الخميس - 25 ابريل 2024

لم أخدم الزائر الايراني

منذ سنتين
الخميس - 25 ابريل 2024


عباس زينل ||

تكثر الأقاويل أيام زيارة الاربعين، فترى البعض يتحدث عن الاقتصاديات، كأن يسألون ويتسائلون لماذا لا يفرض الجانب العراقي رسوم الفيزا على الزوار الايرانيين، وتبدأ العقليات الاقتصادية بالحسابات والجمع والطرح كم يكون المبلغ لو فرضنا ذلك، والبعض يتحدث عن الدخول النظامي وبأعداد محدودة، والبعض يقول ماذا لو ان الجانب الايراني يقدر هذه الخدمة.
صراحة يبدو لي حتى الشيعة الغالبية منهم لم يفهموا الاربعينية، كأن الذي يفكرون بها؛الآخرين لا يملكون عقولًا كي يفكروا به، عزيزي بكل بساطة لغة الأرقام بالحسابات المادية في الأربعين تسقط، تبدأ لغة الاعداد فقط، ويبدأ السباق بين الخدام اهل المواكب، حيث المعترك على خدمة الزوار، ويتقاسمون الزوار فيما بينهم حتى لا يحدث خلافًا، أنت الذي تتحدث عن رسوم الفيزا والذي قد يكون مقداره حدود ال5 آلاف دينار عراقي، هل تعلم بأن خدام المواكب ينصبون سيطرات لإيقاف السيارات التي تنقل الزوار الايرانيين؛ لكي يدفعوا حساب النقل بدلًا منهم، هل تعلم بأن بعض اهل المواكب وصلوا مرحلة يوزعون مبالغ مالية في المواكب بدلًا عن الأكل، نعم أنت تتحدث عن تحديد الأعداد القادمين وتنظيمهم، لكن ماذا رأيك بأن الحسينيين ينتظرون بفارغ الصبر الإحصائية الحكومية؛ في تحديد الاعداد النهائية للزوار، فإن كانت الإحصائية اقل من 20 مليون فهذا يزعج الخدام؛ لأنهم تعودوا على أكثر من هذا العدد، ركز عزيزي 20 مليون زائر بينما مدينة كربلاء القدرة الاستيعابية السكانية لها 5 ملايين بالزائد، كيف تستقبل كربلاء وتستوعب هذه الاعداد؟ اذن لا شك البركة الحسينية متكفلة بالأمر.
حتى وإن فرضنا رسوم على الزوار وكانت المبالغ خيالية، ماذا تتوقع هل هذه المبالغ تكون في ايادي أمينة، لطالما شاهدناكم تتحدثون عن فساد الحكومة، ماذا أصابكم لكي تؤمنون بأن المبالغ التي ستحصل من الزوار؛ ستصرف من اجل المواطن العراقي، هل ذهبتم يومًا الى المنافذ الحدودية والمطارات، هل شاهدتم مدى تأخيرنا عن منافذ ومطارات العالم، قبل هذه السنة فكل السنوات كانت هنالك رسوم، ما هي النتيجة هل قاموا بتبليط شارع يليق بهذه الاعداد؟ هل قاموا بترميم منفذ او مطار يليق بإسم العراق ومكانته، ولاسيما انه البلد الوحيد الذي يقصدونه الملايين خلال فترة قياسية.
اذن لا منطق العقل يقبل بالفلسفة هذه، وانت تعلم بفساد المسؤولين وعدم اكتراثهم بالوضع بشكل عام، ولا العاطفة والمشاعر المرتبطة بالحسين وقضيته،
وأخيرًا للذين يربطون السياسة بالأربعين، ويقولون ماذا لو قد كو الجانب الايراني هذه الخدمة، عزيزي أرجوك ودائما أؤكد عليك هذا؛ لا تتحدث بإسم الملايين، لا في السياسة لا في الدين لا في الخدمة، فأنا عندما أخدم لا اريد اي مقابل ولا تصفيق ولا رياء، كل الذي أريده هو نظرة من الحسين،
فهذه الخدمة مارثون حسيني سريع، فعندما لم اقدم وجبة واحد في يوم واحد فقط للزوار؛ اتندم وأبكي بعد الاربعين وأقول لم أخدم الزوار.