الجمعة - 29 مارس 2024
منذ سنة واحدة
الجمعة - 29 مارس 2024


باقر الجبوري ||

عصيتّي وعبيتّي … (( عصاتي وعبائتي ))
اليوم هنّ عقيدتي وهن بصيرتي في تحديد موقفي من إيران
ولذا قررت أن أعتبر الجمهورية الأسلامية اكثر الاطراف بعدا عن العراق وهنا سأترجل عن فرسي الحبري الأزرق لأكتب كل ما في قلبي في هذه الورقة دون أن يكون في عنقي أي تبعية سياسية أو عقائدية لإيران أو لغيرها كما يتهمني البعض بذلك
فلا عقيدة مهدوية تجمعني مع إيران
ولادين ولا مذهب واحد
ولا حتى الأنسانية تربطني بهم
ولا حتى تاريخ معاصر نعيشه الان
ولا حتى حدود مشتركة
ولا حتى مصالح مشتركة ولا حتى عدو مشترك
وساكون عشائريا (( معقلا )) متجردا من كل شيء ما عدى أرثي العشائري وكل عقيدي وفقاهتي الدينية أمام الله لن تعدوا أكثر من قولي في الصلاة (( عصيتي وعبيتي ))
لارد على سؤال ذلك المتقوط (( الحضّري ))
قال … مالكم وإيران … الاقربون أولى بالمعروف
ويكمل قائلا … محافظاتنا التي غرقت اقرب الى المعروف من ايران !!!
مع أنني لم اسمع له يوما عويلا ولا شكوى من داعش وهو ينتهك الاعراض في المحافظات الغربية
وقبل ان اتكلم … ساتخيل نفسي وانا ابن العشيرة الإعمايرجية الساكن وسط الهور والذي لايقيس عرضه وشرفه ومقدسات مقابل كل دماء العالم في حال المساس بها …
وسأفترض … ان اجد نفسي وعرضي ومالي محاطا بمجموعة من اللصوص وغايتهم ليست دمي فقط. بل كل مالايرتضيه الشريف لعرضه او الرجل لرجولته او لمقدساته
ثم سأفترض نفسي … واخوتي معي يعانون من نفس الامر
النار قريبة وستاكل كل شيء
فداعش كانت نار … لاتبقي ولاتذر
وسافترض في مخيلتي … غريبا قادما من بعيد قد ترجل من صهوة جواده ليعيرني سيفا ثم ليقف معي هو واخوته وابنائه حتى يقاتل الى جانبي وكانه يدافع عن عرضه وماله في معركة قال البعض انه (( لاناقة له فيها او جمل )) ليسقط من أبنائه عدد من الشهداء واحدا تلو الاخر ولم يزحزحه ذلك عن مكانه في الدفاع عني وعن شرفي وعرضي وأعراض اخوتي واخواتي
حتى رفع الله عنا تلك الغمة
فبماذا اجازيه
اليوم .. ولو لم يكن يربطني دين او مذهب او عقيدة مشتركة مع هذا الغريب ولم يكن يجمعني معه سوى هذا الموقف …
فماذا سيكون ردي على من يقول (( اخوتك اقرب للمعروف )) حينما اسمع بكارثة ذلك الغريب فيضانات وسيول الخ .. الخ
فلن اكون الا انسانا (( إعمايرجيا ))
وساترك بيتي بين يدي الله وساذهب لاساعد ذلك الغريب ( القريب ) في محنته كما ساعدني في محنتي …
وشتان بين من جائني والنيران تاكل البشر أكلا وتحصد الرؤوس حصدا ليعود حاملا اخوته معه من الشهداء ولينال منه الاخرون لانه ساعدني واعتبروهم (( مطلوبين )) كما في الاعراف العشائرية
وبيني وأنا لا احمل معي له إلا كسرة من الخبز لاغاثته وهو منكوب في فيضان بسبب ألامطار
فرق كبير من اجزل العطاء بدمه وبين من أعطى كسرة الخبز تلك فقد سبقنا أهل الكرم بالقول (( راعي الأولة ما ينلحك ))
كلامكم … يذكرني بالإعمايرجي الاصيل الذي ترك بيته يحترق وعبر الضفة الاخرى من النهر ليطفيء النار المستعرة في بيت صديقه الذي كان قد سبقه بالفضل
للرجولة معاني كثيرة قد لايفهمها حتى المثقفين او اصحاب الشهادات العليا والمجالس الطويلة والعريضة التي يجتمع فيها أرباب العلوم في مقابل ان يفهمها رجل امي بسيط من وسط الهور
تحياتي ….


ـــــــــــ