الخميس - 28 مارس 2024
منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


الشيخ محمد الربيعي ||

عظّم الله أجورنا وأجور المسلمين بهذا المصاب الجلل ذكرى استشهاد عالماً كبيراً مجاهداً،ألا وهو السيد اية الله العظمى المرجع الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره)
محل الشاهد :
ان العلم من أجلّ الفضائل، وأشرف المزايا، وأعزّ ما يتحلّى به الإنسان، فهو أساس الحضارة، ومصدر أمجاد الأُمم، وعنوان سموّها وتفوّقها في الحياة، ورائدها إلى السعاة الأبديّة، وشرف الدارين .
والعلماء… هُم ورثة الأنبياء، وخزّان العلم، ودُعاة الحقّ، وأنصار الدين، يهدون الناس إلى معرفة الله وطاعته، ويوجّهونهم وُجهة الخير والصلاح .
ايها الاحبة : هكذا عرفنا السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره :
عرفناه عالماً، عاملاً، عابداً، ورعاً، مخلصاً، مجاهداً، ناصراً للحقّ وأهله، مدافعاً عن المظلومين والمقهورين والمحرومين والمستضعفين، مقارعاً للاستكبار العالميّ.
عرفناه عالماً واعياً، اطّلع على الماضي فوعاه تماماً، فاستشرف المستقبل وخطَّط له، وفقيهاً مجتهداً، واكب بفقهه الحياةَ وتطوّرَها.
عرفناه عامِلاً بما علم، لا يقدِّم رجلاً ولا يؤخِّر أخرى حتّى يعلم أنّ ذلك لله رضا، ولا تأخذه في الله لومة لائم.
عرفناه متفانياً في ذات الله، يقول الصدق، وينطق بالحقّ والحقيقة، بعيداً عن الخرافة والغلوّ والتعصُّب الأعمى، ولو كلّفه ذلك ثمناً باهظاً من جاهٍ أو سمعةٍ أو مالٍ، فالمهمّ عنده رضا الله تعالى .
عرفناه ذا عقلٍ واعٍ مستنير يتوق إلى إضاءة حياة الإنسان، كلّ إنسان، بالخير والمحبّة والوعي والحقيقة.
عرفناه أباً رحيماً ومرشداً حكيماً وكهفاً حصيناً وسنداً قويّاً .
عرفناه حلقةً قويّةً في سلسلة الخطّ الثوريّ الجهاديّ المقاوم، في سلسلة العظماء الكبار، كالإمام روح الله الخمينيّ، والإمام موسى الصدر، والسيّد الشهيد محمّد باقر الصدر .
عرفناه مدافعاً عن أهل بيت النبوّة ومعدن الرسالة، محمّدٍ وعترتِه الطاهرة، من افتراءات الغلاة والجهلة والمتعصّبين، الذين أساؤوا وما أصابوا، وكانوا شَيْناً ولم يكونوا زَيْناً، فهلكوا وأهلكوا، حيث قال أمير المؤمنين(عليه السلام): (هلك فيّ اثنان: محبٌّ غالٍ؛ ومبغِضٌ قالٍ).
عزاؤنا برحيلك أن مهَّدتَ لنا طريقاً إلى الهدى، وأصَّلتَ فينا حبّ الحقِّ وأهلِه، حبّاً ثابتاً لا يتغيَّر ولا يتبدَّل، فعلى دربك ـ إنْ شاء اللهُ ـ نحن سائرون، ولنهجك مكمِلون، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون، والعاقبة للمتّقين.
فإلى رحمة الله ورضوانه، وجنان الخُلْد التي أعدّت للمتّقين؛ إلى جوار أجدادك الطيّبين الطاهرين(صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين، وحَسُن أولئك رفيقاً.
اللهم احفظ الاسلام واهله
اللهم احفظ العراق واهله