الخميس - 28 مارس 2024
منذ سنة واحدة
الخميس - 28 مارس 2024


مازن الولائي ||

أمام جماعة في أطراف المدينة وفي حسينيته القديمة التي عادة تقام فيها مراثي سيد الشهداء عليه السلام، والذي يقوم الشيخ الاربعيني حاج أمين بإعطاء دروس ميسرة للشباب في اوقات معينة إضافة الى بعض النشاطات التوعوية، وهي من صلب وظيفة رجل الدين وإمام الجماعة.. مرض ذات يوم وأرسل خادم الحسينية إلى الصيدلية ليشتري له بعض الدواء الذي يعرفه سلفا، وعندما وصل الخادم إلى الصيدلية التي يديرها دكتور أمير وهو شاب متخرج حديثا وقد فتح هذه الصيدلية بعد حصوله على إجازة من الجهات المعنية بطريق اصولي لأنه يحترم الشريعة، وكان قد أتفق مع محسنين يزودونه كل شهر بأموال ينفقها على المعسرين من الفقراء والمساكين بعد التأكد منهم..
وعند دخول الخادم وجد شاب معاق يجلس على كرسي الإعاقة حسن الوجه جميل المحيا لكن الحزن قد أخذ منه وقد غطى رجليه بشرشف زهري، بعد أن تكلم مع الصيدلي الشاب وفهم عنه أشياء قام الدكتور الشاب بإضافته إلى سجل موجود عنده، ووافق أن هناك شخصين اثنين من الشباب متوسطي العمر قد عرفوا حالة الشاب المعاق وبعد ذهاب الشباب قال أحدهم هل الحال الآن افضل؟! من طلب منك الذهاب إلى الجبهة؟! حتى تكون اليوم عبأ على عائلتك وأهلك وصرت بهذا الحال!!!
سمع الخادم مقالة أحدهم والذي يعرفه حق المعرفه ومن بعض ممن يأتون الحسينية! رجع الخادم بعد شراء الدواء إلى الشيخ وقص عليه ما سمع وكيف تندر البعض على الجريح الذي فدى كل وجوده من أجل الناس والعقيدة والدين وضحى باسرته وعائلته لأجل من لا يجيد الشكر ولا يعرف ما معنى جريح!
فطلب الشيخ من الخادم الرجوع للصيدلية ومعرفة أحوال وعنوان هذا الجريح وأين يسكن؟! فعلا رجع وبعد وقت جاء إليه برقم هاتفه وعنوانه وانتهت القضية عند هذا الحد ..
ولكن بعد فترة جيء إلى الشاب الجريح اخ لم يكشف عن هويته وأخذ يساعد الجريح ماليا دون أن يفصح عن إسمه وسد كل احتياجاته من دواء وأكل وملابس وثبت له راتبا شهريا مجزيا وطلب منه الأوراق الرسمية حتى يكمل له المعاملة التي تركها على المنتصف بسبب العوز وتفاقم الجرح!
وبعد فترة كانت هناك مناسبة دينية وقد حضر الكثير من أهل المدينة، وصار الشيخ يخطب وقد بدا عليه الانفعال والحزن، وقال قبل كم شهر وقعت حادثة مروعة! حادثة يعلم الله إنها ادخلت الحزن على قلب ولي العصر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.. وقص القصة التي تكلم بها أحد الأشخاص عند الصيدلية التي جاء الجريح ليسجل اسمه عند الدكتور الذي يخصّص حصة من الدواء مدفوعة الثمن من قبل محسنين إلى جرحى الدفاع المقدس..
وقال هؤلاء الذين لا يعرفون مدارات المشاعر ولا المؤساة لمن قدموا جزيل العطاء وتركوا كل رخاء الحياة من أجل صون الدين والعقيدة والنهج الحسيني، كيف هناك حمقى وأنصاف بشر ودين يتكلمون بهذا المنطق الغبي الذي يسبب جرح في قلوب من كانوا يعانقون الشهادة لكن لحكمة أرادها الله الخالق العظيم أن يكونوا انوارا بين ظهرانينا لنعرف حجم الدين واهمية الدفاع المقدس من اجله!
قال لهم يقول: أمامنا الخميني العظيم في الجرحى《 لقد أضحى الحرجى والمعاقين سراج هداية يرشد المؤمنين بدين الله في كل بقعة من بقاع هذه البلاد، إلى طريق نيل السعادة الأبديّة: سبيل الوصول الى ربّ الكعبة..
تأثر الحضور وندم الشخص الذي قام بهذا الفعل بعد أن نقلوا له ما قاله الشيخ أمين وانفعاله..
قال أحدهم كنت أظن أن المهدي من كان يأتي بالمساعدة لهذا الجريح وبعد البحث تبين هم مجموعة من المؤمنين ممن يبحثون عن كل محتاج وأولهم الجرحى..

ــــــــــــــــــــــــ