الخميس - 18 ابريل 2024
منذ سنتين
الخميس - 18 ابريل 2024


كندي الزهيري ||

من السهل ان تكون صاحب بصيرة ، لكن لا تكفي لنصرة الحق من دون مكمل لها ، ان البصيرة من دون أيمان لا تنفع صاحبها ، ولذلك مشاهد كثر ، على سبيل المثال ، ما حدث بواقعة الطف صورتان عن ذلك ، الاولى ؛ قالوا نشهد انك يا حسين (ع ) أمام وجدك رسول الله (ص) ووالدك علي بن ابي طالب (ع) وامك سيدة نساء العالمين فاطمة بنت رسول الله (ع) ونشهد بان رسول الله اوصانا بكم وانت معصوم ، لكن جوائز الطغاة وملك الري منى انفسنا ، اذا هم يشهدون انه الحق فلا ينصرونه ، وصورة اخرى في نفس الواقعة متمثلة بالحر الرياحي ، في بادئ الامر جعجع ب أَل البيت (ع ) لكن ما ان رأى الحق ، نظر الى جوفة مخير نفسة بين النار والجنة ، كان لدية الايمان لكن كان ينقصه البصيرة ، ما ان اجتمعا البصيرة والايمان ، حتى انتفض لنصرة الحق ، وترك جميع الملذات التي وفرها له الطاغية ، اذا خصلتان ان اجتمعتا في نفس واحدة ، كانت منجية .
امس لم نرى سوى مسرحية سيناريوا واخراج الكاظمي ، الهدف اثارة الفتن ، فلا شك من جاء بفتنة لا يخرج الا بفتنة ، الجميع يعلم بان الكاظمي لا يدخر جهدا في شق الشيعة وايصالهم الى قتال دموي ، هنا نعود الى القادة الشيعة المتصديين للعمل السياسي ، هل لدى المتصديين بصيرة وأيمان مجتمعتا ام لا ؟ ، بصراحة؛ نحن الشيعة اطحنا بشخص اراد اخراجنا من الهيمنة الامريكية ، من خلال المشاركة في المخطط الامريكي بعلم أو من دون علم ، لأننا بصراحة لا نتملك قادة ذو بصير وذو ايمان ، فنضع انفسنا في المهالك .
امس وزير الصدر يخير المتظاهرين ، في ذات الوقت الكاظمي في الانبار ، والحلبوسي في الفلوجة ، كاد ان يحدث ما يصفوا له الامريكي والمنافقين ، لم يتحرك الكاظمي بالعكس كان ينتظر كيف ستكون ردت الفعل !، ليأتي المالكي بتصريح قوي طالب فيه المتظاهرين بالخروج ، وحمل القوات الامنية ما ستؤول الية الاحداث اذ لم تقم بواجبها ، ليعزز ذلك ببيان من قبل الاطار الذي دعا فيه الى انهاء هذه المسرحية ، بعد ان رأى جدية وصلابة في الموقف ، ولا تراجع عن تشكيل الحكومة ، دع الصدر اتباعه الى الانسحاب ، يتبعه الكاظمي بنفس الخطاب .
نستنتج من ذلك ، ان دخول البرلمان والخروج منه كان متفق عليه ، الهدف ثني الاطار عن تشكيل الحكومة ، والرجوع الى التفاوض مع الصدر ، وجس النبض مدى صلابة وقوة اعضاء الاطار ، اضافة الى ذلك عطاء وقت اكثر الى الكاظمي ، ليتسنى له اتمام مهمة في تدمير الشارع الشيعي .
السؤال الاهم الى القادة الشيعة ، الى متى تبقى الشيعة في دائرة الفتن والعوز والفقر ، الى متى نبقى اسرى المؤامرات ، الى متى نعطي ولا نجني غير الدم ؟؟؟ لا محابات ولا مجاملات ، أما حان الوقت يا قادة الشيعة لوضع النقاط على الحروف .
كندي الزهيري …