الجمعة - 19 ابريل 2024

لماذا يصر الإطار على الكتلة الأكبر وتحمله وزر هذا الاصرار ؟

منذ سنتين
الجمعة - 19 ابريل 2024


قاسم سلمان العبودي ||

يتأتى إصرار الإطار التنسيقي على تحمل هذه المسؤلية لأحساسه العالِ بالوطنية الحقة وليس تلك التي هي لعق على ألسنة البعض ممن يريد أدارة الدولة مع شركاء أقل ما يوصف عنهم بأنهم أنفصاليون ، وهذا أولًا .
ثانيًا ، هناك منجزات قد تحققت منذ عام 2004 الى اليوم ، وهذه المنجزات ثبتت بالدليل القاطع أن الشيعة هم المكون الأكثر عدداً من باقي المكونات الاخرى مما يعطيهم الحق بتشكيل الحكومات المتعاقبة على أدارة الدولة ، وفق هذا الاستحقاق الذي كفله الدستور العراقي .
فضلًا عما ذُكر ، أن الشيعة بتماسكهم أبطلوا المخططات الخارجية التي حاولت توهين الحكم عبر دعم المجاميع الأرهابية وكثير من التداعيات الأخرى وهذا لم يِرق للأستكبار الصهيوني وأدواته الخارجية والداخلية . لذا كانت المؤامرات تترى على العملية السياسية ولم تنفك عن دعم أي طرف من الممكن إن يزعزع ذلك التماسك .
اليوم وجدوا ضالتهم بأستمالة التيار الصدري الذي تناغم بطريقة وأخرى مع المشروع الدولي القاضي بجعل العراق حلقة من حلقات صفقة القرن التي تعمل عليها مخابرات دول غربية على رأسها الثالوث المشؤوم بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية واسرائيل . فكان لابد من التصدي لهذا المشروع الخبيث من قبل الإطار بعدم تمرير صفقة التحالفات بين التيار الصدري والمكونين السني والكوردي المريب .
أنسحاب التيار الصدري من العملية السياسية ربما جاء بعد أن أكتشف الكمين الدولي الكبير الذي حاول الأستكبار بكل أذرعه الخبيثة توريط التيار فيه ، علماً أن نواب التيار الصدري قد أسسوا لمشروع قرار قاضِ بتجريم التطبيع مع الكيان الصيوني وقد نجحو في ذلك بأجماع أغلب نواب البرلمان العراقي .
سبق كل تلك الأرهصات قيام بعض أجهزة المخابرات الأقليمية وبأيعاز من قبل الثالوث بترويج مفهوم الفشل الشيعي بأدارة الحكم في العراق ، فهل حكم الشيعة العراق فعلاً ؟ قطعاً لا . لأن العملية السياسية في العراق بنيت على مفهوم الشراكة الوطنية . فأذا كان هناك نجاح فإنه للجميع . وكذلك أن كان هناك فشل ، فأن الكل فاشلون ، أذن لماذا يعصب الفشل في المكون الشيعي فقط ؟
أن التناغم الكبير والمرونة العالية التي أبداها المكونين السني والكوردي مع القضايا الإقليمية الكبرى والتي كان أبرزها مسألة التطبيع العربي مع الكيان الاسرائيلي ،قد كانت سبباً مباشرا في ترسيخ نظرية الفشل الشيعي المزعوم . فضلاً عن ذلك هناك الملف الأيراني المعقد مع المجتمع الدولي الذي يحاول إذلال الايرانيين عبر سلبهِ حقوقه المشروعة في التقنية النووية السلمية أسوة بالدول الاخرى وأسرائيل . هذه وغيرها من القضايا المهمة الأخرى هي من ضغطت على الساحة السياسية العراقية والتي أوصلت الأمور إلى مستوى الأنسداد السياسي الذي عصف بالعراق .
لذاك أن الأطار التنسيقي أخذ على عاتقه تحمل وزر الأصرار على عدم توهين الكتلة الشيعية وأستحقاقاتها الكبرى ، حتى لا يعود العراق الى النظام الشمولي مرة أخرى ، ونظام القائد الضرورة . اليوم الصراع الأقليمي على أشده ، والمطلوب من الأطار تشكيل حكومة قوية عابرة للضعف والتشكيك بأسرع ما يمكن بغض النظر عما يروج الموتورين من عدم قدرة الإطار على تشكيل حكومة قادرة على حفظ المنجزات الوطنية وتقديم الخدمات للشعب العراقي الذي انهكته الحكومات المتعاقبة . قوة أي حكومة قادمة تكمن عبر تفعيل قرار إخراج القوات الاجنبية والاميركية من العراق .