الخميس - 28 مارس 2024

نظرة على مفهوم الرأي والرأي الآخر

منذ سنة واحدة
الخميس - 28 مارس 2024


مانع الزاملي ||

تعرف حرية الرأي بأنها القدرة على التعبير عن الأفكار المختلفة اما من خلال القول او العمل اوالكتابة ، وذلك دون وجود اي نوع من القيود او الرقابة عليها ،بشرط واحد هو ان لاتتعارض هذه الافكار مع القوانين والاعراف الموجودة في المجتمع ،،فليس رأي اخر مثلا الذي يروج لاحتساء الخمرة او المجون او الخلاعة او التخنث وعلى هذا المنوال لانها تصطدم بالعرف والقانون عندنا ،،
ان وجود الاختلافات في الاراء مابين الاشخاص هو امر طبيعي ، اذ ان الاختلاف لايفسدللود قضية او ينبغي ان يكون كذلك ،،الا ان المشكلة هي عدم تقبل الاختلاف الامر الذي يؤدي لتدهور العلاقات الاجتماعية وبروز حالات التشهير والتباغض الذي يؤدي بدوره لتعكير صفو الحياة بشكل عام،،
ان ثقافة الرأي والرأي الاخرتعني ان يقوم الانسان بأحترام اي فكرة مخالفة لفكرته الاساسية ، والاستماع اليها بشكل كامل بصبر وتأني ومن ثم مناقشتها بكل موضوعية وحياد بعيدا عن الاحكام السابقة والموروثات السائدة،،وذلك بكل هدوء واريحية دون التحيز لفكرته على حساب الدليل والحجة المنطقية المتفق عليها ،ودون فرض الرأي بالقوة اي كان نوع هذه القوة ،،ومن خلال الحوار يتطور الانسان وتتقدم الامم ،،
لكن الاشكالية احيانا هو ان يتعكز البعض على حرية الرأي بالتهجم على مقدسات وثوابت عقائدية يحترمها المجتمع ولها مساحة كبيرة في الوسط الثقافي والاجتماعي وكذلك العرفي ،،في مثل هذه الحالة نخرج من الرأي والرأي الاخر الى التجديف والتسقيط الذي يجرمه القانون ،،
ان الرد المثالي على الذين يتعدون حدود الادب والاراء هو الصمت ،، على قاعدة ان بعضا من السكوت كلامُ!!!
ان الادعاء ان فردا او جماعة تملك الرأي الصحيح المطلق فيه ضرب من المبالغة والتعصب بأستثناء اقوال المعصوم وكتاب الله سبحانه فأنه لاياتيه الباطل لانه صادر من مقام الاله الذي اتقن كل شيء
وان ابداء رأي مخالف دون دليل او منطق اوحجة يعده العارفون قلة ادب وسوء تصرف
ولكي نقبل بحوار من يخالفنا الراي ان نتفق معه في مقدمة مقبولة ثم نتقدم بابداء مالدينا من افكار ،، لانه من المسلم به ان مهاجمة صاحب الراي الاخر بالتسفيه او التخوين تقلل من فرص التفاهم الايجابي الذي يعزز الاخاء والتعاون في المجتمع الواحد ،،
وخلاصة ما اريده هو ان نقدم الراي الناضج الهادف ونبتعد عن الهرطقة واللف والدوران والاختلاف من اجل الاختلاف
ان الوسط المثقف عليه ان يقدم النماذج الحوارية الفكرية التي تدعم فكرة الاختلاف الايجابي الذي يمهد لنشوء اجواء ايجابية تطور كل نواحي الحياة وشؤونها وذلك عبر منصات ثقافيه واقعية او الكترونية لاغناء هذا المفهوم الذي تعرض للتحريف وسوء الاستغلال.