الجمعة - 29 مارس 2024

ظاهرة التصحر كارثة تنذر بالعراق قريباً

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


رواء الجبوري ||

تعد ظاهرة التصحر هي تدهور تربة الارض في المناطق الجافة والشبه الجافة وهو ناتج عن نشاط انساني غير ملائم وتغيرات مناخية سائدة في العالم .
في السنوات الاخيرة ازدادت تكرار العواصف الترابية التي اجتاحت المناطق والمحافظات العراقية في الوسط والجنوب منه ، حيث كانت العواصف سابقاً تجتاح العراق بين فترات متباعدة وقليلة اضحى اليوم تكرارها في الاسبوع مرتين على الاقل ، وتشير ظهور الاسباب في الأونة الاخيرة على توسع حجم الظاهرة منها تجريف الاراضي الزراعية بصورة كبيرة وتحويلها الى اراضي سكنية نزوح الفلاحين من مناطق سكنهم الى المدن مما ادى الى ترك الاراضي الزراعية وارتفاع نسبة الاملاح والترسبات بشكل واضح .و انخفاض مناسيب المياه لنهري دجلة والفرات بسبب اقامة الجارتين تركيا وايران سدودهم على منابع الانهار مما ادى الى حدوث جفاف في مياه الاراضي العراقية .
ولا بد من الاشارة الى ان للحروب والعمليات العسكرية تأثير كبير في تجريف الاراضي الزراعية من الغطاء النباتي حيث ان كثرة الحروب والعمليات العسكرية والتفجيرات التي حدثت في العراق سببت تدهور الكثير من البيئات الطبيعية وتدمير الغطاء النباتي وتعرض التربة الى عمليات تخريب وتحطيم الانسجة البايولوجية للتربة مما ادى ذلك الى انجرافها وتدهورها . ومن هذه الحروب التي حدثت هي حرب الخليج والغزو على العراق عام ٢٠٠٣ حيث تمركزت قوات التحالف مع معداتها وذخائرها في صحراء الخليج العربي وقامت بأجراء المناورات الحربية على العراق . معركة حرب الخليج الثالثة على يد الأمريكان في ٢٠٠٣ حيث بدأت القوات الامريكية بتجريف الاراضي الزراعية خاصة في حزام بغداد بحثاً عن فصائل المقاومة مما ادى الى رفع الطبقة الكلسية للقشرة الارضية واصبحت تتناثر بأقل كتلة هوائية تتعرض لها الاجواء العراقية .
ومن الملاحظ ان جميع العواصف الرملية القادمة الى المحافظات العراقية هي من الصحراء الغربية للعراق ويكون تأثيرها داخل العراق فقط ولا يتأثر بها اي بلد مجاور ، ويمكن عزو سبب تلك الظاهرة الى العمليات العسكرية التي حدثت وما زالت تحدث حالياً في تلك الصحراء لا سيما وجود عدة قواعد عسكرية منها قاعدة عين الاسد التي يوجد فيها قوات التحالف الدولية الاجنبية والعمليات العسكرية على قوات داعش الإرهابية لازالت مستمرة فمن المتوقع حدوث تجارب للأسلحة المتطورة والتي مازالت على قيد التجربة في تلك الصحراء مما يؤدي الى ثوران الكثبان الرملية بفعل تأثير المواد الكيمياوية لتلك الأسلحة المستخدمة .
من جانب اخر قدمت عدة دول مبادرات للحد من ظاهرة التصحر في العراق منها : السعودية التي قدمت مقترحاً لزراعة ٦ مليون دونم في الصحراء اي ٥٠ مليار شجرة ، وتركيا التي تقوم بقطع الغابات وتجريفها في محافظات الشمال اقترحت بأنشاء غابات اصطناعية في جنوب العراق للحد من التصحر .
الحلول والمعالجات :
إنّ هدف المستقبل هو بناء شراكة عالمية من أجل محاربة التصحر وتدهور الأراضي ووضع حدٍ لهما، ومن أجل التقليص من آثار الجفاف في المناطق المصابة به من أجل تعزيز التقليص من حدة الفقر والاستدامة البيئية . حيث اعلنت دائرة البيئة والغابات في العراق في احدى الاجتماعات التي عقدتها ان من ضمن معالجات مشكلة التصحر هي عمل غابات اصطناعية في المناطق الصحراوية وايضاً عمل حزام اخضر على اطراف العاصمة بغداد ، لكن هذه جميعها ليست بالحلول الجذرية او المجدية .
طرق الحد من التصحر ترشيد استخدام الموارد الطبيعية، من خلال قنوات التلفازوالمنشورات المختلفة.
إضافة إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لاستخدام الأراضي الزراعية بحيث تتضمن عدم استنزاف التربة، وتنظيم الغطاء النباتي. علاوة على الإكثار من زراعة النباتات والأشجار، وعدم الإفراط في تقطيع أشجار الغابات إقامة السدود والأسوار اللازمة؛ من أجل منع انجراف التربة خلال الأمطار والسيول الشديدة. الحدّ من الرعي الجائر
حراثة الأرض أول فصل الشتاء. إنشاء البحيرات والبرك من أجل تجميع المياه.وبما إن هذي الظاهرة أصبحت مشكلة أزلية يجب علينا كمتعايشين ضمن اجوائها ومتضررين من الآثار الجانبية مما تحتوي من أضرار على الصحة العامة للإنسان والحيوان والنبات اضافة الى حالة المناخ والمتغيرات الجيولوجيا للقشره الارضيه جميعها عوامل مؤثرة وفي نفس الوقت محفزة للنهوض بحلول تجعل المؤثرات اخف وطئة وأقل ضرراً من هنا علينا كمجتمع وأفراد نسخر جميع العوامل حتى وإن كانت بسيطة
ومنها الإكثار من زراعة الأشجار واهتمام الفلاحين بأراضيهم وضع قوانين حفر الآبار وطرق الري الغير قانونية التجاوزات على الأراضي الزراعية وتجريفها تكثيف الحملات االإعلاني للتوعية والارشاد المجتمعي والمطالبة بزيادة حجم الحصة المائية لمناسيب نهري دجلة والفرات إضافة إلى المبادرات الدولية في إنشاء غابات في العراق لمواجهة الحالة وزرع الحزام الاخضر على أطراف المدن .