الجمعة - 29 مارس 2024
منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


مازن البعيجي ||

مالم تجيّر لله وفي سبيل الله الخالق العظيم، لأنها – القوة – طالما اغرت واستدرجت الكثير، قوة المال، قوة الرجال، قوة الحزب، قوة العشيرة، قوة العائلة، وغيرها من المصاديق، والكرسي، والمنصب والزعامة وهكذا، كلها تصبح حجاب لترويض النفس الذي أخبر عنها الخالق العظيم أنها “امارة بالسوء” فتصبح تلك القوة بمعناها العام أداة للتغرير بالإنسان وهو يرى نفسه في سطوة لا يحتاج معها العبادة أو حتى الإعتراف بالله سبحانه وتعالى، ومن هنا جاء منطق المتكبرين على هذا النحو المتمرد ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ) غافر ٣٦ .
(قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ)الشعراء ٤٩..ونفسه منطق الشيطان عندما ابى السجود والامتثال لله الخالق القهار (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) البقرة ٣٤.
كل ذلك منطقه غرق المتصدين في الغرور( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) فاطر ٥ . أما الذين وظفوا القوة واستخدموها لطاعة الله”جل جلاله” فقد حققوا حكمه وشريعته، ودافعوا عن الحق في ميادين مختلفة، وضد جبهات مختلفة ففازوا بطاعة الله وإنجاز التكليف الذي لاجله نحن خلقنا وطُلب منا تسخير أنفسنا وأرواحنا وما نملك من قوة، أيا كانت تلك القوة، عسكرية فكرية ثقافية حزبية أي قوة تستخدم بالدفاع عن الإسلام المحمدي الأصيل وعن الفقراء وانقاذهم من الفاسدين والطغاة والمستكبرين. او ان تنتهي بهم القوة إلى القتل والفتك والظلم حتى لمن هم أبناء جلدة واقارب، بل أبناء كما ورد عن خلفاء بني أمية وغيرهم.
ولعل منهج محور المقاومة بكله هو منطق إستخدام القوة في الدفاع عن المستضعفين والمقهورين وهذا ما أمرت به الشريعة وتعاليم أهل البيت “عليهم السلام”.

“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر ..