الخميس - 28 مارس 2024
منذ سنة واحدة
الخميس - 28 مارس 2024


باقر الجبوري ||

محرر امريكا الجنوبية كما يسمونه وصاحب اكبر عدد من التماثيل التي تم نصبها له في دول امريكا ودول اوربية وحتى عربية اخرى !
الرجل فنزويلي ولد في العام ( ١٧٨٣ ) ميلادي ويقال انه حرر اغلب دول امريكا الجنوبية من الاحتلال الاسباني !!
فهل سمعتم به !
طبعا فاغلب دول العالم تحتفل بمناسبة ذكرى عيد ميلاده وتجعله في مقام العظماء مع انه ينتمي لبلد اخر حتى ان احدى الدول التي حررها سميت باسمه تكريما له ( بوليفيا ) !
وحقيقة حيرتني هذه القصة !
وبقيت اتسائل !!
لماذا لم يخرج أي من مواطني كولومبيا او الاكوادور او بيروا او بوليفيا او بنما من دعاة الوطنية من يسب او يشتم هذا الرجل باعتباره قد تدخل في سياسة بلده او انه قد اخترق سيادة بلد اخر غير بلده !!
مع انه من فنزويلا وليس الاكوادور او بيروا او أي دولة من دول امريكا الجنوبية !!
ولكن لن اتعجب فهذه الشعوب تعرف معنى ان يكون المواطن وطني بالفطرة وليس مدعي للوطنية او ممن يزايد على شرائها من اسواق ( الخردة فروشي ) من سوق الهرج !!
على عكس البعض ممن لدينا ممن هم ادعياء للثقافة وليس اكثر من ثقافة ( طرشي الحبوبي ١) ممن يرون وحسب نظريتهم السكسفونية التي استحلبوها من بين سيقان السفير الامريكي في بغداد واثناء عورة تشرين يرون ان هوية وولادة أمثال القائد ( بوليفار ) المولود في فنزويلا قد تثير الريبة عند الشعوب الاخرى التي استرخص بوليفار وامثال بوليفار حياته وحياة جنودته في سبيل تحريرها من الاسبان او غير الاسبان !!
عجيب !!
نعم فقد كان عليه ترك الرعية للراعي الاسباني !!
بمعنى ( خلي الناس تعيش )
ولعل البعض منهم كان يقول او قد قالها في عورة تشرين هذا ( اكيد مستفاد ) !
او انه ( يحارب براس ولد الخايبة ) !
ولعل هنالك من قال عنه ( لاخلفة الله عليه ) لانه حرر تلك الدول برجال من تلك الدول !!
ولعل احدهم سيقول ( الله لايعوزنه عليه ) هو اجه وضرب چم طلقة وانطيناه فلوسهن !!
بل قد يتجرأ البعض فيقول ( لامنة له على تلك الدول لان اهلها سمحوا له بان يحرر مناطقهم ) في الوقت الذي كان اهل تلك المناطق يجلسون ويترنحون ويحتسون الخمر وهم يستمعون لايقاعات ( الهجع ) واغنية ( شگل لمي من اروح انكسرت الشيشة ) بصوت المجاهدة ساجدة عبيد في صالات وملاهي اربيل ( باعتبلرها اغنية وطنية وحماسية )
هسه أني ما ادري اكوا اربيل بزمن بوليفار لو لا !
الله العالم ..
المهم وبناء على كل ذلك فلا تتعجب لو خرج الان بعض المتقزمين الذين يعيشون على فضلات امريكا من التشارنة ودعاة الوطنية في امريكا الجنوبية ليرقصوا في شوارع عواصمهم ليعلنوا الفرح في يوم وفاة بوليفار ( المحرر ) بدل ان يحتفلوا بمناسبة ذكرى ميلاده.
وبدل ان يرفعوا صوره في اليوم الوطني لدولهم فقد تراهم يرفعون العلم ( السعودي ) الذي كان يرفعه نفس العدوا الذي كان يحاربه بوليفار !!
( وصلت الفكرة حبيبي لو لا ) !!
وعلى العموم لاندري فهل تغير العالم أم الناس تغيروا
والحقيقة لا الناس تغيروا ولا العالم تغير
كل ما في الامر انه ( بان ) و( توضح ) ما في صدور الكثير من الناس من أسرار فتميز الخبيث من الطيب !


ـــــــــــ