الجمعة - 29 مارس 2024
منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


علي حسين الاشرفي||

لماذا يوم القدس؟ وما الغاية من إحياءه؟
ومتى خرجت مسيرة يوم القدس العالمي لأول مرة؟ وما هي أهداف بعض التيارات الإسلامية التي تسقط بمن يحيي هذه المسيرة؟
لا شك بأن القدس تعتبر معلم إسلامي مهم، فهي أول القبلتين، وثاني الحرمين، ومنها عرج النبي الأكرم ( صلى الله عليه واله وسلم ) إلى السماء.
ليس هذا فقط! بل هي مقدسة في كل الديانات السماوية، فهي عاصمة نبي الله داوود، ولهذا يقدسها اليهود، وأيضًا صلب نبي الله عيسى عليه السلام على أحد تلالها، ولهذا يقدسها المسيح، أما بالنسبة للمسلمين فيقدسونها لعدة أسباب من أهمها عروج النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم منها كما مرّ سلفًا، وتعتبر أول قبلة كانوا يتوجهون صوبها عندما تم تشريع الصلاة، ولاحتوائها المسجد الأقصى، ومسجد قبة الصخرة، وحائط البراق، فهي ثالث أقدس مدينة إسلامية بعد مكة المكرمة، والمدينة المنورة.
إحتل اليهود الجزء الشرقي من القدس عام 1967م، وبذلك أعتبروها عاصمتهم الدينية، والوطنية، لكن الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، لا يعتبرها عاصمة لإسرائيل، بل هي جزء من الأراضي الفلسطينية، وهذا ما أقرت به وثيقة الجزائر، عام 1988م ونصت على أنها عاصمة الدولة الفلسطينية العربية، ولذلك فأن أغلب القنصليات والسفارات تكون في تل أبيب وليس القدس.
منذ عام 1979م حيث قام الإمام روح الله الخميني (قدس) بإخراج أول مسيرة، بإسم يوم القدس العالمي في طهران، تحمل شعارات مناهضة للإحتلال الإسرائيلي، وداعمة للمقاومة الفلسطينية، وقد قرر بأن تكون هذه المسيرة في الجمعة الأخيرة، من كل شهر رمضان المبارك.
كانت المسيرة في بادئ الأمر تخرج في شوارع الجمهورية الإسلامية فقط، ومن ثم توسعت إلى عدة دول عربية وإسلامية، حتى وصل الأمر إلى خروج المسلمين في أوربا، لإحياء يوم القدس العالمي، فأصبح ( عالمي ) فعلًا.
واجه الأشباح، هذه المسيرة بالتسقيط، فبواسطة أدواتهم الرخيصة، سعوا إلى إنهاء هذه المسيرة، لكنهم لم يفلحوا، الغريب في الأمر إن الأدوات المستخدمة في التسقيط وخاصة في السنوات الأخيرة، أصبحت شيعية، وتيارات دينية كبيرة أصبحت تتبنى موضوع تسقيط المسيرة، بالرغم من إنها (المسيرة) إسلامية، شيعية، دينيًا، كما وإنها قضية عربية، قوميًا.
يوجد إحتمالان لا ثالث لهما، يمكن أن نصنف بهما من يسقط هذه المسيرة، الأول أن يكون هو عارف بحقيقة نفسه، ومدرك بأنه أدات إسرائيلية، ومن المطالبين بالتطبيع، وهؤلاء مشخصين، وممكن أن نطلق عليهم تسمية (العملاء) بإعتبار القدس قضية وطنية، إسلامية، والثاني أن يكونوا أدوات إسرائيلية، من حيث لا يعلمون، وهذه كارثة حقيقية، لأنك لا تستطيع معالجة هذه الحالة، لأن من يتهجم على المسيرة، فضلًا عن عدم مشاركته بها، يعتقد بأنه من أصحاب القضية، وهو صواريخه على القدس، أكثر من صواريخ إسرائيل نفسها، وخاصة في أخر جمعة من شهر رمضان المبارك، وباقي أيام السنة، يخرج إلينا خائفًا من التجويع، فيدعو للتطبيع، حتى لو كانت دعواه بطريقة غير مباشرة، فهو قد خدم إسرائيل، من خلال حمايته لعملاء إسرائيل، وأدواتها، فهذا هو الذي يقصف القدس يوميًا، معتقدًا بأنه مسلم، شيعي، عربي، وحقيقته ساذج وغبي، يريد أن ينصر القدس، فأصبح مطية لإسرائيل، ويخدم مصالحهم.
ــــــــــ