الخميس - 28 مارس 2024
منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


احترام المُشرّف ||

((قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ )) من سورة يونس- آية (58).
ورسول الله هو الفضل وهو، الرحمة التى تستحق الفرح والابتهاج التى هي خير مما يجمع الجامعون لو كانو يفقهون،
ولكن ومع الأسف ما إن تبدأ تباشير شهر ربيع الأول وتنجلي الصدور وتتنفس الأرواح شذى وعبق عطر ولادة المصطفي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، إلا وتبدأ الأصوات المولولة والمحرمة للاحتفال بالمولد النبوي.
بداية وقبل أن نبدأ الحديث أود أن أقلد من يقرأ ماسيرد هنا أمانة الله وعهده أن يسأل نفسه ويجيب عليها بصدق وأمانة هل موقفه من كل ما سيذكر لاحقا كما هو موقفه من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف .
وهنا نبدأ كما أعرف وتعرفون جميعًا رجال ونساء أنه ورغم وأننا في حرب وحصار وغلاء في المعيشة وانقطاع للرواتب ووجود الكثير ممن قد طمرهم الفقر، كل هذا موجود ونراه طوال العام.
وفي المقابل هناك وطوال العام الاحتفالات التى ما أنزل الله بها من سلطان، وهناك الإسراف الذي حتى الشياطين الذين هم إخوان المسرفين قد خافو منها،
هناك المباهات في كيف تكون الحفلات والولائم لنأخذ على سبيل المثال الخطبة وعقد القِرآن ومايقدم فيهما حتى أن ثمن القطعة القماش يصل إلى مبالغ خيالية ناهيك عن مايقدم للحضور، وما هذا إلا البداية فالآتي أعظم لتبدأ مراسيم الزفاف التى والله على ما أقول شهيد ومن خلال ماسمعت في جلسات التفاخر بين النساء أنه يكفي ماينفق في العرس الواحد ما يمكن أن يكفي لعرس خمسة إلى ستة شباب، أو مايكفي لتقديم معونة غذائية متكاملة لأكثر من خمسة عشر أسر على الأقل.
واضف على ذلك مايكون في الولاد، وفي أعياد الميلاد وفي حفلات التخرج وووالخ . مع العلم المؤكد أن هذه الولائم والحفلات لايحضرها الفقراء ولانصيب لهم إلا رائحة الاطعمة التى تعد لغيرهم .
كل هذا يحدث الآن والكل يعرف ويرى ويشارك ويحتفل ويبارك ولانسمع إنكار من أحد مع أنها منكرات وبذخ من من لديهم سعة في الرزق والذين لا يرون إلا أمثالهم وكيف يتفوقون عليهم ليكون هم حديث الساعة.
وهنا نقول: لماذا يامؤمنين يامن يؤلمكم جوع الفقراء والمساكين وتتقطع أفئدتكم عليهم؟! لماذا لاتنهون المنكر بكلمة وأنتم تشاهدون بل وتحضرون مثل تلك التبذيرات ؟!.
ستقولون: لاشأن لنا بهم هذا مالهم وهم فيه أحرار سأقول لكم إذا كنتم تخشون ردة الفعل إذا أبديتم إنكاركم لهم وجها لوجه، هناك وسائل آخرى فأنتم تعرفون أن إنكار المنكر واجب شرعي وديني باليد فإن لم تستطع فباللسان فإن لم تستطع فبالقلب.
فلماذا لم نرَ قلما واحدا ينبري ويفند تلك المنكرات لماذا لم نسمع خطيبا واحدا يتطرق لتلك التصرفات! لماذا لم نرَى أي استنكار لما يحدث حتى في وسائل التواصل الاجتماعي على الأقل حالات الواتس آب. لماذا الكل كما يقال سمع هس.
حتى إذا أقبل شهر ربيع الأول وبدأ المؤمنون وأعيدها المؤمنون بدأو في الإعداد والتجهيز للاحتفال بميلاد سيد ولد آدم بميلاد سيد الآنبياء والمرسلين بميلاد حبيب رب العالمين بميلاد رحمة الله للعالمين بميلاد بدر التمام وسيد الأنام وخير من صلى وصام.
بدأت الأصوت الساكتة عما يحدث طوال العام بدأت بالولولة والصراخ والتبديع والإنكار وأصبحت تزغلل أعيونهم ويصابون بالدوار أن رأو البيوت والشوارع تزين باللون الأخضر وكأن هذا القماش يحرق أجسادهم وبدأو بالتقزم أمام رفع اسم الحبيب محمد في الأماكن العامة، واستغشوا ثيابهم وجعلوا أصابعهم في أذانهم حتى لا يسمعوا الأصوات وهي تشدو وتترنم بالصلاة والسلام على حبيب القلوب وسيد الوجود.
يمر عام بأكمله والكل في احتفال بأمور دنيوية واستكثرتم شهر واحد يخصص للاحتفال برحمة الله للعالمين، هذا مايحدث طوال العام فعلاً وليس افتراء وذاك مايقال في ذكرى المولد النبوي من المتقولين.
عذرا رسول اللّه فأمتك أباحت كل شيء وأحلت كل شيء إلا الاحتفال بمولدك، عذراً رسول اللّه فأمتك لاترى الفقراء والمحتاجين إلا فيما ينفق في مولدك، مع العلم أن الفقراء والمساكين يفرحون بمولدك فهم يعرفون قدرك ويعرفون أنهم ليسو سوى قميص عثمان الذي يرفع كلما أتى مولدك، عذراً رسول اللّه فأمتك تحتفل بميلاد المسيح عليه السلام وتحرم الاحتفال بمولدك ياسيد الأنام عذراً رسول اللّه إنهم ماقدروك حق قدرك ،عذراً رسول اللّه عذراً رسول اللّه.

ــــــــــــ