الجمعة - 29 مارس 2024

اين كان الحوار قبل زحف جمهور التيار؟!

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


عدنان جواد ||


بعد ان زحف جمهور التيار الصدري للبرلمان، وفتحت امامه البيبان، وبعد ان رافقته قناة الشرقية ، والعراقية ، والعربية، وكانت تنقل الاحداث اول بأول، فتم تجاوز حاجز الصد الاول، وبعدها بفترة قليلة عاجل اخر، بتجاوز حاجز الصد الثاني، والثالث الى ان استقر المتظاهرون في مبنى البرلمان، وكما قال شخوان عبدالله النائب الثاني في البرلمان العراقي “ان الشعب دخل بيت الشعب للتعبير عن رايه” فردت عليه سروة عبد الواحد لماذا لا تسمحون للشعب الكوردي في دخول البرلمان في كردستان؟!، فانتشرت الفيديوهات عن الحمامات المبردة، وعن “المرايات الحساسة على اللمس” وعن النافورات الممتلئة بالماء والتي مارس فيها المتظاهرون السباحة، يعرف عن جمهور التيار الصدري التظاهر بمجرد ما يطلق وزير القائد تغريدته، وانه سبق وان دخل البرلمان، ولكن في هذه المرة هناك دعوات للذهاب لسلطة القضاء وهذا امر خطير، فهي اهم مؤسسة في الدولة وهي من تصحح الاخطاء، وعندما تكون قراراتها الحيادية، ليس في مصلحة احد الاحزاب يتم تهديدها والنيل من القضاة فيها!، ولحد الان لا نعرف مطالبهم التي يتظاهرون من اجلها!، كنا نتمنى ان يطالبوا بتوفير الكهرباء وخاصة في المناطق الشعبية التي خرجوا منها فاليوم درجة الحرار (51) والكهرباء في كل خمس ساعات تأتي ساعة واحدة متقطعة، لكنهم كما يبدو ينتظرون التعليمات!!.
التساؤل لماذا دعا الجميع للحوار ، اين كان هذا الحوار ، قبل (9) اشهر من وقت اجراء الانتخابات، ولماذا لم ترفض الاحزاب وخاصة الاطار نتائج الانتخابات حين علمت انها مزورة؟!، ولماذا لم يذهبوا للسيد مقتدى ويشكلوا الكتلة الاكبر حتى وان منحوه صفة رئيس التحالف او زعيمه، حتى يبقى البيت الشيعي موحد، ولماذا جميع الاحزاب ومن جميع الطوائف والقوميات اعترفت بالفشل والفساد بما فيهم من يتظاهر اليوم ويدعي الاصلاح، فنحن اليوم امام مشهد صعب، ولابد من وجود مسؤولية وطنية واخلاقية وتاريخية، وان نسمي الاشياء بمسمياتها، مع الاسف وبعد ان كان البيت الشيعي موحداً، بقيادة موحدة كانت ترى النجاح بوحدة الصف وعدم التفرقة ، فالمرجعية وضعت القطار على السكة حين وحدت الشيعة في البداية ايام الشمعة والائتلاف الوطني الموحد، لكن الساسة والكثير من الجمهور لم يكونوا اوفياء، فبعد وفاة سماحة السيد عبدالعزيزالحكيم(قدس) الذي كان يأخذ توصيات المرجعية وتوجيهاتها ويطبقها كان القرار الشيعي واحداً، لكن تفرق الشيعة الى كتل واحزاب تسقط بعضها البعض بعد ذلك، وكل تفكيرهم بالسلطة ومزاياها، فظهرت الصراعات واخرها بعد الانتخابات الاخيرة، وفي تشكيل الحكومة وشكلها، فالاطار ارادها توافقية تجمع الجميع، والتيار الصدري ارادها اغلبية بعد ان تحالف مع الديمقراطي الكردستاني والحلبوسي، وطيلة تلك السنوات لم يصل الى تفكيرهم ان السلطة والقوة يمكن ان تنتزع منهم، وهم يقرون انهم مقصرون بحق الشعب، وان سياستهم وتنافسهم السياسي على المناصب، قد اعمتهم عن حالة الفقر والجوع والفساد ونقص الخدمات وعدم توفر الكهرباء لأبناء مناطقهم، وتقريبهم المنافق الكذاب والفاسد، وانهم بمجرد وصولهم لكرسي الحكم وضعوا النظارات السود وركبوا السيارات السود، وسكنوا القصور البيض، واغلقوا موبايلاتهم ودورهم القديمة، ماعدا القلة القليلة منهم، ومجاملة الاخر وهم يعلمون انه يريد لهم الشر وانه لا يتحالف مع اي احد منهم الا من اجل مصالحه واشعال الفتنة بينهم، وهاهم من جاملوهم بالأمس ،اليوم يرقصون على الجراح ويشعرون بالفرح لهذا الانشقاق.
