الجمعة - 29 مارس 2024

اللجوء من العربان شر لا مفر منه..!

منذ سنة واحدة
الجمعة - 29 مارس 2024


نعيم الهاشمي الخفاجي ||

عندما يختار اي شخص أو مواطن أن يعارض النظام اكيد يتعرض للظلم والسجن والقتل والاضطهاد، لذلك يضطر الكثير من الناس ترك اوطانهم وللهجرة خارج بلدانهم، ليس كل انسان عنده كرامة وشهامة، لكن بلا شك أهل الكرم والشجاعه هم من البشر، أنا شخصيا كنت أشعر بالألم والاسى عندما يجلس معي زميلي التكريتي والفلوجي ووالسامرائي وينظر لغالبية ابناء الشعب العراقي من ابناء الشيعة العرب الاصلاء على أنهم فرس مجوس لايستحقون الحياة، وجودي كمدرس أو معلم أو كضابط لايعني لااشعر في عمليات التميز الطائفي والعنصري التي مورست ضد الشيعة، كنت أشعر بالمرارة عندما يقف قائد فرقة مثل لواء ركن داوود سلمان الجبوري من اهالي ديالى ويقول من بغداد ونازل للبصرة قيمتهم عندي ماتساوي نفر كباب، بل كان آمر سرية الفرقة التي كان يقودها رائد دراجي شيعي مسمي اسم ابنه عمر عندما احس به شيعي قام بنقله إلى فوج بالمتقدم وسحب مكانه ضابط سني.
اتفاقية جنيف عام 1951 الدولية عرفت اللاجئ بأنه الشخص الذي يخشى على حياته أو حريته من العودة إلى وطنه لأسباب تتعلق بالعِرق أو الدين أو انتمائه لمجموعة اجتماعية أو رأي سياسي، وأضيف إلى مصطلح اللجوء مصطلحات أخرى، هي الفقر الطارد للبشر وبعض البلدان التي لا تمنح مقيمين وابنائهم الجنسية وتصنفهم بدون.
من رسم حدود الدول العربية بريطانيا وفرنسا، نصبوا علينا أنظمة عميلة قمعية وكل مصائب شعوبنا هي نتيجة طبيعية من موبقات بقايا الاستعمار لم يعمل لنا دول تصنف مثل الدول الوطنية التي نشأت على انقاض ممالك امبراطوريات انهارت، مارايناه ونراه من ظلم واضطهاد وقتل في الدول العربية ليس فشل إداري وسياسي وفساد مادي في الدول العربية وإنما دول الاستعمار دمجت مكونات غير متجانسة ونصبت علينا أنظمة ظالمة ولم يشرعوا لنا دساتير حاكمة لتبقى دولنا دول فاشلة تعاني من صراعات قومية ومذهبية وتعم الفوضى وعدم الاستقرار والاضطرابات…..الخ لتبقى دولنا دول فاشلة يسهل للمستعمر السيطرة على دولنا ونهب ثرواتنا.
كل أمور الاضطهاد تجبر جماعات بشرية يصل عددها ملايين البشر من الهرب وتحمل المشاق ومواجهة الموت للهجرة إلى أماكن أخرى كلاجئين أو مهاجرين، أنا شخصيا اضطريت للهرب لدولة تعتبر قتلي لكوني شيعي من أفضل الأعمال المستحبة المقربة لله عز وجل بقيت بسجونهم اربع سنوات وناضلنا ضد نظام البعث وكان لنا دور في تعرية وفضح نظام البعث واسقاطه، لكن عندما شر الساسة الجدد قوانين لانصاف المتضررين كانت القوانين فاشلة وهزيلة تكشف حقيقة غباء وجهل المشرع العراقي الذي شرع القوانين، كان معي ١٢٠٠ شخص وضعهم نفس وضعي بالضبط بل منهم دخل السعودية عام ١٩٩٠، نعم من بين ال ١٢٠٠ من زملائي بالمعتقل ١١٩٦ حصلوا على حقوقهم وتم رفض أربعة أشخاص انا واحد منهم لأننا قلنا أننا عارضنا نظام البعث قبل فترة وقوع الانتفاضة، رغم وثيقة الأمم المتحدة عندي تقول تاريخ الدخول يوم ٢٧ اذار فأنا مشمول