الخميس - 28 مارس 2024
منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


الشيخ محمد الربيعي ||

▪️نبارك لكم ذكرى عيد الله الاعظم عيد الغدير ، يوم تنصيب امير المؤمنين علي بن ابي طالب ( ع ) ، اماما للمسلمين .
محل الشاهد :
▪️إنّ القيادة هي الأساس في الإسلام، ونحن نفهم من الآية الكريمة الّتي نزلت على رسول الله (ص) عندما قال الله له: {يا أيّها الرسولُ بلّغْ ما أُنزل إليكَ مِن ربّك وإنْ لَمْ تفعلْ فمَا بلَّغتَ رسالتَه واللَّهُ يعصمُكَ مِنَ الناسِ إنَّ اللَّهَ لا يَهْدي القومَ الكافِرِين} (المائدة/67).
نفهم بأنّ الله جعل قضية القيادة وإهمالها تعادل عدم تبليغ الرسالة، فكأنّ الله عزّ وجل يقول لرسول الله (ص): إنك إذا تركت الدنيا من دون أن تنصّب للأمة قائداً في مستوى قضاياها، وفي المستوى الكبير من الإخلاص للقضايا، فكأنك لم تبلّغ الرسالة، لأنها قضية حركة الرسالة في الحياة.
وعندما يراد للرسالة أن تستقيم على مستوى الفكر والواقع، لا بدّ من قيادة تحمي الطريق من الزلل والانحراف. وقد ورد في بعض الأحاديث: بُنيَ الإسلام على خمس: الصلاة والصوم والحج والزكاة والولاية، ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية.
لماذا؟ لأن الولاية تمثّل القيادة الّتي يمكن أن تحفظ الفكر من الانحراف، والطريق من الزلل.
لهذا لا بدّ للأمة في كل مرحلة من مراحل حياتها أن تبحث عن القيادة الأمينة.
▪️سؤال من هي القيادة الامينة
والقيادة الأمينة هي القيادة الّتي تحمل فكر الأُمة، بحيث لا معنى لأن تأتي قيادة لا تحمل الرسالة الّتي تحمل فكر الأُمة، أو لا تحمل الإيمان بالخط الّذي تتحرك من خلاله تلك الأمة.
لا بد إذاً من قيادةٍ واعية أمينة مخلصة تستطيع أن تثبت، وأن تكون حاسمة، وتستطيع أن تحمي للأمّة أهدافها على مستوى الفكر والواقع.
▪️ ولهذا قال الإمام علي (ع) وهو يحدد لنا من يقيم أمر الله: «لا يقيمُ أمرَ الله إلاّ مَن لا يُصانِعُ ولا يُضارِعُ ولا يتبعُ المطِامعَ»، أي من لا يجامل، لا يداهن، لا يذل، ولا يضعف، ولا يعتبر القيادة امتيازاً يزهو به، وإنمّا يعتبر القيادة مسؤولية يجب أن يكون في مستواها كما كان علي (ع).
كان (ع) يقول لابن عباس وهو يشير إلى نعله: «واللّهِ لَهيَ أحبُّ إليَّ من إمْرَتِكُم، إلاّ أن أقيمَ حقّاً، أو أدفعَ باطلاً»، إنّ القيادة مسؤولية وليست امتيازاً.
▪️إذاً لا بد للأمة من أن تواجه مسؤوليتها على أساس القيادة الواعية المؤمنة المخلصة الّتي تعرف للأمة ما يفيدها وينفعها في دنياها وآخرتها… وعندما تريد أن تقود أمةً معناه أنك تقودها لتبلغ بها أهدافها، دنيوية كانت أو أخروية.
▪️القيادة هي في مستوى مسيرة الأمة في الحياة.
وعلى هذا الأساس، فإننا نعتبر أن القيادة الحقّة إنمّا هي للفقهاء المجتهدين الذين يعرفون رسالة الله، والذين يعيشون المعاناة في حياة الأمة، ويفهمون قضاياها ومشاكلها في مجالاتها كافة.
وعي الأُمة للواقع
▪️لا بد لنا من أن نعمل بكل ما لدينا من طاقة في سبيل أن تكون الأُمة واعيةً لقضاياها ولرسالتها، وللساحة الّتي تتحرّك فيها، لأن الأوضاع الّتي نعيشها في هذه المرحلة من حياتنا الآن وفي المستقبل، تتحرك لتلبس الحق بالباطل، وتحاول أن تخاطب عقول الجماهير وعواطفها بكثير من الأفكار الّتي تلتقي مع نوازعها الذاتية، ولكنها لا تلتقي مع مصالحها وأهدافها الحقيقية.
والحمد لله على ولاية نسال الله الثبات وحسن العاقبة
اللهم احفظ الاسلام واهله
اللهم احفظ العراق و اهله
ـــــــــــ