الجمعة - 29 مارس 2024

عدالة الأعداء وتعدّد الجريمة..

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


كوثر العزاوي ||

هل تتفقون معي كيف أن جرائم أعداء الله وأعداء الانسانية تتوزع بعدالة ومنهجية في كل يوم وكل مكان؟!، فبالوقت الذي قنصَ الصهيوني المجرم الإعلامية شيرين ابو عاقلة وهي تؤدي واجبها” رحمها الله” في وسط القدس، تجد الداعشي القذر يفجر نفسه في مسجد{أيوب صابر}للشيعة في العاصمة الأفغانية أثناء صلاة الجمعة اليوم تحديدا! علما
أن هذه الجريمة قد وقعت لعشرات المرات في بيوت الله التابعة للشيعة حصرا ولامن ذاكر إلا ماندر! مااريد قوله هو: ليس من المعقول ان نجد أعداءنا يمنهجون جرائمهم واعتداءاتهم موزّعة على خلق الله المستضعفين في أكثر من محور في اليوم ونحن نقرأ عشرات الحوادث التي تقع وجلّها جديرة بالإدانة أو تسليط الضوء عليها، فبدل من أن نوزع مهام اقلامنا لتغطية جميع الحوادث والأحداث، ترانا نصبّ كل الجهود في رافد واحد كسيلٍ عارم من فنون المقال والاقوال في تغطية إعلامية حصرا في حادث واحد والفارق العنوان فقط!!
ترانا نغفل أن نستنفر أقلامنا لتكون على منهجية من العدل في الاستذكار والاستنكار بدل التركيز على جريمة واحدة ارتكبها أعداء الله، ولا اعتراض على ذلك، وانا ممن كتب واستنكر، ولكن ما ادهشني ودفعني إلى التذكرة هو حجم الاستغراق في حادث واحد فقط ، وقد استحوذ على الفضاء المجازي برمّته! ولعل ماحدث إنما واقع حتما وفق الأسباب الطبيعية ومايتناسب ووحشية الصهاينة لمثل إعلاميّ يغطي الأحداث وسط أرض المواجهة، إما برصاصة متعمَّدة أو طائشة لتصيب المقاوم والصحفي والمرأة والطفل والمارة والمتصدي، فكله أمر واقع متوقَّع! أما وأن تلك الأقلام الحرة الشريفة تغفل ماوقع لشيعة عليّ في أفغانستان ولا بواكي لهم فهذا ما يؤلم الغيور ويجرِّء العدو، وقد يدعو للتساؤل حقا! هل أنّ أقلامنا في معرض السبق الاعلامي ام ان مهمّتها أقدس بكثير من لابدّية توزيع المهام لفضح أكثر من حدث أو توثيقِ أكثر من خبر على مستوى العالم والبلد؟! سيما العالم الإسلامي النازف دمع ودم، في العراق وباكستان واليمن وسوريا وافغانستان وو..، ليكون بذلك قد وفّينا حق نعمة الفكر واليراع، استنكار هنا وشجب هناك ودعمًا وتأييدًا للحق تارة وفضحًا للغاصبين والفاسدين تارةاخرى، وهكذا حتى نحقق العدالة في الرصد والمتابعة في خندق الجهاد الثقافي التبيينيّ، بعيدا عن الأدلجة والسبق والتطرف حتى على مستوى المشاعر الإنسانية والولاء العقائديّ والله من وراء القصد { وإن تعدِلوا أقرب للتقوى} مع الاعتذار

١٢شوال١٤٤٣هج
١٤-٥-٢٠٢٢م