الدين، كرسالة وجودية ..!
د. محمد ابو النواعير ||
وصول العقل لمعرفة الإله الواحد الأحد، غير كافية بدون وجود الاديان والانبياء، لأداء دور الانسان ورسالته في الوجود.
فبالدين وحده فقط، يستطيع الانسان ان يعرف الله، وما هو، وكيف يطيعه، وكيف يصل من خلاله للكمالات، وما يريد منه، وما هي الرسالة التي القاها على عاتقه.
يقول احد فلاسفة اليونان: (ليس هناك الا رب واحد، سيد جميع الآلهة والبشر، ولا يلتقي مع الأحياء لا في هيئة الجسم ولا بنوع الفكر، فكمال النظر والتفكير والسمع موجود لديه، وبدون عناء هو يحرك كل شيء بمحض قوة روحه).
انظروا لهذا النص كم يحوي من معاني تؤمن باله واحد يدبر الوجود ليس له شبيه، توصل لها الفيلسوف من خلال عقله فقط، ولكن هل ان في ذلك كفاية؟ هل نفعه ايمانه هذا دون ان يوضع على السكة الصحيحة التي يريدها خالق الوجود لنا.؟
قطعا لا.
فالعقل قاصر عن ايجاد او التأسيس لمنظومة العلاقة التي تربط الانسان بخالقه، فهي من اختصاص الله فقط، وليس للانسان الا الطاعة فيها.
وهو جوهر العبودية في الدين.
ملاحظة:
المقولة اعلاه للفيلسوف اليوناني كسينوفان دي كولوفان، والذي كان من الرواد الأوائل في سلسلة العقول الدينية التي وقفت ضد اي تجسيم للذات الالهية.
كسينوفان هذا كان من المعاصرين لفيثاغورس، ومعلم الفيلسوف بارمنيدس.
ــــــــــــــــــــــــ