الثلاثاء - 16 ابريل 2024

العراق بين كماشة الجوار الاقليمي والنفوذ الدولي..

منذ سنتين
الثلاثاء - 16 ابريل 2024


حسين الجنابي ||

عندما دخل العالم في مرحلة تغير موازين القوى وهي المرحلة التي بدأت ملامحها جلية بعد وصول ترامب رئيسا في ال ٢٠١٦… وانحسار العمليات العسكرية في سوريا و تلاها اعلان النصر على داعش في العراق بشكل مستعجل كان القصد منه رغبة امريكية في الابقاء على التنظيم حيا يرزق في صحاري سوريا والعراق تحت حمايتها ليلي ذلك حدثا استراتيجيا ببعد مرحلي متوسط الامد بانسحابها من افغانستان وتسليمه الى حركة طالبان التي أظهرت الكثير من التمدن والتفهم لحقوق المرآة والاقليات على عكس عاداتها ومعتقداتها الدينية المتطرفة والمتوقع منها وايضا هذا التفهم حسب اعتقادي هو مرحلي الى ان تحين الفرصة المناسبة للعمل بتطرفها الذي تعتبره اساس وجودي…
واذا ما اضفنا الى ذلك تعقد العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا وتأخر حسمها ودخول اوروبا في مرحلة من التأهب المصحوب بحالة من الحذر الشديد من الانزلاق في حرب شديدة البأس لن تكون رابحة حتى وان أفترضنا أنها أنتصرت عسكريا وهذا مستحيل لأسباب عديدة.
لنأتي الى العراق…. الازمات تنجذب نحو العراق كأنجذاب الحديد نحو قطعة المغناطيس…
أزمة وقود ومياه وأمن وفوضى مجتمعية وادارية تدهور اقتصادي وغيرها والتي لا تبدو أنها عفوية فحضورها في الزمان والمكان المناسبين فمثلا ازمة المياه الشديدة خيمت على المشهد وتزامنت مع تصاعد الصراع السياسي بين من هو بعيد وقريب الى الجانب التركي الذي أنشئ سد اليسو اخر بين الاطراف السياسية وبواباته لا تفتح الا بمفاتيح اردوغانية في وضع يشبه ما حصل ما بعد انتخابات ال 201‪8 حيث شهدت البصرة انطلاق تظاهرات واعمال عنف كبيرة نالت مقرات الحشد الشعبي وبعض الفصائل نصيبا منها، بعد انخفاض كمية الاطلاقات المائية من تركيا وبالتالي لم يفتح سد اليسو بواباته الا بعد الاعتراف بخميس الخنجر ممثلا سياسيا عن المكون السني من قبل الممثل السياسي للمكون الشيعي فما ان تم الاتفاق أختفت أزمة المياه في البصرة وتراجع اللسان الملحي بقدرة قادر… أذن هل ستنتهي الازمة الحالية بولادة فاعل سياسي جديد؟؟
ام بروز اتفاق سياسي جديد؟ مبني على تنازلات كبيرة ليخسر المكون الشيعي جزءا كبيرا من تمثيله السياسي، كما أنخفضت مناسيب مياه أنهره.
9/5/202‪2
ــــــــــــ