الخميس - 28 مارس 2024

هل قال يسوع المسيح : (من تزوج بمطلّقة يزني).

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


إيزابيل بنيامين ماما آشوري ||

التوراة لا كلام لنا معها ، لأن حالها ضد المرأة معروف، فقد اعتبرت أربعة من النساء (رجس) والرجس هي (عين النجاسة) مثل لحم الخنزير، او عظم الكلب والخمر. فأعتبرت اربع من النساء لو اصابت أي امرأة حالة واحدة من الحالات الأربع لأصبحت رجس لا يُمكن الاقتراب منها .
يقول سفر اللاويين : (أما الأرملة والمطلقة والمدنسة والزانية فمن هؤلاء لا يأخذ). (1) هذه الأربع لا يجوز الزواج منهن ، ومن يفعل ذلك يُقتل. ولكن رب التوراة عندما وضع هذا التشريع لم يُبين لنا ماذا وكيف تفعل المرأة الزانية او المطلقة والأرملة والمدنسة؟ هل إذا تابت الزانية سوف تُحذف من سجل اللعنات الأربع. لم يقل لنا رب التوراة اي شيء عن ذلك ، فقد رمى بهؤلاء النسوة في الشارع من دون حكم فأصبحن منبوذات وهن أمام خيارين لا ثالث لهما : إما الانتحار ، او الانغماس اكثر في رذيلة الزنا من اجل ان يحصلن على لقمة العيش. لقد حكم عليهن رب التوراة بالاعدام ودفنهن وهن أحياء.
عندما اطلقتُ سؤالي هذا وطلبت من الآباء المقدسين ان يُقدموا للنساء حلا ، لأن الأرامل تكاثرت بسبب الحروب ،والطلاق كثر بسبب تعقيدات الحياة وكذلك يجب فتح باب التوبة للزانيات، فهن خلق الله الأضعف والكنيسة والمجتمع يتحمل مسؤولية انحرافهن. ثم صرخت يوما بوجهة احد الكهنة : جدوا حلا ، وإلا انتم ترمون بالمسيحيات في احضان الأديان الأخرى لأنهن يجدن الرحمة في تلك الأديان. تسعين ارملة اعرفهن من الآشوريات ممن قتل داعش ازواجهن تزوجن من مسلمين من الحشد الشعبي ومن الاكراد البيش مركه لانهن لا يردن ان يصبحن منبوذات.
فكان جواب الكنيسة السكوت، لقد هيمن الفكر اليهودي المتطرف على الكنيسة أيضا. الفكر اليهودي الذي يرى المرأة اساس الشر والمتحالفة مع الشيطان ضد الرجل لاخراجه من الجنة ، ولذلك لا يسمحون للمرأة ان تقرأ الكتاب المقدس ولا ان تلمسه ولا ان تتكلم في الكنائس ودور العبادة لأن إبليس سوف يتسلل من خلال كلامها.
بعد أن امعنت داعش قتلا بالمسيحيين والايزيديين وغيرهم ، كتب الكثير من القساوسة إلى الحبر الأعظم لأنهُ نائب الله في الأرض يطلبون منه حلا للأرامل والأيتام. وبعد فترة طويلة ورد الجواب ، حيث اجاب البابا بقوله : نحن لا نخالف كلام ربنا يسوع المسيح الذي يقول : (كل من يطلق امرأته ويتزوج بأخرى يزني، وكل من يتزوج بمطلقة يزني).(2)
ويؤكد الكتاب المقدس بأن الزواج محرّم من اربعة كما يقول سيدنا موسى في لاويين : (الأرملة والمطلقة والمدنسة والزانية فمن هؤلاء لا يأخذ). (3)
فإلى اين تذهب الأرملة مع أيتامها يا قداسة الحبر الأعظم، ولماذا اغلقتكم الباب بوجه الزانية الخاطئة، ولماذا حكمتم على المطلقة بالانتحار او ممارسة الزنا والرذيلة.
ثم كتبت جملتي الشهيرة التي اثارت الرأي العام ضد الكنيسة : (لماذا اذا تطلقت او ترملت زوجة الكاهن او القسيس يجوز لها الزواج والتمتع بالحياة الزوجية مرة آخرى ، ولا يجوز لبقية الأرامل والمطلقات من عامة الناس أن يفعلن ذلك لأنهم مدنسات). هل الرب عنصري ، هل هناك تمايز في احكام الرب ضد هذا المخلوق الذي خلقه. لماذا يجوز لأرامل القساوسة (الكهنة) وبناتهم إذا ترملن ان يتزوجن ، ولا يجوز لعامة النساء. هل مسيحكم يختلف عن مسيحنا ، هل ربكم غير الذي نعبده. هل صحيح ان هذا الكتاب المقدس من عند الرب ؟؟!!
تقولون لي اين فعل الرب ذلك ، فأقول لكم الم تقرأوا ما ورد في سفر اللاويين من وصية الرب بابنة الكاهن أو ارملته ما معناه : ( وأما ابنة كاهن قد صارت أرملة أو مطلقة فيجوز الزواج بها لأنها مثل العذراء). (4)
اشلون الأرملة مثل العذراء ، هاي ما فهمتها. اكيد لانها ابنة الكاهن.
احتج الكثير من الآباء المقدسين على ما اكتبه واقوله أو اصرخ به بوجوههم وخصوصا بعد أن افتيت بعدم حرمة زواج المطلقة او الأرملة ، وافتيت بجواز توبة الزانية او المدنسة التي ترغب بالعيش كامرأة صالحة في المجتمع.
فقلت لهم . عجيب امركم مريب قولكم لا تقبلون للمطلقة او الأرملة أن تتزوج لتبدأ حياتها من جديد او لكي تعيل ايتامها ، ولكنكم تقبلون الهبات والهدايا والنذور منها ؟؟ ما هذا ، ما بكم .
فقالوا واين ذلك ؟
قلت لهم في سفر العدد من كتابنا المقدس يقول : (وأما نذر أرملة أو مطلقة ، فكل ما ألزمت نفسها به يثبت عليها).(5)
فإذا عرفنا الأرملة والمطلقة والزانية ، فهل تعلمون من هي المدنسة؟؟؟
كم انت مسكينة ايتها المرأة . كم انت مظلومة من اصحاب الكروش والسراويل العفنة من الزنا. المدنسة هي : ضحية الاغتصاب القسري العنيف. هذه الضحية بدلا من ان تشملها عناية ربها وتجد لها حلا ، يطلق عليها خالقها بأنها (مدنسة). فتكون بذلك سقط المتاع ، منبوذة ، محطمة لا تجد امامها سوى ا لانتحار او الارتماء في احضان الرذيلة من اجل لقمة العيش.
لقد اوصانا يسوع قائلا : (احذروا من الكهنة الذين يرغبون المشي بالطيالسة، ويحبون التحيات في الأسواق، والمجالس الأولى في المجامع، والمتكآت الأولى في الولائم. الذين يأكلون بيوت الأرامل، ولعلةٍ يطيلون الصلوات. هؤلاء يأخذون دينونة أعظم!).(6)
المصادر :
1- سفر اللاويين 21: 14.
2- إنجيل لوقا 16: 18.
3- سفر اللاويين 21: 14.
4- سفر حزقيال 44: 22. و : سفر اللاويين 22: 13.
5- سفر العدد 30 : 9.
6- إنجيل لوقا 20: 47.

ــــــــــــــــــــــــ