الخميس - 28 مارس 2024

تطورات المشهد السياسي العراقي في مقالة لموقع ميدل ايست آي

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


فهد الجبوري ||

• المعارضون يقولون : انسحاب نواب الصدر قضية محيرة ومربكة
•زعماء الإطار التنسيقي يعقدون اجتماعات طارئة لرسم معالم ردهم ، حيث أن كتلتهم تتطلع للفوز بأكثر من ٥٠ مقعد في البرلمان
قال الزعماء السياسيون المناوئون لمقتدى الصدر انهم قد تركوا مرتبكين بالاستقالة المفاجئة لنواب الكتلة الصدرية ( ٧٤ ) في البرلمان ، وأنهم لايستطعيون تحديد السبب وراء الأمر الذي اصدره الصدر لنواب كتلته بالاستقالة ، وأنهم غير متاكدين ما هي الخطوة القادمة له .
وبعد ثمانية اشهر من الانسداد السياسي ، قدم نواب الصدر استقالاتهم الأحد في خطوة لم يشهد مثلها مجلس النواب العراقي منذ الإطاحة بنظام صدام في عام ٢٠٠٣ .
وقد رافق الاستقالات سلسلة من الأوامر الاخرى اصدرها الصدر ، الذي طلب باغلاق معظم المكاتب السياسية والدينية المرتبطة برجل الدين العراقي .
وتقول المقالة التي كتبتها الصحافية العراقية سؤدد الصالحي ” أن وجود الصدر وحركته في البرلمان يعطي للعملية السياسية العراقية عنصر الشرعية والحماية . لديه ملايين الاتباع ، وواحدة من اكبر الفصائل المسلحة ، وإمبراطورية مالية بإيرادات سنوية مماثلة لميزانية بعض البلدان المجاورة ”
وتضيف نقلا عن زعماء سياسيين ومراقبين ” إن انسحابه قد قرأه مناوئوه وحلفائه بأنه فقدان الثقة بالعملية السياسية وقدرته على تغييرها . ومن خلال سحب الشرعية من النظام السياسي العراقي ، فإنه قد يخطط لتقويضه ، مما يثير احتمال اندلاع اشتباكات شيعية -شيعية في المستقل المنظور ”
وحسب ما يقوله احد زعماء الإطار التنسيقي ” ليس من الواضح ماذا يحاول الصدر تحقيقه في هذا الوقت . ليس لدينا رؤية أو فكرة واضحة عن الخطوة اللاحقة التي ينوي الصدر القيام بها ” ، ” نحن متأكدون إنه محبط جدا وإنه يرى ان محاولاته لتغيير العملية السياسية الراهنة لم تنجح ، لذا فإن خياره القادم هو الشارع ” ، ” ولكن نحن لا نعرف الآن الطريقة التي سوف يحرك بها الشارع ؛ هل هي المظاهرات ، الاشتباكات المسلحة ، أو الاعتصامات ، لذلك نحن لا نستطيع تقرير خطوتنا القادمة ”
وكان هدف الصدر هو ” تشكيل حكومة أغلبية ” ، ملقيا بخصومه نحو المعارضة ليكسر بذلك التقليد الذي كانت بموجبه تشكل الحكومات التوافقية منذ عام ٢٠٠٣.
إن قراره ” الصادم والانتحاري” حسب ما يصفه بعض المراقبين والسياسيين ” قد أثار الكثير من الأسئلة حول جدية الصدر بخصوص الانسحاب من البرلمان والعملية السياسية ، والنتائج المترتبة عن كل واحد منهما “
رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ، وهو أحد ابرز حلفاء الصدر ، قد صادق على الاستقالات فورا ، بدون تردد أو تحقيق ، ملقيا المزيد من الشك حول الوضع .
