول (مأذونُ له)، في حدود معنى (أباحَ لهُ)..لذا تكون (القابلةُ المأذونُ لها) وليست (القابلة المأذونة). قال الشاعر ابن هانئ الأندلسي:
” و أْذَنْ لهُ يغرقْ أميّة َ معلناً …. ما كلُّ مأذونٍ له مأذون “.
ورُبَّ قولٍ.. أنفذُ مِنْ صَوْل .
ــــــــــ