الخميس - 25 ابريل 2024

المشهد السياسي..مجبر اخاك لا بطل..!

منذ سنة واحدة
الخميس - 25 ابريل 2024

قاسم العجرش ||

بعد كل الذي جرى منذ إنتصار العراقيين على داعش، هذا الغول الذي اراد إعادة العراق الى حظن الحجاج بن يوسف الثقفي، فإن قراءة المشهد السياسي ونحن على اعتاب تشكيل حكومة جديدة، يرأسها محمد شياع السوداني، الذي خرج من عباءة حزب الدعوة، ليرتدي عباءته الخاصة به، حيث بقي بعيد عن الإطار التنسيقي بمسافة محسوبة، حتى لحظة ترشيحة من قبل الإطار، الذي وجد نفسه محشورا في زاوية ضيقة، حينما اكتشف أنه غير قادر على تقديم رئيس وزراء من بين صفوفه، لجسامة الخلافات الداخلية، ولعدم قدرته على إنتاج شخصية جامعة، فلجأ الى ترشيح السوداني مجبرا أخاك لا بطل..!
السوداني يعرف ذلك جيدا، ويعرف ان لا فضل لأحد عليه بمنصب رئيس الوزراء، لكنه رجل منطقي، يعرف أن الأحزاب هي عماد الديمقراطية، لذلك طرح تشكيلته الوزارية من أحزاب الطيف الوطني.
في هذه ألجواء فأن من الشروري جدا،القيام بإصلاحات وتصحيح إختلالات، في الإطار المؤسس والمنظم للمسار السياسي، ووضع آليات أكثر شفافية وقبولا، لدي الجميع وتوسيع دائرة المشاركة ورفع القيود أمام المساهمة الواسعة للشباب من الجنسين.
تلك هي الخطوات التي تشكل رؤية؛ ستؤسس لإستحقاقات قادمة عادلة، من خلال إعتماد الخطوات والإقتراحات الواقعية المناسبة. والتي ستساهم في إستقطاب أفضل و دعم الرغبة في الإنخراط في العمل السياسي.
علي العموم فإن الأحزاب السياسية، تعد من أهم التنظيمات السياسية، التي تؤثر علي سير وحركة النظام السياسي، وضمان إستمراره وإستقراره، فهي تؤدي دورا مهما في تنشيط الحياة السياسية، حيث أضحت ركنا أساسيا من أركان النظم الديمقراطية.
أداء الأحزاب ينعكس سلبا أو ايجابا على نوعية الحياة السياسية، وعلى مستوي التطور الديمقراطي.
في حين تعد الأحزاب أهم قنوات المشاركة السياسية للمواطن، بدلا من فوضى الشارع وتعليق جثث الصبيان على أعمدة الكهرباء،وحرق المؤسسات الحكومية، وتعطيل دوام المدار.
وهي كذا إحدي قنوات الإتصال المنظم في المجتمع، فهي تقوم بالتعبير عن إهتمامات الأفراد وحاجاتهم ومطالبهم العامة، والعمل علي تحقيقها من قبل الحكومة، بفضل الضغط الذي تمارسه الأحزاب، علي صناع السياسة العامة، وكذلك نقل رغبات وسياسات الحكومة، الى المواطنين، والعمل علي تعبئة الجهود والمواقف المتباينة إزاءها؛ إما دعما أو رفضا.
كما يمكن رصد تأثيرات الأحزاب السياسية، في رسم السياسات العامة؛ من داخل أو خارج إطار البناء السلطوي، حيث تقوم الأحزاب بوظائف أساسية في المجتمع، ابرزها تجميع المصالح والتعبير عنها، والإتصال والربط بين الحكومة والمجتمع، بهدف بلورة القضايا العامة التي يتم مناقشتها، عند وضع السياسة العامةو إثارة الرأي العام حولها.
في حين يري بعض المراقبين للشأن السياسي أن ما يعاب علي معظم الأحزاب الوطنية هي كونها أحزاب مواسم ومناسبات ليس إلا، تتحرك في المناسبات السياسية والإنتخابية وفي الوقت بدل الضائع ،تختفي بإختفاء المناسبة نفسها، ما تسبب في ضعف الشعور بالإنتماء الوطني، والولاء للأحزاب وفتور العلاقة وإنعدام الثقة، وإتساع الفجوة بين الأحزاب والقاعدة الشعبية، في ظل غياب الدعم والمؤازرة، وتسجيل المواقف إزاء حالات التضرر والمآسي المتكررة.
قد يأتي هذا المسعي في إطار التعاطي مع إرهاصات مستجدات الساحة السياسية وما تتطلبه المرحلة من مصارحة ومكاشفة وتحرك ويقظة قبل رسم خارطة المشهد السياسي .
لذا يري بعض المتتبعين للساحة الوطنية بان المرحلة الراهنة تتطلب ضرورة إعادة النظر في متغيرات الأمور والأوضاع الطارئة قبل فوات الأوان.
الأحزاب المنخرطة بالعملية السياسي، والمؤمنة بالتداول السلمي للسلطة، هي بالحقيق واجهة الدولة في رسم السياسات العامة لمخططات وتوجهات الحكومة .
ليشكل لاحقا قطيعة تامة مع ممارسات ماضي ما بعد 2003 الخاطئة والسيئة والمشينة من غبن وتهميش ووعود كاذبة لمكونات عريضة من داخل المخزون الإنتخابي دأبت علي أن تكون ضحية إستغلال سياسي في العديد من المناسبات والمواسم الإنتخابية دون الإستفادة من الخدمات الضرورية أو أي تنمية محلية.