الخميس - 28 مارس 2024
منذ سنة واحدة
الخميس - 28 مارس 2024


إيفان العودة ||

الشهيد القائد المهندس وسام أبو جعفر العلياوي من مواليد ١٩٧٨/٦/٢ محافظة البصرة متزوج و لديه أربعة أبناء ، هو الأخ الأكبر له أثنين من الأخوة أصغرهم كان الشهيد البطل عصام، بعدها أنتقل سكن العائلة إلى محافظة ميسان وبدأت حياته في هذه المدينة أكمل دراسته الأبتدائية والثانوية بتفوق تخرج منها بمعدل ٩٨.
وهو معدل قبول كلية الطب لكنه رفض و أصر على دراسة الهندسة وتم قبوله في جامعة بغداد كلية الهندسة قسم هندسة النفط.
توفي والده وهو طالب كلية أشرف على دراسة أخوته حيث كان يعمل و يدرس وأجتهد في دراسته، تخرج أخيه الشهيد حُسّام من كلية الشرطة وأخيهِ الشهيد عصام الذي أستشهد معه خريج معهد وطالب هندسة.
في عام ١٩٩٩ ألتحق بركب السيد الشهيد مُحمّد مُحمّد صادق الصدر(قدس سره) وكان من المواظبين على حضور صلاة الجمعة سواء في مدينته أو في جامع المحسن في مدينة الصدر؛وبسبب ذلك تعرض لكثير من المضايقات من قبل ازلام النظام السابق حتى كان قريب من الفصل لولا سقوط النظام، بعد سقوط النظام كان هنالك أمر بعدم دوام طلبة المحافظات لعدم وجود الأقسام الداخلية تدخل الشهيد في حينها وعمل على فتح البنايات المقفلة داخل الجامعات والتي كانت مقرات لحزب البعث المقبور وحولها لأقسام داخلية للطلبة في كافة جامعات بغداد وعلى أثرها أنتخب أول رئيس لإتحاد طلبة العراق.
تصدى الشهيد القائد وسام أبو جعفر للإحتلال الأمريكي والبريطاني حيث قضى شبابه مطاردًا من قبل قوات الأحتلال، قاوم الأحتلال وهو شاب في العشرين من عمره وعلى لسان والدته كان يقول لها(سأحرر بلدي من هؤلاء الأنجاس الأمريكان)؛شارك بالعديد من العمليات النوعية ضد الأحتلال.
أنتمى الشهيد للمقاومة الإسلامية عصائب أهل الحق في سنة ٢٠٠٤ وكان في طليعة الملتحقين، للشهيد أبداع في العمل العسكري والقيادة العسكرية وليسَ كفرد، الشهيد المهندس من أول المؤسسين للحركة في محافظة ميسان وساهم مع باقي أخوته في القيادة بوضع نظرة لمقاومة منتصرة تحترم شعبها وتبقيه بعيدًا عن الأذىٰ والمشاكل التي تعترض العمل المقاوم الناجح.
تعينّ الشهيد المهندس في شركة نفط ميسان شعبة المكامن ثم شعبة الحفر والإستصلاح وشارك في إنجاز العديد من الآبار النفطية في حقول نفط ميسان، عام ٢٠٠٨ أنتقل المهندس للعمل مع شركة نفط الجنوب وساهم في الدراسات المكمنيه والبتروفيزيائيه وتحديد أماكن إنتاج النفط في آبار حقول الرميله والزبير وغرب القرنه ومجنون والطوبه حتى عام ٢٠١١ أنتقل للعمل في شركة ENI الإيطاليه على تطوير إنتاج حقل الزبير ضمن جولات التراخيص النفطية،عمل مهندس أستصلاح وأكمال مع شركة CNOOC الصينية لتطوير حقل أبو غرب والفكه والبزركان ساهم في أستصلاح أكثر من عشرة آبار، لم يستغل نفوذه وعلاقاته للحصول على المناصب في عمله كان مثالًا للمهندس الكفوء الذي لم تغريه العمولات والرشاوى عرف في عمله بالنزاهة والأمانة والأخلاص.
حصل على عدة دورات داخلية تتعلق بتطوير مهارات استخدام الحاسوب واللغة الإنكليزية وقيادة الكوادر الهندسية كما حصل على دورات خارجية تتعلق بتطوير الصناعة النفطية والإدارة الإقتصادية للموارد البشرية و النفطية في كل من الاردن مع شركة شفرون الهولندية ومصر مع شركة شلميرجر الفرنسية واليابان مع شركة جايكس وإيطاليا مع شركة آيني.
