الجمعة - 19 ابريل 2024

حين ينشغل الظالمون بالظالمين، ويكون الشعب الضحية

منذ سنتين
الجمعة - 19 ابريل 2024

961
د.علي المؤمن ||

في مثل هذا اليوم ( 14 تموز 1958)، قام العسكر الدمويون العراقيون بإسقاط حكم الأسرة الحجازية الأجنبية المحتلة العميلة. وبصرف النظر عن الأسلوب الدموي اللاإنساني لعملية الإنقلاب؛ فإن الحسنة الوحيدة لها؛ هو القضاء على الحكم الأجنبي العميل.
كان حكم العسكر بعد 1958 نسخة طائفية عنصرية لاتختلف في بنيتها الايديولوجية عن الدولة العراقية الطائفية العنصرية التي تأسست بعد 1921، رغم أن عبد الكريم قاسم نفسه كان نزيهاً، ولم يكن طائفياً وعنصرياً، وكان الحسنة النسبية الوحيدة في حكم العسكر الدموي.
وقد أسس حكم العسكر بعد انقلاب 14 تموز؛ لسلطة الدم والدكتاتورية في العراق المعاصر، والتي توجها عبد السلام عارف ثم حزب البعث. وباتت أركان ايديولوجيا الدولة العراقية، من 14 تموز 1958 وحتى 9 نيسان 2003؛ خمسة، هي: الدم والدكتاتورية والعنصرية والطائفية والعلمانية.
ومن يعتقد أن الحكم الملكي العراقي؛ هو أفضل من الحكم الجمهوري، وكذا من يعتقد أن الحكم الجمهوري أفضل من الملكي؛ فهو واهم ومخطئ، لأنهما كانا وجهين قبيحين لعملة الدولة.
أما نظام ما بعد 9 نيسان 2003؛ رغم كل ما فيه من فساد وفشل، واعوجاج وحول؛ فهو أطهر وأشرف وأفضل بملايين المرات من كلا النظامين الفاسدين الفاشلين الطائفيين الدمويين، الملكي والجمهوري، وإذا حدّدنا منهما فترة حكم البعث وصدام؛ فإن ثانية واحدة، متعبة صعبة قاسية من النظام الحالي؛ هي أفضل بمليون مرة من كل تلك الفترة السوداء، التي لم تشهد البشرية، منذ آدم وحتى الآن؛ أسوء منها.
ختاماً؛ أرجو ممن يعترض على هذه الحقائق؛ أن لا يتعامل معها بالعواطف والانتماءات والأجوبة النمطية الجاهزة، بل عبر قراءة حقيقية علمية للتاريخ.
ـــــــ