ويوم الاثنين قال الحلبوسي انه سعى جاهدا لاقناع الصدر بالعدول عن قراره ، لكنه لم ينجح . وقال أن النواب المستقلين سوف يتم استبدالهم بالمرشحين الخاسرين الذين حصلوا على أعلى الأصوات في دوائرهم الانتخابية .
وقد كشفت مراجعة سريعة تم نشرها في الموقع الرسمي للمفوضية العليا للانتخابات أن الإطار التنسيقي سوف يكون المستفيد الأكبر من العملية . وسوف يحصل التحالف على نحو ٥٠ مقعدا ، لتضاف الى مقاعده الحالية وهي ٨٣ مقعدا .
وكانت مصادر قد أبلغت موقع ميدل ايست آي أن زعماء الإطار التنسيقي عقدوا اجتماعات في بغداد ليلة الأحد لمناقشة اخر التطورات . وقد كان فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي ، ورئيس اركان الحشد ابو فدك المحمداوي ابرز الشخصيات التي حضرت الإجتماع .
وحسب ما قاله أحد الحاضرين ” فقد تمت مناقشة عدة مقترحات ” لكنهم حتى الآن لم يتوصلوا الى قرار ” .
وكان من أقوى المقترحات التي وضعت على طاولة النقاش هو تقديم الشكر للصدر ، والتقدم بعملية استبدال نوابه ، والبدء بمفاوضات تشكيل الحكومة . حسب ما قاله اثنان من زعماء الإطار كانوا قد حضروا الاجتماع .
كما تم مناقشة قضية تقليد الصدر في خطوته ، وتقديم استقالاتهم الجماعية ، ومن ثم الدعوة الى حل البرلمان ، وإجراء انتخابات مبكرة . والمقترح الآخر الذي تمت مناقشته هو اتخاذ خطوة الى الوراء والسماح للنواب المستقلين بتشكيل الحكومة والتي سوف تدعم وتراقب من قبل الإطار التنسيقي .
وقال أحد الزعماء الذي كان حاضرا في الاجتماع أن قوى الإطار التنسيقي قد حاولت التصالح مع الصدر وإقناعه بالتخلي عن مشروعه بتشكيل حكومة أغلبية والذي واجه الفشل من قبل ، لذلك فإن التحالف ليس عنده رغبة لإعادة الكرة معه مرة اخرى .
” وقد يكون اختيار شخصية مقبولة دوليا واقليميا للقيام بتشكيل الحكومة هو الحل . وكل هذه هي مقترحات تحتاج الى المزيد من المناقشة والبحث ، وبكل صراحة ، لاشئ يحظى بالوضوح الكافي حتى الآن ”
وفي مقطع آخر من المقالة ” هناك مخاوف داخل العراق وخارجه ، من وقوع اشتباكات بين رجال الصدر ومعارضيه . كلا الطرفين لديهما عشرات الآلاف من المقاتلين العقائديين وبحوزتهم ترسانة من الأسلحة ”
اتباع الصدر لا يخفون قلقهم حول هذا الانسحاب ، لكنهم يعتقدون أن لديهم الوقت الكافي قبل أن يتخذ زعيمهم الخطوة القادمة .
وحسب ما يقوله أحد قادة الفصائل المدعومة من ايران وزعيم بارز في الإطار التنسيقي لموقع ميدل ايست آي ” نحن غير خائفين مما حدث ، لكننا قلقون ، قلقون لأن الصدر معروف بتهوره ، واستعداده لدفع خصمه الى أقصى حد ، حتى لو كلفه خسارة مليون من اتباعه “مضيفا ” ومع ذلك ، مازال عندنا الوقت الكافي لتجريده من الأسباب التي يتمكن من استخدامها ضدنا ”
ويشير ” نحن لا نعتقد أنه سوف يذهب الى الشارع في الوقت الراهن ، إنه سوف ينتظر خطوتنا القادمة ، لذلك نحن لا نعتقد انه سوف يقوم بأي شئ قبل آب او أيلول القادمين . سوف نسعى لاحتوائه ، ولكن بدون القيام بأية تنازلات “