الخميس - 28 مارس 2024

كلام الامام الخامنئي مع السيد شياع السوداني (منهج بناء الدولة الحضارية الممهدة).

منذ سنة واحدة
الخميس - 28 مارس 2024


محمد صادق الهاشمي ||

اتمنى ان تتحول كلمات وتوجيهات الامام الخامنئي الى منهج عمل للاطار ولعموم السائرين على طريق بناء الدولة العراقية والمجاهدين الخيرين والشرفاء والابطال من خلال الالتزام والترفع عن المصالح والتقاطعات والمنافع الحزبية والمحاور .
نود الاشارة الى هذا المنهج الذي حدد فيه الامام الخامنئي اليات المرحلة والاهداف والسبل والمعالجات التي يجب ان تتضمنها اوراق العمل لحكومة الاطار، وهنا عدد من الاشارات الى اهم ما ورد في كلامه اعلى الله مقامه.
اولا : الاهداف :
قال الامام الخامنئي مخاطبا رئيس الوزراء ((نعتقد بأنّ جنابكم الشخص القادر على الدفع بالأمور وعلاقات العراق نحو الأمام وإيصال هذا البلد إلى مكانته المستقلة واللائقة بحضارته وتأريخه)).
وبهذا الكلام نرى ان اهم المضامين في هذه الفقرة هي :
1- ان الامام حدد عبر قناعته ومجساته ان الاخ شياع بذاته ومن حوله لديه القدرة لادارة المرحلة داخليا وخارجيا وصولا بالعراق الى مكانته الحضارية والتي لاتقل عن تثبيت الاسس ليكون العراق دولة وليس مجرد حكومات متعاقبة دون منجز حضاري عميق في بناء الدولة .
2- الامام الخامنئي وضع السقف الاعلى لعمل الاطار والاخ شياع ،وهو عدم الاكتفاء بادارة الحكومة دون هدف اعلى فالحكومة ليس موسسة لتوزيع الرواتب وجمع الاموال بقدر ما يكون المخطط والمنهج ايصال العراق الى مكانته العليا من خلال السعي الحثيث لترصين المرحلة بتحريك عجلة الاقتصاد والعلم والخدمات للنهوض بمشروع ستراتيجي عميق .
3- على الاحزاب ان تبتعد عن مصالحها والسعي لتوسيع مساحاتها ووجوداتها بقدر ما يكون الهدف العام هو السير بالعراق نحو مكانته العليا، وهذا يفرض على الجميع وضع الهدف الاعلى امام اعينهم .
4- العلاقات الخارجية لابد ان تكون وفق مصلحة العراق وبما يفرض على الاخرين احترام مكانته وقدره التاريخي والحاضر وان استعمال مفردة مكانته (( الحضارية )) اشارة مهمة الى ان العراق دولة تمتد الى اقدم حضارة في تاريخ المنطقة العربية ،وهو المبداء لحركة الشعوب والمجتمعات وكل الدول الاخرى اتت بعده لاتبلغ من العمر الا سنوات وهي عيال وعليه ففي العراق تاريح وحضارات وثورات وحوزات وعلوم ومدارس فكرية وهي دولة الامام علي (ع), وهي الدولة الكبرى لحضارة الاسلام التي يقيمها الامام المهدي (عج) .
ثانيا الاليات :
1- هذه المكانة التي يفترض من الجميع في العراق العمل لتحقيقها هي سبب العدوان عليه لذا قال الامام ((طبعاً، لتقدم العراق أعداء قد لا يُبرزون عداءهم في الظاهر أيضاً، لكنّهم لا يؤيدون حكومة كحكومتكم، ولا بد أن تقفوا بصلابة وتتصدوا لإرادة العدو مع الاعتماد على الناس والطاقات الشابة والمليئة بالدوافع، الذين نجحوا في اختبار المواجهة لخطر داعش المُهلك )).
وهنا حدد الامام اليات النهوض بعد ان استعرض الاهداف .
2- ومن الاليات الاعتماد على الشباب وبقيد مقولته اعلى مقامه (( الذين نجحوا في اختبار المواجهة لخطر داعش )) فانه يقصد الشباب الثوري من الحشد وغيره .
3- اسثمار الطاقات والاموال والذخائروالثروات للنهضة بقوله ((الحكومة العراقية الجديدة قادرة عبر الاستفادة من المصادر والإمكانات المالية الجيدة في هذا البلد أن تُحدث تحولاً جدياً في مختلف الساحات خاصة في مجال تقديم الخدمات إلى الناس).
4- ومن الاليات لبناء اساس النهوض هو الاقتصاد بقوله ((تقدم العراق في الساحات الاقتصادية والخدمية وحتى على مستوى الساحة الافتراضية وتقديم صورة مُعتبرة عن الحكومة للشعب العراقي، كله منوطٌ بالاستفادة من الطاقة الهائلة للشباب العراقيين بصفتهم الجيش الحقيقي الداعم للحكومة)).
5- كما ان الامام حدد موقف ايران من نهضة العراق وبلوغه الهدف الاعلى بان ايران مستعدة ان تدافع عن العراق الساعي لاعلى الافاق بما يجعل ايران تضحي لاجل هذه الاهداف بقوله ((رؤيتنا حيال أمن العراق هي أننا سنتصدى بصدورنا لكل من يقرّر زعزعة الأمن في العراق من أجل صون العراق. وقوله اعلى الله مقامه ((أمن العراق أمنُ إيران، كما أنّ أمن إيران يؤثّر في أمن العراق)).
6- من اللوازم الأساسية لبلوغ العراق مكانته الحقيقية، هو: تحقق الانسجام والوحدة بين اطياف المجتمع العراقي.
7- الاستفادة القصوى من الطاقات الشابة والمليئة بالدوافع في العراق.
هذا هو المنهج الذي حدده الامام وهو (الهدف والاليات) وعلى الجميع سياسيين وكتاب ومجاهدين وحوزات ان تسعى حثيثا نحو عراق الدولة والحضارات وحتي يكون العراق الدولة النواة في العالم العربي والاسلامي المهاب والمحترم وليس الذيل والمنهوب والمكنوب ففيه الطاقات والشباب والمكانة والاموال والذخائر والرجال، فلا مناص من العمل من الكل واسناد التوجه العام لبناء الدولة وانهاء الفساد والمصالح الشخصية والعمل من الكل لخدمة الشعب والاستفادة من الثروات وتوظيف الانسان العراقي لبناء الذات والدولة .
ايضااراد الامام من الكل ان تكون هذه المرحلة هي مرحلة مميزة فيها منجر وهذا كفيل بسحق التحديات الداخلية والخارجية .
نعم هكذا يرى الامام الطريق وهذه هي الخريطة فماذا سيعمل الاخرون الايام القادمة حاكمة .


ــــــــــــــ