الخميس - 28 مارس 2024

الحائري البصيرة لو تجسدت..

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


مازن الولائي ||

لأول مرة في التأريخ الشيعي القديم والحديث تحصل أن يتنحى مرجع من مهام المرجعية ويعتذر لجماهير الأمة الإسلامية ولمقلديه ببيان كان عبارة عن عصارة فكرية عمرها كل عمر مرجعنا الحائري الشجاع والمتصدي والذي كان ثقة لمراجع آخرين، ومنهم السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر حيث قال: الحائري بعدي الاعلم مطلقا، من وجهة نظره طبعا. هذا العلم الخطير في فكره وعميق وعيه، وتصديه لجلاوزة البعث ومن يديم بقائهم في جسد الشيعة، كان استثناء من الكثير ممن وصلوا لهذا المقام – المرجعية – دون محاولة تغيير الواقع بمثل ما صدر عن مرجعنا الغيور والذي كان مرآة حقيقية لمثل الفيلسوف والمرجع العبقري السيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف وعلى نهجه الثوري المحارب لكل المستكبرين وأولهم أمريكا وبريطانيا بشكل واضح لا لبس فيه.
ما قدمه السيد الحائري في اعتذاره عن التصدي للمرجعية وإكمال مشواره معها وهو لازال حي يرزق بدليل بيانه الذي حرره والذي وضع فيه بشكل عميق وشرعي وهو وصية خالدة سيعرف قيمتها من وفقه الله تعالى وشرح قلبه للأحكام الشرعية وإتباع المرجعية بشكل واعي وحقيقي. بيان كان من الشجاعة والتشخيص المهم والضروري عبر فيه عن توقف مشواره قبل حلول اجله الذي نسأل الله تعالى أن يكون بعيدا جدا، وهو بالضبط عمل كما هي سيرة المرجعية النزيهة التي تعمد الى كسر الاختام أو وفاة المرجع وتوقف كل الاذونات فور رحيل المرجع، ومرجعنا فعلها في حياته وتنازل عنها بروح التقي، والورع، والمتواضع والذي لا تشكل عنده الدنيا إلا عفطة عنز كما قال جده أمير المؤمنين عليه السلام، ولم ينبهر بها ولا بمناصبها ولا العقارات ولا الإتباع ولا اي زخرف غرق به خلق كثير!
وأهم تلك الوصية النبيلة هو توجيه الأمة نحو قيادة السيد “الولي الخامنائي المفدى”، والذي قضى هذا المرجع النقي عمره مشيرا له بالسر والعلن، فمليار تحية لك أيها العلم الكبير والخزانة من الأدب والتقوى والخلق العلوي الحسيني المهدوي وجزاك الله عنا كل خير بحق محمد وآل محمد عليهم السلام..

“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر ..
ــــــــ