صحيح ان جمهور التيار الصدري جمهور حزبي لا يمثل الشعب العراقي بأكمله ، ولكنه مطيع لقائده الذي استثمر في جمهور ابيه، وان اغلب القيادات من الصف الاول والثاني والثالث وهم من المناطق الشعبية، يتفاعلون مع ناسهم مكاتبهم مفتوحة، لا يغلقون الموبايلات، يلبون طلبات مواطنيهم ومشاكلهم الشخصية مع الدوائر الحكومية، لذلك هم يخرجون بدون معرفة من اجل اي شيء يتظاهرون، والدليل عندما تسالهم عن سبب خروجهم؟، يقولون نحن نحمل مطالب تهم جميع المواطنين، وحين تسالهم عن المطالب، البعض يقول حل البرلمان، والبعض يقول تغيير النظام من برلماني الى رئاسي، ويرفضون تولي السوداني لرئاسة الوزراء لأنه تابع للمالكي، وانه لا يستطيع محاسبة الفاسدين، ويقول المتلون فتاح الشيخ ومن على قناة الشرقية ان المشكلة تنتهي بانسحاب المالكي من العملية السياسية، وان لا يكون مكان للفاسدين في الحكومة القادمة، ورفض التدخلات الخارجية، والحقيقة ظهرت في تغريده لوزير القائد ( محمد صالح) الذي قال لهم انتظروا المطالب، سنرسلها لكم بعد حين، ولكن زج الجمهور في الخلافات السياسية والحزبية والتنافس على المناصب فيها مخاطر كبيرة، فالبلد يعاني من عدم الاستقرار ، ولازال داعش يهدد وينفذ عملياته، والبرلمان معطل، وتدخل الدول في شؤوننا من خلال عملائها، الذين يغذون الصراعات والخلافات، وقد تتطور الى فتنة يستخدم فيها السلاح فتحرق الاخضر واليابس، ولكن هل الاعتداء على مقرات الاحزاب الاخرى من الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير؟، وتعطيل مؤسسات الدولة بحجة التظاهر والاعتصام صحيحة، وعند الحديث عن الاخطاء والفشل فالجميع لديه اخطاء، فهذا محافظ العمارة ومنذ 14 سنة ماذا قدم لأهلها لازالت تعاني من جميع النواحي.
فالدعوة للحوار لابد من القبول بشروط سيد مقتدى، واولها محاسبة المالكي وحصر السلاح بيد الدولة فهل هذا ممكن؟، وربما تتطور الى تغيير النظام السياسي، وكتابة دستور جديد، او اجراء انتخابات مبكرة اخرى، مع بقاء الحكومة الحالية، وفي الحوار لابد من وجود شخصية مقبولة ومؤثرة على الطرفين، ولديه حلول ترضي الاطراف المتنازعة، فإما يقبل بترشيح شخصيات لا تمت بصلة لا للتيار ولا للاطار، تشكل حكومة من ناس اختصاص، او التفاوض على مرشح يرضي الطرفين، والا فالتيار جزء من الفشل ، وكفى برمي الفشل احدهم على الاخر، فيكون الاول مصلح والاخر ضد الاصلاح، وكل الحكومات السابقة المتهمة بالفشل لدى اغلب الاحزاب وبما فيهما التيار والاطار وزراء ووكلاء ومدراء، والحوار يحتاج تشريع قوانين، منها قانون الانتخابات والموازنة والمفوضية والقوانين لا يشرعها الا نواب في البرلمان، وهناك حقيقة ان المنظومة السياسية كلها متهمة بالفساد، وهذا واضح بعد 2003 كانت قيادات الاحزاب الحالية لا بيوت ولا قنوات فضائية وووو، والجميع يجمع على ان الفساد في المكاتب الاقتصادية، ومن جميع الطوائف والقوميات، والقضاء هو الفيصل فيجب ان يحترمه الجميع، واذا اراد قيادات الشيعة تصحيح اخطائهم، الانفتاح على الناس وترك التعالي والفوقية، وصرف الاموال لمستحقيها والاستفادة من تجارب العتبات المقدسة ومؤسساتها الخدمية في جميع جوانبها، والاتفاق على انشاء مجلس اعلى شيعي جامع ، يأخذ تعليماته من المرجعية، يمتثل لكل ما تقول، ومن يتمرد عليها او يسوف ينبغي ان يطرد من هذا المجلس، عندها ستستقر الامور، والا فالجميع قادة ورؤوس (وياهو اليجي يكول اني ابن الحبنة) لا حوار ولا اتفاق ينجح او يدوم من دون قناعة وارادة وتصميم وهدف يجمع الجميع، والعالم اليوم يسمح لعودة العراق كدولة مستقلة بعد انشغال الولايات المتحدة الامريكية مع روسيا والصين، ووحدة البيت الشيعي وصدق الحوار وجديته ، سوف يوحد العراق وسيكون في مصلحة الجميع.