الخميس - 28 مارس 2024
منذ سنة واحدة
الخميس - 28 مارس 2024


د. محمد ابو النواعير ||

منذ طفولتي أحاول ان لا التزم بالأخطاء المجتمعية التي تخالف في جوهرها الأخلاق الشرعية التي فرضتها منظومة الدين علينا، او التي كان لآل البيت عليهم السلام سلوك مخالف لها، حتى وان كان المجتمع يتقبلها كمنكر مقبول. !
لذا عشت حياتي بصدام بمستمر.
قال لي احد اصدقائي المقربين يوما، ان هذه الأخطاء المجتمعية التي تقف عندها كثيرا وتسبب لك المشاكل مع المجتمع، هي اخطاء وتجاوزات تمر بنا كلنا كثيرا وكل يوم، ولكن لا نلتفت لها، ونتجاوزها، اصلا حتى دون ان ننتبه لها. !
وهذا ليس من شيمي. !
قبل عقدين من الزمن، كنت املك اكبر معمل للكاشي الكربلائي في النجف، وكان لدي الكثير من العمال الذين كانوا يتضايقون مني بسبب عدم تسامحي مع المخالفات الشرعية والدينية او الاخلاقية.
احدهم كان اسمه يوسف، شخص يدعي نوعا من التدين.
جائه في يوم من الأيام مولود، أسماه هيثم. !
اتعلمون لماذا اسماه بهذا الإسم.؟
حتى يكون اسمه : هيثم يوسف، على اسم المطرب الداعر المأبون هيثم يوسف، احد صبيان عدي، وجوقة دعارته. !!
صراحة، استشطت غضبا، واستنهض عقلي الكثير من التصورات الاخلاقية والتأريخية والدينية، ومبادئ رد الجميل، في تلك اللحظة.
لماذا؟ سألته : لماذا؟
لماذا اسميته بهذا الاسم؟
أئمتنا عليهم السلام، ضحوا باموالهم وارواحهم وحياتهم وذرياتهم، وتحملوا من اجلنا القتل والسبي والظلم والسجون والتهجير والتعذيب، فقط من اجل ايصال هذا الدين، وما فيه من ضوابط اخلاقية شرفية تحافظ على شرفنا وشرف نسائنا وتربية اولادنا، ضحوا كل هذه التضحية من اجلنا، الا يستحقون منا على الاقل ان نرد لهم الجميل، بتسمية ابنائنا باسمائهم، وبناتنا باسماء نسائهم.؟؟
واضطررت لطرد يوسف من العمل، على الرغم من كونه كان عمادا مهما لعملي، ولكنني لم افكر بشكل برغماتي بمصلحتي بشكل يكون اهم من اساس وجودي ورسالتي في الحياة : الدين.
ارى اليوم الكثير من العوائل والاسر التي تدعي انها شيعية، ولكنها في التفاصيل الدقيقة لحياتها، تجدها تعتمد تسخيف تراث آل البيت، ومن ضمن ذلك، التسميات الاجنبية العجيبة الغريبة التي يسمون بها ابنائهم وبناتهم، بشكل يوحي بحالة تعمد تعتمر نفوسهم، من اجل خلق قطيعة روحية واخلاقية بينهم وبين تراث آل البيت الذي يدعون انهم على هديه.


ـــــــــــ