الخميس - 25 ابريل 2024

من يشتري مني ديني..الرجل السويدي علمني ؟!

منذ سنة واحدة
الخميس - 25 ابريل 2024


عباس الاعرجي ||

كان هذا الهاجس يراودني منذ زمن بعيد ، وكنت أشعر بأن بطاقتي هذه التي احملها بما فيها ، لا تتناغم مع الفطرة التي فطرني الله عليها ، ( فطرة الله التي فطر الناس عليها ) .
فقصة كتابة مقالي هذا الذي ماثل امامكم ، والذي سيقرءه البعض منكم بإمتعاض وبوجه مكفهر؟
لا عليكم … ولا يُشغِلنَّ بالكم من يعاني من ضيق الافق وقصر النظر .
المهم وهو الاهم ، دعوني أكمل لكم ، قصة البيع والرجل السويدي ، فهذا الرجل الصديق هو بالاحرى ، كربلائي المنشأ والتربية والتعليم ، إلا أن أقدامه قد وطئت أرض السويد منذ سنوات قلائل .
أبلغني أنه يرغب بزيارتي عند الساعة الرابعة والنصف عصراً ، فرحبت به على أمل اللقاء ، وعدت أدراجي مسرعاً أراقب عقارب ساعتي الجدارية ، وإذا بباب داري ترقص طرباً بقدوم الضيف في الوقت المحدد .
فخرجت لإستقباله فوجدته في كامل أناقته وعطره الفواح قد سبقه لمعانقتي ، فجلسنا في حديقة المنزل وأخذ يحدثني عن حاله وأحواله وعن الذي جرى .
حدثني بشجن ولوعة ، وأنين الآهات تتصارع في صدره ، مما أفقدته القدرة على الاسترسال في الحديث ، وبعد أن هدَّأتُ من روعه قام منتصباً وأخذ يروي لي :
كيف أن المجتمع الغربي ، علمه الصدق وكيف يكون صادقا مع نفسه ومع أقرانه ، وكيف أن إحترام القانون عندهم ، يعتبر من أقدس المقدسات لديهم ، وعلمه النظافة واللطافة وطيب الاخلاق .
كذلك علمني ياسيدي هذا المجتمع حرمة التعدي على المال العام ، وعدم السرقة ، وكيف نحفظ الجوار ، ونرعى الذمار ، ونشبع الجائع ، ونكسو العريان ، ووو ، وبإختصار يارفيقي علمني مكارم أخلاق المسلمين .
فانتفضت واقفا مندهشاً ثم جلست جلست القرفصاء ، واضعا يدي على رأسي مذهولا ، وقد تبعثر النطق في فمي ، فأخذت أدقق النظر في ملامح هذا المسلم الكربلائي الاثناعشري ، الذي قضى شطرا طويلا من عمره ، تحت شعاع المنابر وأشرطة المواعظ … أهكذا يتحدث ؟
ثم أخذ يسترسل بذكر المفردات النبيلة التي كانت مدونة على صفحة بطاقتي الاصلية ، وكيف أن الظروف المناخية وبعد الزمن ، قد أمحت وشوهت الكثير من كلماتها .
إلا أنه هو أيضاً كان ممتعضاً من بطاقته ، ولكن ما يهون الخطب عليه ، أنها كانت أقل ضرراً .
وبعد أن أرهقنا الحوار ، رفسنا الاسرة بكواحل الاقدام وافترشنا الارض ، وقمنا نقلب التاريخ ، وننقب في دهاليز الكتب الصفراء والمصادر ، فوجدنا أن هذه النسخ التي نحملها مزورة وعلينا ، بإستبدالها بنسخة أصلية ، وإلا يكون البيع لنا أفضل لأنها فاقدة الصلاحية .

إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ ….

ــــــــــــــــــــ