الجمعة - 29 مارس 2024

لبنان فرَضَ نفسه بقُوَّة المقاومة بوجه أميركا وإسرائيل،

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


د. إسماعيل النجار ||

الدولة العُظمَى الأولى في العالم، أميركا التي أصبحت تُفضِل اليوم التعايش مع لبنان ثري مزدهر وقوي، على أن يكون بَلَد محاصر ومأزوم إقتصادياً وشعبه يعاني، وذلك بعدما فشلت مشاريعها العقابية الإقتصادية بوجهه الأمر الذي دفع بالمقاومة إلى رفع سقف التحدي والإستشراس بوجهها، والجميع يستذكر إستقدام حزب الله لسُفُن المازوت الإيراني عبر سوريا، وتهديد السيد حسن نصرالله بأنَّ مَن يريد تجويعنا سنقتله ونحن لن نجوع،
أيضاً حرمان لبنان من حقهِ بإستخراج الغاز والنفط من البحر إنعكسَ شراسة أكبر ضد أميركا وإسرائيل وجعلَ قادة المقاومة يفكرون ألف مرة بتحويل فائض القوة التي يمتلكونها من الدفاع إلى الهجوم، واتخاذ قرارات خطيرة وصعبة بإعلان الحرب على إسرائيل ومنعها من استخراج الغاز من الحقول الفلسطينية في حال لم تسمح واشنطن للشركات العالمية بالتنقيب في البلوكات اللبنانية،
ونجحَ السيد نصرالله مجدداً في فرض معادلة غازنا أولاً وإلَّا لن يستخرج أحد فأرتبكَ العالم الذي لم يَكُن يتوقع أي إقدام من حزب الله الذي فاجئَ الجميع بقوته وقدرته وتصميمه وشجاعته وإصراره،
هنا إنقلبت الصورة وبدءَ البحث يدور بشكلٍ جَدِّي حول السماح للبنان بإستخراج ثروته وازدهاره ظناً منها بأن الشعب اللبناني سيتأقلم بالإنتعاش الإقتصادي الحاصل ويعتاد عليه، ما يجعل سلاح المقاومة مجمداً في ثلاجة التحول الإقتصادي،
إذاً التعايش مع سلاح حزب الله الى جانب الإزدهار الاقتصادي والمالي، أصبحَ فكرة أميركية لم تخرج للعلن تفضلها واشنطن على لبنان منهار ومحاصر ومستشرس،
الأمور قيد النضوج ومن أجل تنفيذ الفكرة الأميركية لا بُد من مبرر لها وهي حرب محدودة بين لبنان واسرائيل تنتهي بفك الحصار ورفع المنع عن الشركات،
لبنان القادم مزدهر بقوة المقاومة وليسَ بقوة الدبلوماسية اللبنانية الجبانة والخائنة،

بيروت في…
31/8/2022