الخميس - 18 ابريل 2024

روسيا أم الصين ؟ لدى الولايات المتحدة خيار يتعين القيام به

منذ سنتين
الخميس - 18 ابريل 2024


متابعة وترجمة ـ فهد الجبوري ||

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالة ” رأي ” للكاتب زاخري كارابيل .
• فيما يلي خلاصة للمقالة :
في حديث يوم الخميس، كشف وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن النقاب عن الخطوط العامة التي طال انتظارها حول التعامل الرسمي لإدارة بايدن مع الصين .
وقد قال بلنكين ” عوضا عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن الصين هي التي تمثل التهديد الأكثر قوة وحزما للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة ”
وأضاف ” فقط الصين ” لديها النية لإعادة تشكيل النظام العالمي “، والقوة للقيام بذلك ” مؤكدا ” أن الولايات المتحدة سوف تسعى لتجميع تحالفات من الدول الاخرى لمواجهة تحدي بكين “
ويقول الكاتب ” أن الكتابة كانت على الجدار ” حيث قبل بضعة ايام من حديث بلنكين، تعهد الرئيس بايدن بالدفاع عن تايوان اذا ما تحركت الصين للسيطرة على الجزيرة ؛ وقد التقى بالحلفاء الإقليميين ؛ وقدمت ادارته مقترح خطة جديدة لمواجهة النفوذ الاقتصادي المتنامي للصين في آسيا “
ويضيف ” لكن التركيز المكثف على قدرة الصين على تهديد النظام العالمي يقلص من مساحة التعاون مع بكين ويصرف الأنظار عن التهديد الحقيقي في العالم : روسيا .”
ويسرد الكاتب بعض الأمثلة على هذا التهديد حيث يقول ” تحت حكم بوتين، دمرت روسيا العاصمة الشيشانية غروزني في عام ٢٠٠٠، وقامت بغزو جورجيا في عام ٢٠٠٨، وضمت شبه جزيرة القرم في عام ٢٠١٤، واستخدمت قوتها الجوية ضد معارضي بشار الأسد في سوريا في عامي ٢٠١٥، و٢٠١٦ . وقامت بغزو وحشي لأوكرانيا، وقد لمحت باستخدام الأسلحة النووية ”
ويرى الكاتب ” أن إحباط المزيد من السلوك الروسي المعادي من خلال العقوبات الاقتصادية، ومنع إعادة إمدادات البلاد العسكرية، وتأسيس كتيبة عالمية ضد بوتين يستلزم التعاون الدولي . وهذا يشمل الصين “
ويمضي كاتب المقالة في تحليله قائلا ” نحن نحتاج الى مراقبة الصين بالطبع . فهي بلاشك المنافس الأكثر قوة من روسيا على كافة الأصعدة العسكرية والاقتصادية والأيديولوجية . الحزب الشيوعي، تحت السيطرة القوية لشي جين بينغ، يتابع احد أشكال راسمالية الدولة التي تلحق الضرر بالشركات الأجنبية في السوق الصينية، وتبني لها أنصاراً وطنيين اقوياء .” ” والصين تنفق كثيرا على جيشها اكثر من اي بلد اخر ماعدا الولايات المتحدة، والتي تريد من وراء ذلك مواجهة التفوق العسكري الأمريكي في شرق آسيا “، ” ويتم عكس الوطنية المرتفعة بالاعتقاد أن تايوان يجب أن تكون جزءا من الصين الكبرى، وأن بحر الصين الجنوبي هو بحيرة صينية ” .
ويقول الكاتب ” لكن هذه القضايا لا تجعل بالضرورة من الصين تهديدا للازدهار والأمن الأمريكي، الا اذا كنت تؤمن بكل كلمة معادية تأتي من المسؤولين الصينيين، أو الاعتقاد بحتمية مصيدة ” ثوسيديديس ” وهو النمط التاريخي الذي يشير الى أن اي قوة صاعدة لابد أن تصدم حتما مع القوة المهيمنة ”
ويرى ” أن القيادة الشيوعية الصينية ترى في الولايات المتحدة كمنافس . لكنها كانت مستعدة للتعامل بالدبلوماسية، وأنها مرارا دافعت عن حرمة حدود الدول، وهي لا تنفر من تسوية المصالح الذاتية بشأن قضايا مثل التجارة وتغير المناخ “، وإن لهجتها بخصوص تايوان كان أكثر بقليل من قعقعة السيوف، وتبدو منضبطة مقارنة بالطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة تاريخيا مع امريكا اللاتينية “
ويقول ” من المؤكد أن دعاة الحرب الباردة مع الصين سوف يغمضون عيونهم عن هذه التأكيدات، سوف يقولون ان الصين متذبذبة في التزاماتها التجارية، وانتهكت مرارا الاتفاقات الخاصة بالمناخ، واستخدمت التجسس لسرقة الملكية الفردية، وتقوم ببناء قوة عسكرية مصممة لإلحاق الأذى والضرر بالولايات المتحدة وحلفائها ” مضيفا ” انه من المنطق لقوة عظمى صاعدة مثل الصين أن تضع خططا للدفاع، ومنها الصراع المحتمل مع الولايات المتحدة . ومن المهم أن نتذكر ايضا أن الصين متشابكة بعمق مع الاقتصاد الأمريكي والعالمي . ولديها أكثر من تريليون دولار من الدين الأمريكي في شكل سندات الخزانة الأمريكية، وتستفيد من التأثير المتراكم للاستثمار الأمريكي في الصين وتحتاج المنفذ الى الأسواق العالمية “
” كل هذه الحقائق، كما يرى الكاتب، تصوغ سلوكها بقدر احتمالية مواجهة مستقبلية مع الولايات المتحدة . روسيا، على النقيض، مقيدة فقط بمدى استعداد السيد بوتين للقيام به ”
ويختتم الكاتب مقالته بالقول ” بدلا من رمي الصين بأنها هي عدونا الكبير القادم، فأن أفضل طريقة لخدمة الأمن الأمريكي هي من خلال ادراك أن سلوك روسيا يسلط الضوء فقط على الطرق التي تظل بها الصين والولايات المتحدة مرتبطين ببعضهما البعض على الرغم من التوترات بينهما “، ” وعلى السيد بايدن ان يوجد طرقا جديدة للعمل مع الصين، بدلا من محاولة إجبارها على أن تكون مختلفة . وينبغي عليه أن يتخذ خطوات شجاعة لتخفيف حدة الخطاب، مثل رفع التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب على البضائع الصينية في مقابل تقليل دعم بكين لبوتين، وإلا فإنه سوف يفوت الفرصة في أن يكون رئيسا استراتيجيا ذكيا بدلا من شخص يقاتل مع الصين في كل منعطف “
ـــــــــــ