عام ٢٠١٤ بدأ داعش الإرهابي بالدخول والتغلغل في الأراضي العراقية وعند صدور الفتوى المباركة لبىٰ الشهيد المهندس القائد وسام أبو جعفر وأخيهِ الشهيد المُجاهد البطل عصام نداء المرجعية، شارك بالعمل الجهادي بدءًا من جرف الصخر(النصر حاليًا) وكانت له بصماته ووجوده وكلماته في أرض المعركة، بعدها شارك في معارك البو عجيل حيث كان مطيعًا للأوامر الجهادية ولم يكن يقول أنا مهندس انا كبير في العمر لم تغريه هذه الأمور عن العمل الجهادي، شارك في جميع المعارك التي أستمرت من سنة ٢٠١٤ إلى معارك الخالدية والگرمة والفلوجة وبلد ومناطق بينونة و خريبة، تل طيبة،تل عبطة، الحضر، تفاحة، التركمانية الجنوبية، بيجي، آمرلي، الساحل الأيمن والأيسر للموصل إلى آخر بقعة في أرض العراق.
الشهيد المهندس وسام أبو جعفر إضافة لعمله الجهادي كان له دور كبير في العمل الإنساني فقد شارك في مساعدته للعوائل الفقيرة بحيث دوره كان بارزًا في هذا العمل، في عام ٢٠١٩ خرج بعض الشباب الخريجين للمطالبة بحقوقهم في التعيين أمام شركة نفط ميسان أستمر الإعتصام مدة شهرين ولم يصل لهم أي مسؤول في حكومة ميسان كان للشهيد المهندس دور كبير في ذلك أيضًا خرج معهم وأنظم إلى أعتصامهم وتظاهرتهم التي خرجوا بها للمطالبة بحقوقهم وقف مع الشباب الغاضب في شدتهم ومساعدتهم عن طريق إيصال صوتهم إلى الجهات المعنية وتم الإتفاق مع المعتصمين من الخريجين إلى إيقاف الإعتصام وكل ذلك بجهود الشهيد الحاج أبو جعفر العلياوي.
مر العراق بفترة عصيبة بسبب سوء الخدمات بحيث كان هنالك سوء أدارة واضح من المسؤولين المحليين والمركزيين السياسيين وكانت هناك أيادي خارجية تعمل على زعزعة وتأجيج الوضع لتدخل العراق في حرب أهلية ويكون الرابح الوحيد فيها الأيادي الخارجية، إلى أن أتىٰ موضوع المظاهرات والحراك الشعبي بحيث كان الوضع واضح جدًا بأن هناك أيادي وتخطيط خارجي فكان التركيز على الحشد الشعبي كونه قوة عقائدية دافعت عن العراق وأعطت الكثير من الشهداء القادة والجرحى وحققت إنتصارات كثيرة على أرض الميدان، عملت دول الشيطان المتمثلة بـ أسرائيل وامريكا وبعض الدول الخليجية على زعزعة الأمن في العراق وتحديدًا في المحافظات الجنوبية.
في يوم ٢٥/١٠/٢٠١٩ تم الإعداد والجهوزية التامة من قبل جهات سياسية معروفة تغلغلت بين المتظاهرين وعملت على أعداد أشخاص و تجنيدهم وتجهيزهم (بالمال والأسلحة الثقيلة، المتوسطة، الخفيفة) وكل ما يحتاجونه من أجل زعزعة المظاهرات وأنحرافها عن سلميتها هم كانوا عراقيون لكن مرتبطين بالسفارة الأمريكية ومهمتهم الأساسية هي تجريم الحشد الشعبي حتى يصفونه بالمنظمة الإرهابية والمهمة الثانية قتل المتظاهرين وقتل أفراد من القوات الأمنية والحشد الشعبي خصوصًا إذا كان الشخص من الحشد الشعبي قائد، بحيث كان الهجوم المعد على أقوى فصيل في ميسان عصائب أهل الحق وكانوا يتهمونهم بقتل المتظاهرين حتى يصبح كره بين أبناء المحافظة الواحدة.
حاصروا مكتب عصائب أهل الحق من جميع الجهات وصل العدد الكلي من قبل الذين حاصروا المكتب إلى(٤٠٠٠ شخص) هجموا على المكتب بكافة الأسلحة واستخدموا الحجارة قطعوا الماء والكهرباء عن بناية المكتب دون مراعاة الإنسانية أو أحترام الشهداء والجرحى الذين قدمتهم الحركة في سبيل الدفاع عن الارض و العرض.
اشتدت المعركة وتعالت الأصوات لحرق مكتب أخوة زينب ومن فيه، في تلك الأثناء الشهيد القائد وسام أبو جعفر يناديهم بـ صوته الكربلائي وبعبارة(أتقـوا الله فنحنُ عراقيـون) في حينها سقطت الضمائر وعُميت البصائر وتحجرت القلـوب وتكالب الأعداء وتخاذل أهالي ميسان عن نصـرة الحشـدي وسـام العـراق، سيطرَ الجهل علىٰ عقولهم لم يكونوا عراقيـون في حينها يا وسـام وعندما ناديتهم بـ نداءك الحُسيني الكـربلائي(أتقـوا الله فنحنُ عراقيـون) أنتَ تعلم بأنه لا جدوىٰ له لأن قلوبهم وظيفتها الوحشية والإفتراس، لكنكَ ألقيت الحُجة عليهُم ولكَ أسـوةً حسـنة بالإمام الحُسين(عليهِ السلام)، عرجت روحكَ وأرواح أخوتك الشُـهداء إلىٰ ربٌ رحيم يعلم بسـر قلوبكُم، وبقيّ أعدائكم وقاتليكم يقضمون أظافرهم قلقاً وندماً وخوفاً وتوتراً.


ـــــــــــ