الجمعة - 29 مارس 2024

كربلاء والسيستاني ونداء القدس

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


منهل عبد الأمير المرشدي ||
إصبع على الجرح ..

في مشهد نادر قّل مثيله اجتمع في حرم الإمام الحسين عليه السلام بالتزامن مع زيارة الأربعينية جمع من كبار علماء المسلمين من شتى ارجاء المعمورة اضافة الى نخبة من المفكرين والشخصيات المهمة امثال حفيد القائد الإقريقي نيلسون مانديلا وحفيد محرر الهند نهرو غاندي وشخصيات اخرى من امريكا الجنوبية وروسيا والصين وكوبا في مؤتمر نداء القدس .
كانت جميع الكلمات التي القيت في جلسات المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام تنادي بوحدة المسلمين ونبذ الطائفية والدعوة للعمل الجاد على تحرير المسجد الأقصى من احتلال الصهاينة والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . صدحت اصوات المتحدثين عاليا برفض التطبيع وإدانة المطبعين واعتباره خيانة وذل وخنوع .
ما لفت انتباهي في المؤتمر الذي اقيم بتوجيه ورعاية المرجع الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني هو ان غالبية العلماء الحاضرين والشخصيات الفكرية التي تم دعوتها من اخواننا اهل السنة بل إن بعضهم قام بدور عرافة الحفل وتقديم الضيوف فكانوا هم اهل الدار وصحن الإمام الحسين عليه السلام صار بيتهم ومنبرهم الذي عبّروا من خلاله عن حقيقة مشاعرهم ببصيرة ويقين من دون تردد حيث انبرى شعار الحسين الخالد هيهات منّا الذلة على لسان علماء فلسطين وسوريا وروسيا والمغرب والجزائر ومصر ودول شرق اسيا كما كان لكلمة حفيد نيلسون مانديلا صداها وهو يقرأ نصوصا مما اشاد به الراحل مانديلا بثورة الحسين وما تعلم منه في ثورته ضد التمييز العنصري وكذلك لسان حال حفيد محرّر الهند نهروا غاندي الذي تعلم من الحسين كيف يكون مظلوما فينتصر .
الدلالات التي ينبغي الإشارة اليها من خلال هذا المؤتمر يمكن ايجازها بمايلي . في عراق تسوده الفوضى والفساد وينهب فيه الفاسدين كل شيء ثمة حقيقة كبرى تختلف عن واقع الحال الكارثي الذي تمر به البلاد تتمثل في كربلاء المقدسة . كربلاء التي تبنت العتبة الحسينية المقدسة واالمتولي الشرعي لها وكيل المرجع الأعلى سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي إقامة مشاريع كبرى بها حولّت مساحات شاسعة من الصحراء الى بساتين للنخيل المثمر وأقامت المصانع الكبرى للأدوية والمواد الكيماوية والتعليب والصناعة اضافة الى احدث مطار في العراق قيد الإنجاز في مراحله الأخيره .
كربلاء التي تتنعم وتنهض برعاية سماحة السيد السيستاني دام ظله الوارف صارت مركزا دوليا للمراكز الصحية المتطورة من دون اغفال رعاية الفقراء والمحتاجين وعوائل الشهداء والجرحى وشمولهم بالإعفاء من تكاليف العلاج .
كربلاء الحسين تأتي اليوم في مؤتمر نداء القدس لتقول للعالم اجمع ان حكومة الفساد في العراق لا تمثل حقيقة العراقيين الشرفاء وان مؤتمرات التطبيع التي يحضرها الكاظمي في القاهرة مع الاردن والبحرين والإمارات لا تمثل العراقيين من بعيد او قريب .
ما يحصل في كربلاء من نهضة عمرانية وخدمية مصداقا لنهج دولة العدالة والإسلام برعاية شبل الحسين عليه السلام ابا محمد الرضا. مؤسسة العين التي تصرف المليارات سنويا على رعاية عوائل الشهداء والأيتام واقامة المجمعات السكنية لهم في مختلف المناطق من العراق وكل ما نراه ونشهده في كربلاء ما هو الا بشارة خير لكل عراقي غيور شريف ولكل محب لآل بيت المصطفى إننا بخير بفضل الله والشيبة المباركة في النجف الأشرف وما نحتاج الا الصبر والتقوى والعودة الى الله بصدق النوايا وسلامة القلوب فالمرجعية الدينية العليا نعمة كبرى وحقيقة نعيشها ونحياها وكل ما سواها او يتعرض لها ما هو الا وهم وخيال ليس الا ,
اخيرا وليس آخرا ندعو لأن يناط الملف الأمني في كربلاء بالحشد الشعبي حصرا اضافة الى قوات الداخلية والحمد لله رب العالمين .
ـــــــــ