الخميس - 28 مارس 2024

عصام..الدرس العباسي المعاصر ..!

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


د . بلال الخليفة ||

فتى ما جنى ذنبا سوى انه انتضى
حساما بوجه الظلم مالان جانبه
الدروس العاشورائية كثيرة جدا وبما ان اليوم هو السابع من محرم وهو مخصص لابي الفضل العباس الذي ترافق اسمه بالوفاء لاخوه الامام الحسين عليه السلام، حتى انه اصبح ايقونة الوفاء وايقونة الاخوة.
يوجد حديث ان كل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء، اي ان مصاديق واقعة عاشوراء لازالت تتكرر في كل زمان وكل مكان لكن تحت مسميات مختلفة وحيث ان المصاديق تبقى ثابته وهي وجود معسكرين هما معسكر يزيد اي معسكر الباطل ومعسكر الامام الحسين وهو معسكر الحق.
في هذا الوقت شاهدنا بأم اعيننا كيف تكرر مشهد العباس واخية الامام الحسين، حينما اجتمعت عليه اراذل الدنيا جميعا وهو وحيدا، هو واخيه لا غيرهم، كيف هجمت عليه الوحوش البشرية وعسلان الفلوات تهمش بلحمه وتدوس صدره ولم يشفع له انه جريح لا يستطيع الدفاع عن نفسه، تلك اللحظة كأن السماء قد انطبقت على الارض وخلت من الناس واقتصرت على الوحوش والاراذل، هجموا عليه من كل صوب وهنا انبرى عباسنا وهو يدافع ويذود عن اخيه الجريح، لم يهمه كثرتهم ولا وحشيتهم ولا خستهم، بل كل ما يهمه هو كيف يدفع الاذى عن اخيه الجريح.
عصام، يا عباسنا، والله لقد دافعت بشجاعة منتهية النظير حينما التفت الدنيا كلها ضدكم، لم يهمك كثرتهم لانك تعلم انك واخوك على حق، لم تبالي لهم فانت على يقين بان الذي يفصلك عن الجنة هي لحظات تذود بها عن اخيك الجريح ومن ثم ترتفع روح مع العباس عليه السلام في عليين.
خسئوا وخسروا قاتليك وفزت انت واخيك، حتى صرتم رمز الاخوة وانتصرتم بدمكم كما انتصر الحسين عليه السلام بدمه على سيف الظلمة، وستخلدون من قبل الاحرار ابدا، وسيلعن قاتليكم ما بقي الزمان.
ـــــــــ