بالقانون، لكن سالني عدنان الجياشي سؤال متى دخلت للسعودية قلت له مثلي لايكذب الأوراق تقول يوم ٢٧ اذار لكن انا دخلت قبل هذا التاريخ، الأخ عدنان كتب للمؤسسة أن نعيم عاتي يقول دخلت قبل هذا التاريخ وتم رفضي، كان باستطاعتي اقول له دخلت بتاريخ يوم ٢٧ اذار وانهي الموضوع لكن مشكلتي والله ما اعرف اكذب بحياتي، من حق المشرع حماية القوانين بوضع ضوابط صارمة لعدم تسلل أكثر من ثمانين الف أسير بحرب الكويت، لكن مشكلة المشرع العراقي ومؤسسة السجناء العراقيين لايعون أن الثمانين الف أسير لديهم أوراق صليب احمر ولايملكون ملفات من مكتب الأمم المتحدة والتي على ضوء ذلك تم منح اللاجئين لجوء سياسي وهجرة في دول أوروبا وأستراليا وكندا وأمريكا….. الخ
الشيء المحزن تكلمت بشكل مباشر مع الدكتور حسين السلطاني وشرحت له الظروف لكن هذا الرجل وغالبية ساسة أحزابنا لا يميزون بين المعارض لنظام البعث وبين الأسير رغم أن أصل قانون المؤسسة الذي شمل جماعة رفحاء ليس لكونهم شاركوا بالانتفاضة وإلا شارك ملايين الأكراد والشيعة بالانتفاضة وهرب مليون شيعي عراقي إلى الاهواز وهم غير مشمولين في قانون المؤسسة وإنما شمل من كان في رفحاء بسبب الاعتقال السعودي للمعتقلين على أسس دينية وقومية ومذهبية وظروف الاعتقال تشبه قيام قوات أمن صدام التكريتي في اعتقال مئات آلاف المواطنين وزجهم بالسجون، قضية شمل معتقلي رفحاء يدور حول قضية السجن وليس لكونهم مشاركين بالانتفاضة ولو كان الأمر كذلك لشمل ملايين اللاجئين الشيعة والأكراد في شمال العراق او الذين هربوا إلى إيران.
في دول أوروبا رأينا مجيء ملايين اللاجئين بسبب الاضطهاد وهناك بسبب الفقر والجوع مثل دول أفريقيا، أو قضية حركة مواطنو عدد كبير من دول أميركا اللاتينية بسبب الفقر، فيضطر سكانها، رجالاً ونساء وأطفالاً، إلى السير مسافات طويلة نحو حدود الولايات المتحدة الأمريكية طلبا إلى اللجوء والحصول على اقامات عمل.
عندما نجتمع مع مهاجرين عرب عبروا مياه البحر الأبيض المتوسط تسمع قصص خيالية مضحكة ومحزنة تستحق يتم تدوين القصص ونشرها في الصحف والمواقع الالكترونية، مياه البحر غرق بها آلاف الناس، قصص مرعبة ومؤلمة ومحزنة، بل غالبية دول أوروبا شرعت قوانين صارمة تمنع منح الهاربين لجوء سياسي أو إنساني بل هناك من بقي في معسكرات اللجوء أكثر من عشر سنوات بدون أن يحصل على لجوء سياسي أو إنساني…….الخ بل وتم إعادة الكثير منهم إلى بلدانهم الأصلية التي هربوا منها وخسروا أكثر من عقد من الزمان من أعمارهم بدون أن يكونوا حياتهم، شيء مؤلم ومحزن، انا اتعاطف مع كل لاجىء لأنني كنت مثلهم وعشت مآسي وآلام لايعرف حجمها إلا الله عز وجل، اتذكر كنت مريض ذهبت إلى مركز صحي، عسكري سعودي شتمني واساء لي بدون اي وجه حق وكتمت ذلك حتى عن ذكر ذلك لأصدقائي لأن هناك من بعض العراقيين يشمت حتى بالصديق،
أصبحت الكثير من الأحزاب الأوروبية ترفع شعارات رفض ومحاربة الهجرة، لكسب الجماهير والوصول للسلطة.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.


ـــــــــــــــــ