الخميس - 28 مارس 2024

نظرة في حديث السيد مقتدى الصدر من نوابه

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


ماجد الشويلي *||

مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي

لقد أتى حديث السيد مقتدى الصدر
مع نوابه المستقلين على مضامين هامة، وإشارات حساسة تبعث على التأمل، وتشي بحدوث انعطافة كبيرة بالعملية السياسية . ورغم أن السياق الذي جاء به الحديث يحمل سمة الإيثار وإفساح المجال لشركائه وفرقائه السياسيين على حد سواء بالذهاب الى تشكيل الحكومة.
إلا أن ايقاع النبرة ولحن الكلمات
كانت فيه مداليل على إيمان السيد مقتدى بعجز الاطار التنسيقي عن تخطي المرحلة الراهنة، واقناع الطرف الكوردي والسني على المضي سوية باتمام ماتبقى من استحقاقات دستورية لتقويم العملية السياسية .
ولعل أبرز مايمكن تلمسه واستشرافه، هو أن مغزى بعض المفردات التي استعملها السيد مقتدى، توحي باحتمالية حدوث تغيير رادكالي يطال أسس النظام السياسي برمته، ولايمكن الجزم هل أن هذا التغيير الذي يتوقعه أوينشده سوف يأتي من الخارج بقرار أممي _بعد سلسلة أحداث واجراءات متعلقة بهذا الشأن _أم أن هذا التغيير للمعادلة السياسية
وقواعدها سوف تأتي عبر المفاعيل الداخلية.؟!
فحين يقول السيد : ((اذا انزاح الفاسدين واشتركت في الانتخابات القادمة “لا سامح الله” فأنتم من ستمثلون الكتلة الصدرية مجدداً))
فذلك يعني أنه يعول بشكل وبآخر على حدث ما يزيح غرمائه السياسيين عن المشهد السياسي .
وما يعزز هذا الاحتمال هو تأكيده على النواب المستقلين لأكثر من مرة أن ((ابقوا على أهبة الاستعداد))
وهذا يعني بالضرورة احتمالية عودة التيار للعملية السياسية والانتخابية.
ورغم ان السيد استهل خطابه بالحديث عن التوديع وأن اللقاء لقاء توديع، فذلك لايعني توديع نوابه ومحبيه توديعاً نهائياً. بدلالة قوله استمروا بالتواصل بينكم وطوروا من قابلياتكم وتواصلوا معي من خلال الشيخ حسن.
لكن في الوقت ذاته يمكن حمل التوديع على محمل الجد، وأن السيد مقتدى قد يسترسل بمقاطعته للعملية السياسية برمتها، فيما لو لم يحصل التغيير الذي يتوخاه ورسمه في مخيلته من خلو الساحة ممن أسماهم (الفاسدين )بحسبه.
ومن خلال ماتقدم يمكن القول أن حدثاً ما سيقع لايرغب السيد مقتدى الصدر أن يتصدر الواجهة فيه، قد يكون من شأنه تغيير قواعد اللعبة السياسية.
وهذا الحدث كما أسلفنا إما ذو طابع شعبي أو أممي.
لكن لايمكن الجزم بمعرفة آليات تحريكه، ومن هي الجهات الفاعلة فيه.
وقد يعزز هذا الرأي هو تغاضي السيد مقتدى الى هذه اللحظة عن بقاء المسؤولين الكبار من التيار الصدري في المناصب التنفيذية .
فهو إما سيوجه لاحقاً بتركهم لمناصبهم، أو سيرهن بقائهم بموعد انجلاء غبرة الأزمة لتنفرج عن كيفية محددة.
إمااستمرار العملية السياسية أو تغييرها جذريا.
ــــــــ