الخميس - 28 مارس 2024
منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


ايزابيل بنيامين ماما آشوري ||

قال لي لم تفضلين ان يُقال لك (آشورية) ولا يُقال لك (مسيحية).وتُقدمين نفسك على أنك كلدو آشورية.
قلت له : وكيف عرفت ذلك ؟
قال : سمعتهم في الكنيسة يُنادونك : سيّدة آشوري . وتوقيعك : إيزاشوري ، واسمك إيزابيل بنيامين آشوري فهل انت ترفضين يسوع المسيح الذي ضحى من اجل خطايانا؟
قلت له : ان سؤالك من الاساس خطأ ولا معنى له ، لأننا لم نسمع على طول التاريخ احد يُنادي احد يا مسيحي أو يُسمي نفسه مسيح ، وكأن الجميع يعلم ان هذه سُبّة وشتيمة فتواطئوا على عدم النداء بها، ولكن إنما يكتبها الشخص بقصد الفرز عن باقي الامم المحيطة به وعلامة دينية من دون أن يعرف مصدرها او معناها.
انتفض وغضب ، ثم قال : كيف تكون شتيمة ومسبّة ؟
قلت له : لأنك لو ناديت شخصا : يا يهودي ، فهذا يعني يا تائب (1)، ولو ناديت يا مسلم ، فهذا يعني الاستسلام للرب والعبودية له . ولكنك لو ناديت : يا مسيحي ، فإنك بهذا توجه شتيمة قاسية لمن يعتنق ديانة يسوع بن مريم ؟
قال أين ذلك ؟ قلت له : في كل مكان . في الاناجيل الحالية وفي تفاسيرها حيث اجمعت أن هذا الاسم هو مسبة وشتيمة واهانة ولذلك يختار الكثير من العلماء أن يُقال لهم يسوعي ، ولا يُقال لهم مسيحي وإلى هذا اليوم . ومثال على ذلك بعض المستشرقين امثال الاب لامانس اليسوعي، والأب غبريال متى اليسوعي وغيره.
اما في الانجيل فنرى ذلك واضحا في سفر أعمال الرسل 11: 26 حيث يقول بأن هذا الإسم أطلق على اتباع يسوع بعد رحيله بسنوات طويلة : (( ودُعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولا)). ثم تعال معي لنذهب لأشهر التفاسير المسحيية لنقرأ ماذا يقولون حول هذه التسمية ؟
هل تقبل برأي قاموس الكتاب المقدس من دائرة المعارف الكتابية المسيحية ؟ قال نعم مصدر موثوق ولكن ماذا يقول فيه ؟
قلت له تحت عنوان : (شرح كلمة مسيحي) تقول دائرة المعارف : دعي المؤمنون مسيحيين أول مرة في أنطاكية سنة 43 ميلادية اي بعد رحيل يسوع تقريبا بخمسين سنة والذي اطلق عليهم هذا الاسم هم الناس. وكان ذلك في الأول شتيمة وقد اكد ذلك المؤرخ تاسيتس المعاصر للمسيحيين الاوائل حيث قال : (أن تابعي المسيح كانوا أناساً سفلة عاميين ، وكان يُعتبر اسم مسيحي عيبا كبيرا).
ثم قلت له : وقد أكد بطرس ذلك حيث اعتبر ان اسم المسيح نوع من الاهانة يُعير به كل من ينتمي ليسوع فقال في رسالة بطرس الرسول الأولى 4: 16 (( إن عُيّرتم بإسم المسيح ، فطوبى لكم .. فلا يتألم أحدكم كقاتل ، أو سارق ، او فاعل شر)).
فهل رأيت يا قداسة الاب ان إسم مسيحي كان مرادفا للسارق والقاتل وفاعل الشر.
فسكت مليا ثم قال : ولكن يسوع أيضا كان يُطلق عليه إسم المسيح فماذا يعني ذلك ؟
فقلت له : نعم وكما نقرأ في الكتاب المقدس فإن يسوع كان يُعرف ابتداءا بإسم (يسوع ابن النجار) كما نرى ذلك واضحا في إنجيل متى 13: 55 (( في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت …. أليس هذا ابن النجار ؟ أليست امه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا؟ )).
هل رأيت يا قداسة الاب كيف ان (نبينا) لم يكن يُعرف إلا بهذا الاسم (يسوع ابن النجار). ولكن عندما ارسله الرب للناس وتضررت مصالحهم بدأوا بالحرب على يسوع فأطلقوا عليه لقب (يسوع المسيح) أي التائه الذي ينتمي إلى سفلة الناس ،الذي لا دار له يأوي إليها ولا مصدر رزق يأكل منه ولا زوجة وهجر أهله وترك عالمه من اجل رسالته ، فكان جزاءه منهم هذا اللقب المهين.
فقال : ولكن عدد من يحملون هذا الاسم اليوم تقريبا (مليار ونصف يُقال لهم مسيحييون) فهل هذا يعني انهم كلهم (……………………) . قلت له نعم حسب ما جاء في دائرة معارف الكتاب المقدس فإن هؤلاء المليار والنصف كلهم من ( سفلة الناس) حسب وصف الكتاب المقدس ويوضعون في خانة القتلة والسرّاق وفاعلي الشر ، وهذا الكلام ليس لي بل للكتاب المقدس ومن ثم لدائرة المعارف.
فقال : ولكن ماذا كانت تسميتهم قبل ذلك ؟
فقلت له: خذ هذا المقال اقرأه ، فإني كتبت فيه سر هذه التسمية وماذا كان يُطلق على اتباع يسوع في بداية دعوته وبعد رحيله.
فخطف البحث من يدي وذهب مسرعا وهو يلتفت نحوي غير مصدق لما سمعه. (2)
المصادر والتوضيحات ـــــــــــــــــــــ
1- وقيل ان اليهود أيضا (من العبرية יהודי، اسم نسبة ليهوذا، من أبناء يعقوب) وقيل التهود في اللغة التي كان يتحدثها موسي بمعنى العودة أو التوبة كما جاء في القران أيضا (إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ)[سورة الأعراف:156] أي تبنا إليك وعدنا.مع أني لي رأي آخر حول هذه التسمية ايضا.
2- البحث نشرته على صفحتي وكذلك منشور في منتديات كثيرة.
ــــــــــ